مجموعة قصص قصيرة

27

الورّاق / تبارك الياسين

– ما الذي يفعله ذاك البهلول، عرّى أشجار بلدتنا ! وأخذ كل أوراقي….؟؟

– سمعته يقول إنه يسنُ فكرة في البال منذ الصباح يشحذ أغصان الزيتون ليكتب…

/حريق في بيت البهلول/

صاح الجمع ..

وبينما دلاء الماء تتقافز لإخماد النار خرج البهلول مخموراً  يهذي:

– أين الفكرة !! تباً كانت حولي ترقص عارية فوق عش المعنى حتى فتنها الضوء…دخل متسللاً للبيت من أشعل النار، برقتْ عيناه حين ولدتْ من بين الرمادرواية ….

————-

 

إرادة / ياسر جمعة

 

– أمامنا طريقان، فأيهما تختار .. ؟!

– يسمعه الابن -يدخل الغرفةَ وعيناه تبحثان عن شريك الهمس، يقترب من أبيه، يجلس على ساقه .. يخبره بـِحديثه مع الماء، والطيور، والشجر، ووحش الحلم الذي كاد أن يلتهمه ..

 

– أرجوك لا تقل إنّك ستكتب ما يقول وتؤجّل حياتي مرة أخرى ..!

يصرخ بطل النص ، فيفزع الطفلُ.!

—————-

 

صحوة / د. رفاء صائب

ضمَّ آلامَه بصمت، اعتكفت روحُه في زاويةِ ظلِّه، تقوقع، صوتٌ في داخلهِ يصرخُ فيهِ أنْ: حرّره ..

انتفضَ، فكَّ قيدَ خوفهِ، صاحَ فيهم بملءِ فيهِ: أنا هنا.

—————

 

احترافيّة / نجاة قيشو

بعد همس ولمسٍ وقهقهات..

صاح المخرجُ للمرَّةِ الخامسةِ؛ معلناً نهاية المشهد.

تحلق فريقُ العمل حول الفنانة..

أعادوا وضعَ المساحيق..جدَّدوا أحمر الشفاه،

في حين انصرف البطلُ وهو يمسح ما علق بشفتيْه..

بالخارج، الزوج ينتظر.. تتبَّعَها وهي مقبلة بخيلاء..

هرع نحوها.. أحاطها بذراعيه قائلا:

ـ كنتِ مذهلةً !!

————–

 

جَــــــــرْدٌ / سعيد طلال

على أطراف أصابعي أتسللَ بهدوء،

أتفقد الرائحة، المكان، الضحكات، المواقف …

كل شيء مُرتبُ بعنايةٍ …

هُنا، جثة شيخ كان يوماً قدوتي فسقط،

هُناك، وجه إنسان اقتسمت معه رغيفي فخان،

تِلك، ابتسامة ماكرة ظننتُها يوماً من مودة،

ما هذا؟

هذا ليس أنا!

————-

 

البقرة السعيدة / أحمد إخلاص

الجزّار الذي يشحذ سكاكينه على قارعة الطريق، تأتيه البقرة صاغرة حين يتجه إليها.. تدر الحليب حفاظا على دمها..

صاحب الضيعة ينظر مليا..

تروق له مقايضة البقرة..

—————-

 دقات قلب / ياسر حسن

مر من هنا، لا أذكر قسماته، ولم أستبين ملامحه، مازلت أحس دفء يده، أمسك يدي كدت أسقط في هوة عميقة، أنقذني، ضمني، ربت على ظهري، همس في أذني: ” الطريق ملغم “,  شغلتنى دقات قلبه، كأنها طبول حرب، وخزتني همسته، انتبهت، هممت أستوضحه، اختفى !، لم أجده، ارتبت أحقيقة أم وهم؟!، أيقظة أم منام؟!

ما أوقن به ويؤكد مروره، دقات قلبه؛ تملأ الأرجاء.

————–

كينونة / السيد صادق الحسني

كان وقوفي إيقاعًا، وحين نفخت في البوق، صار الظل وحده عابرًا للسبيل.

————–

 

أشراط / عبد الرحيم التدلاوي

تنبيه: ( هذا النص لا يحمل أي فكرة، ولا يبغي تبليغ أي رسالة، وكل تأويل فالقارئ وحده يتحمل مسؤوليته )

دب الخلاف بين الشقيقين، وهما توأم سيامي، لما ظهرت في حياتهما فتاة بهية الطلعة، أرادها كل واحد لنفسه. كان في البداية سلميا وخفيا، ما لبث أن تطور فصار عنيفا، دمويا.

العجيب، أن الفتاة التي أرادت واحدا منهما من دون تحديد، ظهرت عليها علامات الحمل، سرعان ما صار بطنها منتفخا بشكل لافت.

في المستشفى، أنجبت توأما يطابق بشكل صارخ الأخوين المتصارعين، وهو ما أسكن الأفواه كلها لعنة الصمت. لما عاداها في اليوم الموالي، لم يجداها، تبخرت. و نبتت في نفسهما علامات التعجب المسننة.

تقول بعض الروايات غير الموثوق بها، لأن صاحبها، عبدالرحيم التدلاوي، إنسان كذوب، مشهود له بتلفيق الحكايات، أنها ظهرت في قبيلة تؤمن إيمانا مطلقا، لا تشوبه شية، أن ولادة توأم سيامي، هو من أشراط الساعة.

—————–

 

بزوغ شمس / إيمان السيد

علّقتْ ثوبَها على مِشَجَب حُزنِها. ارتدتْ حلّةً حمراء. اليومَ ستقترفُ الحبّ بكلّ أشكاله.

لم تعدْ تكترثُ لأصوات القذائف وأزيز الرّصاص. ولجتْ البابَ. كان مفتوحاً على الغارب. جلستْ بقربه تعاتُبه، فهو لم يأتِ البارحة في عيد ميلادها الواحدِ والعشرين. رفسَها جنُينها في أخمصِ بطنِها ينشدُ الحرّيةَ ليثأر لأبيِه.

—————-

 

دندنة / سمر عيد

مزهوة .. تقفُ أمامَ مرآتها؛

تسرّحُ شعرَها الغافي على كتفِ الأماني..

حالمةً تُدندنُ..

“أنا لحبيبي وحبيبي إلي..”..

تسلّلَ الحظُّ من الساعةِ المعلّقةِ على جدارِ القلق..

رمقها بنظرةٍ ساخرة ..

تشظّى وجهُها ..

وتوقفت عقاربُ الأمل..!!

—————-

لنخبة من كتاب العرب

 

نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 19 بتاريخ 2015/5/15

التعليقات مغلقة.