من هنَّ.. وكيف يتفاعلن مع أزواج امتهنوا العمل السياسيّ؟

29

DSC06324تنفرد صحيفة Bȗyerpress وعلى مدى أعدادها القادمة بنشر حوارات خاصّة مع زوجات قياديي  الحركة الكرديّة في روجآفا ليتحدّثن عن تجاربهن مع أزواج سلكوا درب السياسة الشائك, والمعاناة التي تعرضن لها في تلك الأيام, بحلوها ومرّها, ومدى المساعدة التي قدمنها لأزواجهن طيلة تلك الفترة العصيبة, إضافة إلى بعض خفايا العلاقة بينهما وكيفيّة تعرّف كلّ منهما على الآخر, مع العديد من  النقاط الأخرى التي ستكون محلّ اهتمام القرّاء”. وقفت المرأة الكردية في مرحلة الكفاح السياسي  جنباً إلى جنب مع زوجها الذي آثر العمل السياسي – لأجل قضية شعبه –  على حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية,فكانت رفيقة الدرب والكفاح؛ سيدات لم يقل نضالهن عن نضال أزواجهن.  “أم هوشنك” سيدة سطع نجمها في سماء الحياة السياسيّة في عهد زوجها المناضل الثوري آبو أوصمان صبري؛ بصبرها؛ سيدة رصينة, صبورة, وأم وقور, تقاسمت مع زوجها ما عاناه, من تشرد وغربة وفقر  خلال مسيرته الطويلة, ويحكى عنها أنها في الأخيرة – وهو ما جاء على لسان ابنها البكر هوشنك – أنها كانت تغلي الشاي كل صباح إلى درجة كبيرة حتى يقترب في لونه وسماكته من مادة القطران, الأمر الذي أثار فضول الطفل هوشنك ليستفسر عن السبب, فكان جوابها حتى لا ينال منكم الجوع. صورة بسيطة تشرح واقع حال سيدة لم تحمل السلاح ولم تلج أروقة العمل السياسي, لكنها حاربت الزمن الذي أشهر سلاح الفقر والغربة في وجهها ووجه عائلتها الصغيرة طيلة المسيرة النضاليّة لآبو أوصمان صبري, فأثبتت وبجدارة عظمة المرأة الكرديّة. وبعيداً عن الساحة السياسية, وعلى الساحة الثقافية, كانت للأميرة روشن بدرخان بصمة حاضرة في تاريخ المرأة الكردية, المرأة التي ساندت زوجها الأمير جلادت بدرخان في إصدار جريدتيْ “هاوار” و “روناهي” بهدف الحفاظ على الثقافة الكردية.

 

السيدة أفين معصوم  قافور حرم السياسيّ طلال محمد – سكرتير حزب السلام الديمقراطي الكردي في سوريا.

من مواليد  مدينة الحسكة 1982, حاصلة على الشهادة الثانوية الزراعية, وأم لأربعة أولاد ” دلفين, نهرو, زيرين, محمد”

عن ارتباطها بزوجها طلال محمد أوضحت السيدة أفين بأنهتربطهما علاقة قرابة عائلية ” أولاد عمومة”  وقالت :” بحكم إقامتنا في الحسكة ربّما لم يكن هناك ذاك التواصل الكبير بيننا, وهو بحكم عمله كان دائماً في العاصمة دمشق منذ خدمة العلم, وفي إحدى زياراته لمدينة الحسكة بمناسبة اجتماعية ارتبطت به, تقدم بعدها لخطبتي ووافقت”.

وعن رأيها في العمل السياسي، تابعت: ” بطبيعة الحال – نحن- نعيش السياسة في حياتنا اليوميّة وحتى في علاقتنا مع أطفالنا نمارس السياسة, وهو عمل جيد عندما يدرك من يمتهن السياسة ويمارسها بأنه يعمل لأجل شعبه, لكنه لا يخلو العمل السياسيّ من الصعوبات التي تنبثق من الإحساس بالمسؤوليّة تجاه الشّعب”.

ولم تخفِ السيدة معصوم مثابرتها مع السيد طلال في عمله كسياسيّ وشكل هذه المثابرة, قائلة:

“نعم كنت أساعده في بداية علاقتنا الزوجيّة وتمثّلت هذه المساعدة بمرافقته في كافّة المناسبات الحزبيّة وحضور اللّقاءات والاجتماعات، كما كنت أعاونه في العمل فيما يخص إصدار جريدة  بربانج “شبيبة الحزب” فالعمل كلّه كان سريّاً وكان محفوفاً ببعض الصعوبات ذاك الوقت, ولكن بعد قدوم الأطفال لم يبقَ لدي المجال الكافي؛ تفرّغت لواجباتي كأمّ، لا أنكر حدوث بعض من الشكوى, نتيجة بقاءه المتكرر والطويل خارج المنزل وبُعده  شبه الدائم عن البيت والأولاد حيث  كان يصدف أن يسافر لعدة أيام فكانت المسؤوليّة كلّها تقع على عاتقي” .

وأسهبت معصوم في الحديث عن أهم المراحل الصعبة التي عاشتها مع السيد طلال أثناء عمله السياسيّ: ” أصعب مرحلة كانت في العام 2008 , حيث كنّا قد انتقلنا للتوّ للسكن في مدينة قامشلو, وكان هو على طريق السفر إلى دمشق وأختفى فجأة, حيث خرج من البيت متوجهاً إلى مركز انطلاق البولمانات المتوجهة إلى دمشق, و قد اعتدنا أن يعلمنا باتصال هاتفي خبر وصوله بالسلامة إلى مقصده, ولكن في هذه المرة بقيت أخباره منقطعة لمدة خمسة أيام, دون أيّ خبر, وحينها أعلمنا جميع رفاقنا في الحزب ووضعناهم في الصورة, وقمنا باتصالات كثيرة  ولكن دون أيّ جدوى  إلى أن جاءني منه – بعد مضي خمسة أيام- اتصالاً  أخبرني أنّه اُعتقل من قِبل أجهزة أمن الدولة في القامشلي, وحوِّل إلى سجن الحسكة وسوف يُنقَل إلى سجن دمشق وبقي معتقلاً لمدة ثلاثة أشهر, مررنا بوقت عصيب حينها  أنا وأطفالي, فقد كان لدينا طفلان وكنت حاملا بالثالث, طيلة فترة اعتقاله كنت على تنقُّل ما بين بيت أهلي وبيت أهل زوجي, عانينا الكثير وخاصة أطفالي لتعلُّقهم الشديد بوالدهم”.

السيدة أفين لم تبدِ أيّ نوع من الندم لزواجها من السياسيّ، حيث قالت:” لست نادمة ولكنّني  من النّوع الذي يحبّ أن يعيش حياته الطبيعيّة, وأن يكون زوجي متعلقاً ببيته يذهب في الصباح إلى عمله ويعود قبل نهاية النّهار و أن لا يفضل شيء على بيته، ولكن ما كان يعزيني انشغاله الأكبر بعمله كسياسيّ هو أنّه كان يعمل لأجل قضيّة شعبه”.

وعن مدى رغبتها بالانخراط في العمل السياسيّ، قالت: “نعم، رغبت فأنا ولدت ضمن عائلة سياسيّة وكان المجال مفتوحاً أمامنا, وبعد ارتباطي بالسيد طلال في البداية كانت هناك صعوبة ولكن الآن بعد أن كبر الأولاد أصبح المجال مفتوحاً أكثر, وأنا اليوم عضو الهيئة التنفيذيّة في حزب السلام الديمقراطيّ الكرديّ في سوريا  وعضو المجلس التنفيذيّ في المجلس التّشريعيّ في الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة”.

وعبرت السيدة أفين عن  إيمانها بأفكار الحزب الذي يشغل فيها السيد طلال  منصب القياديّ،  معلّلة هذا الإيمان الكبير بأنّ أفكار حزب السلام سلميّة و هو حزب يعمل من أجل قضيّة شعبه ويريد السلام ولا يريد الحرب, ولا يقف أمام طموح أعضاءه ويتيح المجال للجميع سواء أكانوا شباباً أم نساءً “.

أما عن رأيها  بعمل الأحزاب الكرديّة، تابعت :جميع الأحزاب تعمل لأجل خدمة القضيّة والذي نريده ونطمح إليه أن تصبح أحزابنا يداً واحدة فقوتنا في وحدتنا، ففي الوقت الذي ندافع فيه عن أنفسنا نحن نبني روجآفا” .

وعن أثر عمل السيد طلال كسياسيّ على الحياة العائليّة والاجتماعيّة، أوضحت:التأثير هو في غيابه عن البيت بما أنّه متفرغ لعمله السياسيّ ولكنه لا يخل بالتزاماته العائليّة وكذلك واجباته الاجتماعية فهو يحاول أن يوازن بين عمله والتزاماته العائليّة والاجتماعيّة”.

 وأكدت السيدة معصوم:”  أنّ زوجها السيد طلال يحب النّجوميّة والأضواء كثيراً لأنّه شخص طموح لذلك هو لا يرفض  الظهور أمام وسائل الإعلام”.

واختتمت السيدة أفين حرم السيد طلال محمد – سكرتير السلام الديمقراطيّ الكرديّ في سوريا – حديثها قائلة:

“لم أنتقد عمله سواء ضمن الحزب أو عمله ضمن إطار الحركة الكرديّة, ولكن أنتقد أحيانا تفضيله وتقرُّبه الزائد من بعض  الأصدقاء, حيث يؤثر مصلحتهم على مصلحته ولكنهم لا يلبثوا أن يبتعدوا عنه ويتركونه  بعد الانتهاء من مصلحتهم به وهذا أكثر ما أنتقده فيه”.

 

اعداد: فنصة تمو

 

نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 18 بتاريخ 1/5/2015

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.