من هنّ.. وكيف يتفاعلن مع أزواج امتهنوا العمل السياسيّ؟

23

DSC06978تنفرد صحيفة Bȗyerpress وعلى مدى أعدادها القادمة بنشر حوارات خاصّة مع زوجات قياديي  الحركة الكرديّة في روجآفا ليتحدّثن عن تجاربهن مع أزواج سلكوا درب السياسة الشائك, والمعاناة التي تعرضن لها في تلك الأيام, بحلوها ومرّها, ومدى المساعدة التي قدمنها لأزواجهن طيلة تلك الفترة العصيبة, إضافة إلى بعض خفايا العلاقة بينهما وكيفيّة تعرّف كلّ منهما على الآخر, مع العديد من  النقاط الأخرى التي ستكون محلّ اهتمام القرّاء”. وقفت المرأة الكردية في مرحلة الكفاح السياسي  جنباً إلى جنب مع زوجها الذي آثر العمل السياسي – لأجل قضية شعبه –  على حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية,فكانت رفيقة الدرب والكفاح؛ سيدات لم يقل نضالهن عن نضال أزواجهن.  “أم هوشنك” سيدة سطع نجمها في سماء الحياة السياسيّة في عهد زوجها المناضل الثوري آبو أوصمان صبري؛ بصبرها؛ سيدة رصينة, صبورة, وأم وقور, تقاسمت مع زوجها ما عاناه, من تشرد وغربة وفقر  خلال مسيرته الطويلة, ويحكى عنها أنها في الأخيرة – وهو ما جاء على لسان ابنها البكر هوشنك – أنها كانت تغلي الشاي كل صباح إلى درجة كبيرة حتى يقترب في لونه وسماكته من مادة القطران, الأمر الذي أثار فضول الطفل هوشنك ليستفسر عن السبب, فكان جوابها حتى لا ينال منكم الجوع. صورة بسيطة تشرح واقع حال سيدة لم تحمل السلاح ولم تلج أروقة العمل السياسي, لكنها حاربت الزمن الذي أشهر سلاح الفقر والغربة في وجهها ووجه عائلتها الصغيرة طيلة المسيرة النضاليّة لآبو أوصمان صبري, فأثبتت وبجدارة عظمة المرأة الكرديّة. وبعيداً عن الساحة السياسية, وعلى الساحة الثقافية, كانت للأميرة روشن بدرخان بصمة حاضرة في تاريخ المرأة الكردية, المرأة التي ساندت زوجها الأمير جلادت بدرخان في إصدار جريدتيْ “هاوار” و “روناهي” بهدف الحفاظ على الثقافة الكردية.

 

 

السيدةنجاح إسماعيل عثمان حرم السيد عبد الصمد خلف برو – عضو اللّجنة السياسيّة لحزب يكيتي الكرديّ في سوريا- من مواليد مدينة القامشلي 1967, خريجة معهد إعداد المعلمين، أملخمسة أولاد ” سوار, بيريفان , شيرو , هيلين ,آريا ”

عن ارتباطها مع السيد عبد الصمد خلف برو تقول أنه:”كان أستاذي في معهد إعداد المعلمين في مدينة قامشلو, هناك بدأ التعارف بيننا، أيضاً كان هناك نوع من المعرفة العائليّة, ثم حدث الارتباط “.

وأبدت رأيها في العمل السياسي بأنه:” عملٌ جيد وأنا أرى بأنّ أيّ شخص إذا كان لديه القدرة على العمل السياسيّ عليه الانخراط فيه؛ زوجي يعمل في السياسة, فالسياسة في داخلنا”.

وأكدت السيدة نجاح عدم  مثابرتها مع زوجها السيد عبد الصمد خلف برو من أجل العمل السياسي، متابعة:

“لا أمارس العمل السياسي, فبيتي أخذ  الجزء الأكبر من اهتمامي وكذلك عمليّ الوظيفيّ”. وأضافت : “لم يحدث أن اشتكيت  أبداً, وكنت أعلم  منذ بداية ارتباطي به بأنّه صاحب مبدأ ويعمل من أجل قضية شعبه, وأنا سعيدة جداً بعمله”.

وقالت:” إنّ أصعب المراحل التي عشتها مع أبو سوار أثناء عمله السياسيّ؛ هي مرحلة اعتقاله عام 1996 واجهنا صعوبات ومتاعب, حينها كان لدينا ثلاثة أطفال, وكانوا صغاراً؛ اعتقاله دام أربع سنوات في سجن صيدنايا, كنّا نواجه صعوبة كبيرة لزيارته, ومع ذلك كنّا راضون لأنه  موضع فخر واعتزاز”.

وتابعت:” أثر اعتقاله علينا كثيرا؛ فحينها حُرم من عمله ومن حقوقه المدنيّة, وكذلك حُرم من السفر, كل ذلك أثّر سلباً علي البيت ونحن جميعاً عانينا حتى أخوته حُرموا من التوظيف ومنهم مَن فصل عن عمله, ولاقينا صعوبات, وحاولت أن أعوّض الأولاد عن غياب أبيهم طيلة فترة اعتقاله فالحمل كان ثقيلا, وحتى بعد خروجه من السجن، كانت طبيعة عمله تقتضي غيابه عن البيت”.

ولم تبدِ السيدة نجاح أيّ ندمٍ حيال زواجها من السياسيّ، موضحة:لم أندم أبداً وأنا سعيدة جداً لأنّني منذ البداية كنت أعلم أنّه شخص صاحب مبدأ ومن الطبيعيّ أن يكون محل ثقة”.

وعن مدى رغبتها بالانخراط في العمل السياسي، تابعت :” صراحةً؛ أنا لم أعمل في السياسة ولم أرغب في العمل فيها, فالسياسة  موجودة في داخلنا، داخل بيتي وحتى أولادي مسيسون منظمون، يعملون في السياسة”.

كما عبرت السيدة نجاح عن مدى إيمانها الكبير بأفكار الحزب الذي يشغل فيها السيد عبد الصمد منصب قياديبقولها :”  أؤمن بأفكار حزب يكيتي لأنّه حزب صادق يدافع عن قضية الشّعب, وأنا أرى بأنّه يقوم بعملٍ جيد من أجل شعبه وخاصة في هذه المرحلة وأجد بأنّ العمل الصحيح هو ما يقدمه هذا الحزب”.

أما رأيها  بعمل الأحزاب الكرديّة في مراحل الدّفاع عن القضيّة الكرديّة فكان مختلفاً، حيث قالت:كل شخص لديه رؤية وحسب هذه الرؤية يدافع عن القضيّة, وأجد العمل الأصح هو عمل حزب اليكيتي, ليس لأجل  انتماء والد سوار له فكل الأحزاب تعمل , ولكن تجدون في هذه المرحلة بأنّ هناك  بعض الأحزاب  انخرطت في العمل مع النظام بالتالي ميولهم وأفكارهم السياسيّة غير واضحة, الأمر الذي أدّى إلى التقصير في حق الشّعب الكرديّ, حتماً ليس كلّ الأحزاب تعمل من أجل القضيّة الكرديّة, فهناك بعض الأحزاب تقدم مصالحها الشخصيّة على المصلحة العامّة, وكنّا نتمنى أن يبقوا على اتفاقية دهوك ويعملوا بيدٍ واحدة ولكن يبدو أنّهم يرغبون في الابتعاد”.

وعن تأثير عمل السيد عبد الصمد كسياسيّ على حياته العائليّة والاجتماعيّة،  أضافت :”يحدث أحياناً بعض التقصير ولكنه  يحاول التوفيق بين عمله وواجباته العائليّة والاجتماعيّة, فنحن ضمن العائلة نكمل بعضنا”.

وعن مدى حب السيد عبد الصمد خلف برو للأضواء والنجومية أكدت” إنّه يملك روح القيادة منذ شبابه، كبير عشيرته ويحب شخصه ويحب المواقع القيادية ولكن ليس بمعنى النجوميّة والشهرة فهو يحب أن يكون في المقدمة في مواضع التضحية من أجل شعبه “.

واختتمت السيدة نجاح حديثها، بالقول” لم يحدث أنْ انتقدت عمل السيد عبد الصمد الحزبيّ ضمن حزبه أو عمله ضمن إطار الحركة الكرديّة، فعملهم صادق وواضح للجميع”.

 

اعداد: فنصة تمو

 

نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 18 بتاريخ 1/5/2015

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.