إحياء الذكرى السنويّة الأولى لأحداث عامودا

عامودا – خاص Bûyerpress

أحيا المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في عامودا أمس الجمعة الذكرى السنوية الأولى لأحداث عامودا، بمشاركة اقتصرت على ذوي الضحايا وحشد من أهالي المدينة, إضافة لحضور ممثلي أحزاب المجلس الوطني وفعاليات وهيئات وشخصيات وطنية وسياسيّة.

وقد توافد أهالي المدينة إلى ساحة المقبرة الكبيرة في عامودا بدءاً من الخامسة والنصف عصراً، وسط حضور كثيف من قوات الآساييش التي انتشرت في محيط المقبرة وعلى المفارق الرئيسيّة المؤدية  إليها.

وبعد اكتمال التجمّع بدأت الفعاليات بدقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء ثم ألقى الأستاذ محمود خلو كلمة عوائل الشهداء بالنيابة عن الملا سعدالدين, حيث أشار خلو ” أن إن الذي جرى في عامودا، من اقتحام للمدينة وقتل الأبرياء وترويع الآمنين ومنع إسعاف الجرحى، والاعتداء على الأطباء، واستخدام الجوامع وبيوت المدنيين لإرهاب السكان، وسلب ونهب الممتلكات، وتعطيل الحياة العامة، وإغلاق المساجد ومنع صلاة الجمعة ومنع دفن الشهداء، وزج العشرات في السجون، كل ذلك لم تكن جريمة عادية بل هي جنائية وسياسية وأخلاقية”

وأضاف خلو ” الحمد لله الذي أعاننا على التحمل والصبر وضبط النفس, لم نقدم على أية ثارات شخصية أو عائلية أو قبلية، لقناعتنا إن من أهداف هذه الجريمة خلق فتنة كوردية وضرب الحركة الوطنية الكردية، وإن شاء الله لن تكون سبباً في أية فتن ”

واختتم الكلمة مشدداً على وجوب تشكيل لجنة محايدة للتحقيق قائلاً: ” إننا نلزم أنفسنا بما التزمنا به منذ البداية ( المطالبة بلجنة تحقيق مختصة ومحايدة وشفافة كردستانية ) بغية إقرار الحق وبيان الحقائق وبذلك يصل كل ذي حق ٍ إلى حقه. الشهداء سينصفهم الله – سينصفهم الشعب والتاريخ”.

ألقت بعدها المحامية أسماء حاج قاسم كلمة المجلس المحلي في عامودا، أكّدت في بدايتها على مدى تضحية هذه المدينة المناضلة:” ها نحن نجتمع اليوم لنحيي من؟ ليست فقط الذكرى الأولى ليوم فاجعة كردية, إنما نحيي تاريخاً مجيدا لمدينتنا عامودا, مدينة الكبرياء والحب والريحان وهي تقدم فلذات أكبداها قربان لروح الكردايتي وقربانا لروح وحدة الصف الكرديّ ووأداً للفتنة”.

ثم تطرقت حاج قاسم في كلمتها إلى ملابسات  استشهاد واعتقال العشرات من أبناء المدينة على يد القوّات التابعة للـ (PYD) في ذلك اليوم, كما وصفت ممارسات تلك القوات بالفظيعة حيث قالت:” والأفظع من ذلك منع مشاركة اهل المدينة من ذوي الشهداء لتشييع الجنازات ومنع خطبة وصلاة الجمعة “.

واختتمت كلمتها بالمطالبة بلجنة تحقيق في القضية: ” إننا في المجلس الوطني المحلي بعامودا نؤكد على مطالبنا بإجراء تحقيق عادل من قبل لجنة كردستانية محايدة, لكشف ملابسات هذه الجريمة ومحاسبة الجناة”.

وفي تصريح لموقع Bûyerpress  اعتبر أنور ناسو عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكردي في سوريا هذا اليوم ” تاريخاً أسودا في مسيرة حزب الاتحاد الديمقراطي بالتحديد وأكثر من الاحزاب الأخرى” ورأى أن إحياءه  ” واجب على الحركة السياسية الكردية بالعموم”.

كما أكّد القيادي في الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا (البارتي) محمد حاج جمو في تصريح خاص لموقعنا أنه لم يكن يتوقّع أن ” يستطيع الأخ قتل الأخ ”      .

وشدّد حمو على ضرورة إيجاد حلّ لهذه القضية, ورأى أن الحل يكمن في ” تشكيل لجنة تحقيق كردستانية تقوم بالبحث عن الأشخاص الذين كانوا مشاركين بالأحداث من أهل عامودا، وإرجاع حقوق الشهداء لهم وهي تسميتهم بشهداء كورد وكردستان “.

كما أكـّد المدير الإعلامي لمركز أساييش عامودا غاندي حسن أن هذه القضيّة – في إشارة إلى المصالحة – أوشكت على الحلّ عدّة مرات, لكن بعض الأطراف وبسبب ” مصالحها  السياسيّة كانت تتهرّب من الموقف “.

وأضاف حسن: ” نحن كمؤسسة آساييش مستقلة ليست مرتبطة بأي حزب أو اتجاه سياسي, نريد أن نحمي بلدنا ومجتمعه من أيّة مشاكل. لقد كان  يوم 27/6/2013 يوماً أسوداً على هذه البلدة وأهاليها, ونترحّم على الشهداء من الطرفين, لأنهم بالنسبة لدينا سواء, لا فرق بينهم, ولا نريد أن تتكرّر مثل هذه المأساة في بلدنا”.

وطالب جميع النشطاء وخاصة من هم في الخارج عدم تصعيد الموقف باتجاه الفتنة, وعدم النفخ في نار الفتنة, بل جرّ القضيّة باتجاه الحلّ. لخذل من يسعى ” للاقتتال الأخويّ”, ولكي تبقى عبرة ودرساً لنا, ولنتـّخذ من هؤلاء رمزاً للأخوة, حسب وصفه.

وفي نهاية المراسيم تمّت زيارة القبور وقراءة الفاتحة ووضع أكاليل الزهور عليها وإلقاء الكلمات من قبل الشخصيّات السياسيّة التي حضرت.

يذكر أن الاحداث التي جرت في عامودا قبل سنة, راح  ضحيتها ستة مدنيين, وعضو من وحدات حماية الشعب, كما جرح أكثر من 30 شخصاً، وذلك إثر إطلاق وحدات حماية الشعبالنار على المتظاهرين المطالبين بإطلاق سراح نشطاء كانت الآساييش قد اعتقلتهم قبل ذلك بعشرة أيام, حسبما أفاد ناشطون.