الإيقاع الخامس للعبث .. ملكون ملكون

36

الإيقاع-الخامس-للعبث** في البدء كانت الكلمة ….

ثم …

أرادت أن تصبح سيفاً ، فانكسرت عند دمعة مهجّر ….

أرادت أن تصبح مدفعاً ، فتحطمت عند أبواب خيمة لاجئ …

أرادت أن تصبح قيداً ،فتبعثرت أرقاماً لقتلى و مفقودين و نازحين …

هي جردة حساب للكلمات و امبراطوريتها و ترفها الباذخ نمارسه كل سنة ،لعلنا نجد في أحرفها ما يشفي غليلنا ،و ما يعيد للأمل ملامحه الطفولية ،لكن مع كل ربيع تجف أوراق الكلمات و تنهار امبراطوريتها أمام قدسية الدم السوري الذي يُهرق دون ان ترف للقتلة عين ،أو تمل أصابعهم من الضغط على زناد الموت ….

هو العبث في ايقاعه الرابع يسدل ستارة الفوضى ،و يميط اللثام عن عبث بداية الإيقاع الخامس ،أمضينا من عمرنا سنواتٍ اربع عبثية لا مكان فيها للعقل الذي تضاءل كما كل شيء تضاءل في حياتنا التي باتت مختصرة … مختزلة … مبتسرة ، فكل مَن احتمى بالعقل غَرق في نهر الأحقاد الجارف … و كل مَن التجأ للحكمة اختنق في اقبية التخوين و الإقصاء …. و كل مَن هرب للمجهول مات واقفاً في عراء الحنين و سرابه ….

هي الفوضى تقول كلمتها عابثة لاهية بأيامنا التي لم تعد أياماً بل مجرد تقويم يتضاءل ورقة .. ورقة ،و يُلقىَ في النهاية في عمق النسيان ، لعل الصفحات الجديدة الصقيلة تكون أكثر ترتيباً ، لكنها لا تحمل سوى الفوضى و العبث بكل شيء البلد و الناس و التراث و التاريخ ،فبات الجميع عراة من الماضي و الحاضر و المستقبل …

هو ….

الإيقاعالخامسللعبثالسوري

الإيقاعالخامسللفوضىالسورية

الإيقاعالخامسللتغريبةالسورية

تُرىأيمجهولينتظرنا؟.

كمطائرموتٍسيحلقمنجديدفيسماءسوريا؟

كممرارةرحيلجديدةستحملالأقدام  الهاربةمنسوريا؟

كمعتمةًجديدةستحملالخوفوالبردللسوريين؟

كمجسدسيطفأبريقالحياةفيأجسادأطفالالمخيمات؟

كمليلةحنينستطبقعلىأنفاسالسوريين؟

كمعاماًسننتظرليغلقواكتابالفوضىوالعبثوالموتوالغياب؟

نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 16 بتاريخ 2015/4/1

التعليقات مغلقة.