قصائد عن الألمانية

135

 

 

11759003_897513013662466_2092025413_n
ماغنوس إينتسنبرغر

عن الألمانية: بكاي كطباش

 

الوصية الأخيرة

أزيحوا الراية عن وجهي ، إنها تدغدغني:

ادفنوا قطتي، ادفنوها هناك

حيث كانت حديقتي الكروماتيكية

 

أبعدوا عن صدري إكليل الورود ، إنه لا يكف عن الحشرجة:

القوا به إلى التماثيل على الأنقاض

وامنحوا العاهرات الشرائط كيما يتزين بها.

 

اتلوا الصلاة في الهاتف، لكن ليس قبل أن تقطعوا الأسلاك:

أو لفوها في منديل ورق مليء بفتات الخبز

لأجل الأسماك الغبية في البركة.

 

إذا كان لا بد للأسقف أن يمكث في البيت وأن يشرب:

إمنحوه برميل روم

وإلا سيشعر بالعطش لدى خطبة التأبين .

 

ودعوني بسلام بشأن النصب التذكاري والشاهدة

رصفوا بالبازلت الجميل زقاقا لا يسلكه أحد،

زقاقا للطيور .

 

في حقيبتي الكثير من الأوراق المخربشة لأجل حفيدي الأصغر:

ينبغي أن يصنع منها مراكب شراعية تنطلق مبحرة بروعة من الجسر،

ثم تغرق في النهر

 

ما تبقى: تبان، قداحة، حجر أوبال جميل ومنبه،

يجب أن تمنحوها لكاليسثنيس، تاجر الخردوات

وفوق ذلك، انفحوه بقشيشا محترما.

 

بشأن بعث الجسد ،بالمناسبة، والحياة الأبدية

سأتولى الأمر بنفسي، إذا كان ذلك لا يزعجكم بالطبع

الأمر لا يعني سواي، أليس كذلك؟ وداعا .

 

لا تزال هناك بضع سجائر على المنضدة .

 

العُنْوَان مَجهُول – يُعَادُ إلَى المُرسل

 

شُكْراً جَزِيلاً عَلَى الغُيُوم

شكرًا عَلَى البيَانو ذِي المِزَاج الطّلق، ولمَ لاَ،عَلَى أحْذِيةِ الشّتَاء الدَّافِئة

شُكْراً جَزِيلا عَلَى دِمَاغِي الرَّائِع وَعَلى غَيرِه منَ الأعضَاء التِي لاَ تُرى

عَلَى الهَوَاء، وبالطَّبع عَلَى زُجَاجَةِ البُوردُو

شُكْراً مِنَ القَلب لأنَّ قَدَّاحَتِي لَمْ تَنطَفِئ

لأنّ رَغْبَتِي لَمْ تنطَفِئ لأنّ أسَفِي لَمْ يَنْطَفِئ

شُكْراً جَزِيلاً عَلَى الفُصُولِ الأرْبَعَة

عَلَى العَدَد وعَلَى الكافِيين

وبالطَّبعِ عَلَى الفَرَاولة فِي الصَّحن

مِن رَسمِ شَاردَان، شُكراً عَلَى النّوم

عَلَى النّومِ قَبلَ كُلّ شَيء

وَلِكَي لاَ أنسَى : شُكْراً بِلاَ نِهَايَة عَلَى البِدَايَة والنِّهَاية

وَالدَّقَائِق القَليلَة بَينَهُمَا

وَمِن جِهَتِي، إذا شِئْت، شُكراً أيْضا عَلَى فِئرَان الحَقْلِ فِي الحَدِيقَة

…………………..

كاساندرا*

كَاسَاندرَا المِسكِينَة

كَانَت الوَحِيدَةُ التِي اسْتَشعَرتِ الأمْر

هِي وَحْدهَا: كلّ هَذا، كانَت تَقولَ، سَينْتهِي

نِهَايَة سيّئة. بالطَّبعِ

لَم يُصَدِّقهَا أحَد.

حَدثَ هَذَا مُنْذ زَمَن بَعِيد. ولكِن مذَّاك

والجَمِيعُ يَقُولُ ذَلك. تكْفِي نَظْرَة

عَلَى سُوقِ البُورصَة، عَلَى اختنَاقَات المُرور

وآخِرِ الآخْبَار. يَبقَى فَقَط

ما الذِي يَعْنِيهِ “كُلُ هَذَا”، وَمَتى ؟

وَبالطَّبْع إلَى ذَلِكَ الحِين لَنْ يُصَدِّق

أحَدٌ مَا يَقُولُه الجَمِيع.

تَكْفِي نَظْرَة علَى السّيَارَات ذَات المَقعَدَين

عَلَى حَدَائِقِ البِيرَة وإعْلاَنات الزّواج

…………………….

* كًانت أميرة طروادة كَاساندرا الوحيدة التي توقعت هزيمة مدينتها في حربها مع الإغريق.

لكن لا أحد حمل تحذيراتها محمل الجد.

ومنذ ذلك الوقت صار عبارة ” نداء كاساندرا ” تحيل على التحذيرات غير المجدية .

توازيها في ثقافتنا زرقاء اليمامة…

 

 

نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 23 بتارخ 2015/7/15

التعليقات مغلقة.