لوحة / إياد عبد الرحمن
وقفت في لوحتها ترتدي زيا” تقليديا” مديرة” ظهرها لأعين المتفرجين؛
غير آبهة بما يدور بينهم من كلام ونقاشات حادة أو منفرجة
تناولت أدق تفاصيلها بكثير من الفضول والتحرش،
كانت تشمر عن ساعديها وفي ذهنها شيء واحد فقط؛
أن تنجز عملها على أكمل وجه حتى إذا أسدل الستار عليها
تنعم ألوانها المتبعة من نزق العيون والكاميرات بقسط وفير من السكينة وراحة البال.
فرح ساخن
هللت لسقوط المدينة،
لم تسعفها فصاحة لسانها فاتكأت على كلمات من اللهجة العامية
كانت أكثر استيعابا” لزخم المشاعر الذي اعتراها؛
ومثلما كان الدم يخرج ساخنا” من جثث الضحايا؛
كان الفرح يخرج من كلماتها بنفس درجة السخونة،
متأبطا” رجاء” لا لبس فيها ولا ركاكة بدوام الألم وخلود الفجائع.
الرجل العنكبوت
كنت أتابعه على شاشة التلفاز مذهولا” وهو ينقذ الناس والجميلات من أحلك المواقف،
تذكرت أن بداخل كل رجل منا عنكبوت؛
لم تتح له الظروف أن يخرج خيوطه الخارقة أبعد من لحظة وهم أو خيال عابر.
أناكوندا
كعادته كلما رأى شيئا” مخيفا” يبادر إلى رسمه واحتوائه في كراسته الخاصة؛
جلس يرسمها بأنامل وحواس متأهبة،
كان مبهورا” بضخامتها ومتوجسا” من هول صفاتها؛
ولشدة ما أبدع في رسمها وتنميق حركاتها فتحت فاها وابتلعته.
كفر
سحرها بروعة كلماته؛
أشعرها أنها أحلى امرأة في الدنيا،
نظرت إلى المرآة؛ كفرت به وبشعره.
نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد17 بتاريخ 2015/4/15
التعليقات مغلقة.