قِصَّةُ عِشقٍ لا تنتهي / أنجيل عبد النور

32

8 يُحكَى أنَّهُ وجدَها ميِّتةً, فبكَى عليها أياماً كثيرةً حتى رقَّ قلبُ الاّلهةِ وبعثَتْ فيها الحياةَ.. ويُحكَى أنَّها كانتْ عاريةً فرَمى عليْها وشاحاً أخضرَ مطرَّزاً.. وأنَّهُ ظلَّ يعودُها حتَّى تغلغلَ إلى أعماقِها وأحبَّتْهُ حُبَّاً جَمَّاً.. وأنَّها صارتْ ترسلُ إليهِ رسائلَ شوقٍ في الهواءِ, فيأتيها كلَّما تراكمَ الشَّوقُ وتحرَّقتْ للِّقاءِ.. وأنَّهُ يحملُ لها الضوءَ هديَّةً ويعلنُ عن قدومهِ بآلاف الطُّبولِ.. فتتجهَّزُ لهُ بكلِّ مساماتِها.. وتُوزِّعُ من خيرِ حُبِّهِ أزهاراً وثماراً.. ويُقالُ أنَّهُ أنبتَ من جوفِها ملايينَ الحيواتِ .. وأنَّهما ككلِّ عاشقينِ يتجافيانِ أياماً ثمَّ يعودُ إليها بدموعٍ غزيرةٍ بعدَ أن يصلَهُ أنينُها.. وأنَّهُ يتغرَّبُ عنها في البلادِ الواسعةِ, وعندما يعودُ تستقبلُهُ كما تستقبلُ العيدَ.. ويقالُ أنَّهُ مرَّةً كادَ يقتُلها بغيرتِهِ.. ثمَّ ندمَ واعتذرَ بقوسِ قزحٍ غرسَهُ في شعرِها.. يُحكى أنَّ اسمَهُ المطرَ وأنَّ اسمَها الأرضُ..

 

نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 18 بتاريخ 1/5/2015

التعليقات مغلقة.