الأكرادُ وأشجارُهم وشمسُ الضحى / كريم عبد

25

الأكرادُ وأشجارُهم وشمسُ الضحىالأكرادُ يصعدون إلى الجبال مع الينابيع
فتصعدُ معهم الغزلانُ والأرانبُ والبغالُ والعصافير
يُغنّونَ فَتطربُ الأشجارُ وتتنفسُ الصخور
يستيقظونَ تحتَ الغيوم
يغسلونَ وجوهَهم بمياه الأمطار ..
يشربون القهوةَ تحتَ شمسِ الضحى
ثـم ينزلونَ إلى المدنِ مع الخوخِ والياسمين

* * *

لقد أوجعتهم مفارقاتُ التاريخِ والحروب
لكنهم يضحكون …
تنكسرُ كؤوسَهم
ولكن لا يسقطُ منها النبيذ
يُقتلونَ ولكن لا يُهاجرون
يموتونَ ولكن
لا يتركون مقابرَهم في العراء
خوفاً على الموتى من البرق واللصوص
من الثعالبِ وكوابيسِ الليل

* * *

وحين ينامون يطقطقون أصابعَهم
كي تظلَّ ساهرةً في شقوق العسل
أشجارهُم حزينةٌ
تصمتُ في النهار
وتُكلّمُ بعضَها بعضاً في الليل
تتذكرُ وجوهَ العابرينِ وضحكاتَهم
تتذكرُ أصواتَ المقاتلينَ ودخانَ سجائرِهم
أشجارٌ ساهرةٌ
حزينة متشابكة فوق القبور
لا تُريدُ الثلجَ والبرقَ، الخريفَ والأشباحَ،
لا تُريدُ الثعالبَ والكوابيسَ
تُربكُ نومةَ القتلى

نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 16 بتاريخ 2015/4/1

التعليقات مغلقة.