جوان إبراهيم القائد العام لقوات الآساييش في روجآفا في حوار خاص

80


بدون عنوان-1 “لدينا مكتب أمن المعلومات وهو مكتب رسميّ داخل قوّات الآساييش ومعترف به بشكل رسميّ من قبل الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة, والمكتب يعترف بالقوانين الدوليّة ومبادئ حقوق الإنسان, صحيح أنه يسمّى مكتباً, ولكنّه ” جيش ” بحدّ ذاته يتألف من ناس ضمن داعش وأئمّة مساجد, وسائقي تكاسي, وبائعي خضرة في الأسواق, ومختصّين وإداريين في الآساييش, لهم ميزانيّة خاصّة, ونظام داخلي خاصّ, ليس لهم أي عمل يوميّ عدا متابعة ملفّات الإرهاب. بمافيهم كتائب تابعة للجيش الحرّ سواء كانت صديقة أو عدوّة؛ لا يهمّ, المغاوير, الدفاع المدنيّ, وتشكيلات النظام البعثي, إضافة إلى جبهة النصرة وداعش, وكلّ ما تمّ تسميته بالجماعات المسلـّحة فهو من مهمة مكتب أمن المعلومات للمتابعة..”

 

– لدينا الآن معتقلين جنائيين من أنصار (PYD-ENKS-PKK-Tev Dem) واليكيتي, وكذلك معتقلين بعثيين وآبوجيين وبرزانيين أيضاً.

– في سجن ديريك المركزي كان معظم الموقوفين يجمعون في المهجع نفسه, فمنهم من عناصر داعش, وجبهة النصرة, والكتائب المسلّحة, والمهربين, واللصوص.

– قصّة توزيع السلاح على السجناء الذين حرسوا مراكز  عامودا طواعية ولم يهربوا معروفة.

– السلاح المرخّص من قبل النظام يعتبر غير مرخّصاً, يجب أن يُعاد ترخيصه ضمن قوانين حكومة الإدارة الذاتيّة.

– رغم الالتباس والنقاش والإشاعات, فأن قوّات الآساييش تقف المسافة نفسها من كل الجهات السياسيّة, ليس لديها وجهة نظر مسبقة عن أي حزب معيّن.

– في النظام الداخلي المعدّل هناك عقوبة خدمة الجرحى (التمريض) عوضاً عن السجن, و صناعة الخبز والعمل في الفرن عوضاً عن خصم الراتب, والمشاركة في بناء  المشافي والمباني الانسانيّة عوضاً عن الفصل والطرد.

– شاركت الآساييش في معظم المعارك التي جرت,لكن الـ (YPG) لا تسمح لهم بالقتال في خط الجبهة الأمامي, احتراماً لمهمتها التي هي حماية الأمن الداخلي, ولذا تبقى في الخلف لاسناد الظهر وملأ الفراغات الخلفيّة.

– لدينا اثباتات جنائية بحقّ متورّطين بقضايا عدليّة جنائيّة, لم نعتقلهم لأسباب سياسيّة لأننا نعلم أن أطراف سياسيّة ستعلن عنهم كناشطين سياسيين

-أكثر  السجون سريّة دخلتها  بعثة “نداء جنيف”, و “هيومن رايتس”, ومنظمة حقوق الإنسان في روجآفا.

– عقوبة الخيانة العظمى في قانون الآساييش هو إحالة العضو إلى للمحكمة العسكريّة.

– يوجد في كل سجن سجّادة صلاة, قرآن, وتلفاز, حمامات, وثلاث وجبات نظاميّة, وامكانيّة المطالعة والقراءة, كما يوجد فيها مكتبة.

 

أجرى الحوار: قادر عكيد

هو نوسيجان عبدالرحيم ابراهيم, والده من عشيرة الأومرية من مدينة سري كانييه, ووالدته عفرينيّة الأصل, أما لقب Ciwanȇ Ereb (جوان العربي) فقد جاء بسبب لون بشرته, وإفراطه في التحدّث باللغة العربيّة, وغناءه لبعض الأغاني العربيّة,  في فترة هروبه من النظام أثناء انتفاضة 12 آذار 2004 وخروجه إلى خارج روجآفا, ولكن لا يرى في ذلك أيّ انتقاص, حتى لو كان أصله من المكوّن العربيّ, فجلّ أصدقائه المقرّبين هم من العرب.

– ماذا اتعني كلمة “الآساييش” ومن أين جاءت فكرة التأسيس؟

هناك نظريتان, الأولى أنها كلمة صورانيّة وتعني “الأمن الداخلي”, والثانية أنها كلمة تركية وتتألف من كلمتين: ” ياسا”و “إييش” أي عمل القانون أو الدستور, ولكن المعنى المقبول في هذا المجال هو “الأمن الداخلي”.

وعن فكرة وكيفيّة تأسيس الآساييش في روجآفا, فبعد اندلاع الثورة السورية وثورة روجآفا, وتقلص حجم دولة نظام البعث, تشكّل فراغ أمنيّ شديد في كل سوريا وبالأخص في روجآفا, وكان أمامنا خيارين؛ أولهما الاستسلام للواقع, وثانيهما أن تجد شريحة معيّنة نفسها مسؤولة عن الوضع وتشكل تشكيلات مسلّحة معنيّة بمتابعة الوضع الداخي رغم تواضعها وقلّة خبرتها ونقص الامكانيّات والتدريب والتأهيل, ورجح الخيار الثاني وكان الإعلان عن تأسيس قوات الآساييش في الثاني من نيسان 2012.

– كم يبلغ عدد قوّات الآساييش في “كانتون الجزيرة”؟

أستطيع القول أن عددها في كانتون الجزيرة كبيرجداً لدرجة أن أطراف من إدارة الحكومة الذاتيّة تنتقدنا, وبرأيي أن أفضل إجابة لسؤالك أن العدد كاف لمتابعة الأمور الداخليّة, لإسناد ومؤازرة قوّات الـ (YPG) في الجبهات ووجود قّوات احتياطيّة يوميّة ليلاً نهاراً تبقى في المراكز عدا عن ساعات العمل في الجبهات, وكذلك تواجد ثلاثمائة عنصر بشكل دائميّ في الأكاديميّات, بالنتيجة نحن نعمل بأريحية كبيرة من ناحية العدد.

– هل جاء انتقاد الحكومة لهذا العدد الكبير على خلفية دفع الرواتب أم لأمور أخرى؟

لا أعتقد ذلك, لأن الرواتب مبالغ رمزية عينيّة, ربما  لديهم تصورات منها أن هناك عدد من الأساييش لا يعمل, أوأن العدد يفوق حجم العمل, وإذا كان هذا تصوّرهم فهو خاطئ.

– كم يبلغ راتب عضو الأساييش؟

يبلغ عشرين ألفاً, مع إضافة ألفيْ ليرة سورية بدل تدخين, راتب الأساييش يبلغ فقط 80 دولاراً.

– هل لديكم قانون خاصّ بالآساييش, وعلى أية قوانين اعتمدتم في صياغته؟

نحن صغناه بالاعتماد على تجارب قوّا ت أمن من دول أوربيّة, واعتماداً على التوجيهات الأخلاقيّة والسياسيّة لمجتمعنا, واليوم سلـّمنا النظام الداخلي الجديد “المعدّل” للحكومة وذلك للمصادقة عليه, وهو متطور جداً, أقرب إلى حقوق الإنسان والأخلاقيات, لا يتضمن عقوبات جزائيّة, بل معظمها أخلاقيّة, فعوضاً عن السجن مثلاً هناك عقوبة خدمة الجرحى (التمريض), وعوضاً عن خصم الراتب هناك عقوبة صناعة الخبز والعمل في الفرن, وعوضاً عن الفصل والطرد هناك المشاركة في بناء  المشافي والمباني الانسانيّة, هي بالمعظم عقوبات أخلاقيّة تنصبّ في خدمة المجتمع.

هل هناك رتب خاصّة بقوّات الآساييش؟

مشروع وضع الرتب للمسؤولين وضبّاط الآساييش مشروع قائم وقيد الدراسة, وسينفـّذ كحدّ أقصى خلال الشهرين القادمين.

– ماهو موقع قوات الأساييش أثناء مشاركتها في جبهات القتال؟

شاركت الآساييش في معظم المعارك التي جرت, كانت ترتدي زيّ قوات الحماية الشعبيّة أحياناً, لكنها بالأصل من الأساييش, هناك نقطة مهمة وهي أن الـ (YPG) لا تسمح بقتال الأساييش في خط الجبهة الأمامي والتماس المباشر, احتراماً لمهمتها التي هي حماية الأمن الداخلي, ولذا تبقى في الخلف لاسناد الظهر وملأ الفراغات الخلفيّة.

– كيف يتمّ التنسيق بينكم وبين هيئة الداخليّة وحكومة الكانتون في الأمور الأمنيّة؟

هيئة الداخليّة هي الوسيط بيننا وبين الحكومة, والعلاقة بيننا وبين هيئة الداخليّة ليست علاقة تنسيق, وإنما تبعيّة كاملة, كل تحركاتنا تحصل بموافقة هيئة الداخليّة, والتوجيهات تأتي من الحكومة عن طريق هيئة الداخليّة, المبالغ الماليّة والمصروف والرواتب, كل التحرّكات الأمنيّة والعسكريّة والعمليات والاعتقالات تتم بعلم هيئة الداخلية, إذاً هي تبعيّة كاملة فهيئة الداخليّة هي التي تصدر الأوامر للآساييش.

– أبرز القضايا الأمنية البارزة التي عملت عليها قوات الأساييش في روجآفا منذ التأسيس وحتى الآن؟   

بصراحة, قضايا كثيرة حصلت ومن كثرتها بالكاد ننساها, قضايا متعلقة بداعش والإرهاب ومنهم جزائريين وعراقيين, وقضايا فساد داخلي مثلاً استخدام اسم الـ (YPG) والآساييش والقيام بأعمال سطو ونهب, ولكن إنسانيّاً نهتم بأمور عديدة منها منع تهريب الآثار إلى خارج المناطق الكرديّة, وكذلك المتاجرة بالبشر, وأقصد به المتاجرة بالنساء والدعارة, وهناك قضايا مهمة وحساسة حصلنا فيها على نتائج هامة.

– على ذكر قضيّة انتحال الشخصيّة, هل حدث أن أحد أعضاء الآساييش استخدموا سلطتهم في ترهيب أشخاص أو السطو أوالسلب؟

كأعضاء من الآساييش لم يقم أحد بعمليات نهب وسلب, ولكن هناك عملية “سوء استخدام السلطة ” وسوء التعامل مع المواطن كممارسة التعذيب في المعتقل, أو إساءة التعامل مع مراجع, وسوء التعامل على الحواجز أحياناً, ولدينا حالياً موقوفين من أعضاء الأساييش مقدّمين للمحاكم بتهم سوء تعامل, تعذيب, وشتم, والتعامل مع المعتقل أحياناً على أسس حزبيّة أو عرقيّة أو طائفيّة, هؤلاء أحيلوا للقضاء وسيحاكمون بشكل رسمي عن طريق المحكمة, وعدا هذه العقوبة, نحن كآساييش لنا عقوبات خاصّة تستند إلى نظامنا الداخلي, تنتهي بالفصل أو الطرد من الآساييش.

– هل للآساييش جهاز استخبارات داخلي وخارجي؟

لدينا مكتب أمن المعلومات وهو مكتب رسميّ داخل قوّات الآساييش ومعترف به بشكل رسميّ من قبل الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة, والمكتب يعترف بالقوانين الدوليّة  ومبادئ حقوق الإنسان, صحيح أنه يسمّى مكتباً, ولكنّه ” جيش ” بحدّ ذاته يتألف من ناس ضمن داعش وأئمّة مساجد, وسائقي تكاسي, وبائعي خضرة في الأسواق, ومختصّين وإداريين في الآساييش, لهم ميزانيّة خاصّة, ونظام داخلي خاصّ, ليس لهم أي عمل يوميّ عدا متابعة ملفّات الإرهاب. بمافيهم كتائب تابعة للجيش الحرّ سواء كانت صديقة أو عدوّة؛ لا يهمّ, المغاوير, الدفاع المدنيّ, وتشكيلات النظام البعثي, إضافة إلى جبهة النصرة وداعش, وكلّ ما تمّ تسميته بالجماعات المسلـّحة فهو من مهمة مكتب أمن المعلومات للمتابعة..

– هل لديكم سجون خاصّة أو سريّة؟

بتاتاً, لا يوجد أي سجن سرّي, أكثرها سريّة دخلها  بعثة “نداء جنيف”, ومنذ حوالي ستة أشهر “هيومن رايتس”, وأنتم كصحيفة Bȗyer السجون مفتوحة أمامكم, ويمكنكم الدخول إليها واختيار السجن الذي تريدونه.

– هل في سجون الآساييش سجناء سياسيين؟

بتاتاً, ليس لدينا أي موقوف سياسيّ, وليست لدينا في قوائم المطلوبين أي مطلوب سياسيّ, ولكن ليست مشكلتي لو أن أحد المهرّبين أو تجّار الحشيش كان من مناصري الـ(PYD) أو الـ (ENKS), أنا أتابع ملفّات جنائيّة وملفات تتعلق بالجريمة المنظمة, وأعتقل أحد مهرّبي الحشيش مثلاً, يكون تابعاً لحزب معيّن, لنقرأ بعدها باسبوع أن الناشط السياسيّ الفلاني مسجون لدى الأساييش, وبهذا الصدد لدينا الآن معتقلين جنائيين من أنصار (PYD-ENKS-PKK-Tev Dem) واليكيتي, وكذلك معتقلين بعثيين وآبوجيين وبرزانيين أيضاً, والمشكلة عائدة لهم إن سمّوا هذا الأمر بالموضوع السياسيّ. ليس لدينا أي شخص معتقل بناء على آراءه وأفكاره وخلفيته السياسيّة.

هل حاولت منظمات دوليّة  حقوقيّة أو محليّة, زيارة السجون الخاصّة بكم, أو أنتم دعوتم أي منظمات لزيارة هذه السجون؟

أكرّر في كل لقاء أو بيان أو مؤتمر صحفي أن السجون مفتوحة أمام الجميع, وأدعو المنظمات والمراكز الإعلاميّة لزيارتها, عدا المنظمات الدوليّة التي ذكرتها سابقاً, هناك منظمة حقوق الإنسان في روجآفا دخلت هذه السجون, عدا عن الصحفيين الذين جاؤوا وزاروا ودخلو السجون التي اختاروها بأنفسهم, وإن كانت لديكم معلومات أو تقارير عن أي سجن يمكنكم دخولها ساعة ما تشاؤون.

– هل هناك سجون تختلف عن غيرها من ناحية التعامل مع نزلائها .. يُحكى أن سجن “ديريك” معروف بتعامله القاسي مع النزلاء, ماذا تقولون بهذا الصدد؟

نسمع ذلك, ونعرف السبب, وتمّ معالجة الأمر.. لم يكن هناك محكمة عسكريّة سابقاً خاصة بالارهاب, ولكن منذ شهرين تمّ انشاء هذه المحكمة لمحاكمة الموقوفين على هذه الخلفيّة,في سجن ديريك المركزي كان معظم الموقوفين يجمعون في المهجع نفسه, فمنهم من عناصر داعش, وجبهة النصرة, والكتائب المسلّحة, والمهربين, ولصوص, بسبب قلة الإمكانات, والتدابيرالأمنيّة التي تتخذها مع هذا النوع من الموقوفين ستكون قاسية وصارمة, وغير مناسبة للموقوفين الآخرين. تمّ معالجة الموضوع منذ شهرين, ومنذ ذلك الحين لم يعد هناك أي تجاوز, ونتحمّل مسؤولية أي شكوى تأتينا بهذا الخصوص ونعتبره خطأنا.

– هل تستقبلون الشكاوى؟

نستقبل الشكاوى يوميّا بالمئات, خاصّة من الأخوة العرب الموجودين في المنطقة, يراجعون, يشتكون, ونحن نقوم باستقبالهم ومعالجة شكاويهم.

– هل الأخوة العرب راضون عن أدائكم؟

أرجو أن تعفيني من الإجابة ويفضّل أن تسألهم عن الأمر.

– حبّذا لو أعطيتنا لمحة موجزة عن أوضاع السجون في “كانتون الجزيرة”؟

هو موضوع هامّ يجب أن يُحكى, يوجد في كل سجن سجّادة صلاة, قرآن, وتلفاز, حمامات, وثلاث وجبات نظاميّة, وامكانيّة المطالعة والقراءة, كما يوجد فيها مكتبة, وكل الجرائد التي تصل لقوّات الأساييش تصل إلى الموقوفين أيضاً, أعتقد أن إحدى السجون يدخل إليها صحيفة Bȗyer أيضاً.. أود أن أحكي لك حادثة جرت في مركز آساييش عامودا وأبطالها لا زالوا موجودين, فقد حصلت حالة طارئة معيّنة في مركز آساييش عامودا واستدعى الامر خروج كافة عناصر الآساييش إلى خارج عامودا ولم يبق فيها غير عنصر واحد فقط وهو الرفيق هوكر مسؤول السجن, وكان بحاجة إلى حماية مركز الآساييش وحماية عدّة نقاط, اضطر لفتح السجن وتوزيع السلاح على السجناء ليقوموا بحراسة السجن وحراسة الشوارع, وشكّل السجناء قائمة حراسة فيما بينهم, وكل سجين يخرج للحراسة كان في جيبه قائمة الحراسة ومفتاح السجن, وعندما ينتهي من الحراسة يأتي ويفتح باب السجن لينادي السجين الذي يليه بالحراسة.

بداية الأمر تمّ معاقبة الرفيق هوكر لأنه ارتكب خطأ, وفتح باب السجن, تبيّن فيما بعد للجميع أنها حالة ديمقراطيّة خاصّة رغم أن الأمر لم يـُثار, ولا يعرف به أحد عدا السجناء وعناصر آساييش عامودا, وبعض جيران الآساييش, وهذه حالة حقيقيّة حصلت, لكن الطريف في الأمر أن أحد السجناء أراد أن يكون وفيّاً وأهلاً للثقة, بعد عودة عناصر الآساييش, وبعد انتهاء الحراسة داخل عامودا, ودخولهم السجن قام بخلع الشباك وهرب من السجن في اليوم الثاني.

– هل لديكم مذكّرات اعتقال بحق سياسيين, أو نشطاء حراك مدني أو صحفيين لم يتم اعتقالهم حتى الآن؟

بتاتاً, أؤكد لك أنه لدينا قائمة مطلوبين بوسعنا اطلاعكم عليها وليس فيها أي مطلوب  سياسي, إما إن كان فيها أحد مؤيدين, أو مناصرين لحزب ما, فمن غير المعقول ومن غير المنطقي ربط الموضوع بالسياسة.

هل ورد في نظامكم الداخلي أي مادّة أو بند تشجّع على تسهيل العمل الصحفيّ؟

نعم, ويوجد حتى في التعاميم والتوجيهات اليوميّة, تعاميم خاصّة بالصحفيين ضمن إطارالمواد التالية؛ التعامل مع الصحفي, تقديم التسهيلات للصحفي, احترام مراكز الإعلام, إعطاء معلومات صحيحة وموثّقة للإعلام, والحرص على حصول كل الإعلاميين على تراخيص عمل من الجهات المعنيّة.

– ماذا تحدّثنا عن ميزانيّةالآساييش, هل تعانون من نقص, زيادة, اكتفاء؟

نعاني من نقص في الميزانيّة, وإذا كان هناك انتقادات حول السجون علينا, أو حول أداء أعضائنا, وعدم تأهيلهم, أو الهندام, والأسلحة. أنا لا أتهرب من المسؤوليّة وأأوّل كل المشاكل إلى الناحية الماديّة, نحن أيضاً لنا أخطاء تتعلق بنا, لكن على الأقل نصف هذه المشاكل تعود لقلة الإمكانيّات الماديّة, بشكل عام الآساييش تعاني من نقص في الإمكانيّات الماديّة.

ماهي مصادر الأسلحة والعتاد والألبسة لديكم؟

من هيئة الداخليّة بموافقة وتنظيم من المجلس التنفيذي والسيّد أكرم حسّو شخصيّا يتابع أمور الآساييش, وتسييرها وشراء العتاد والألبسة والسلاح, وتمريرها من كردستان إلى روجآفا.

هل لديكم إثباتات ماديّة ملموسة بحق أناس لم يتم اعتقالهم بعد؟

نعم لدينا اثباتات جنائية بحقّ متورّطين بقضايا عدليّة جنائيّة, لم نعتقلهم لأسباب سياسيّة لأننا نعلم أن أطراف سياسيّة ستعلن عنهم كناشطين سياسيين, ولا زالوا طلقاء وبإمكاننا القبض عليهم, وتوقيفهم, ولا زلنا نتابعهم ونراقبهم, ولكن لأسباب سياسيّة لا نقبض عليهم.

– في حال ثبت لديكم بالدليل تورّط هؤلاء السياسيين النشطاء هل أنتم قادرون على اعتقالهم دون الرجوع إلى أي جهة سياسيّة؟

قوّات الآساييش أكثر المؤسسات التزاماً بالقانون, والقضايا الكبيرة الحساسة التي قد تفرزمشكلة سياسيّة معيّنة,إدارات الآساييش كلهافي كافة المدن مقتنعة وملتزمة بالعودة إلى أطراف سياسيّة ومرجعيّات سياسيّة للاستشارة قبل القيام بأي عمل قد  يؤثر على الحياة السياسيّة في روجآفا. أي أن هناك جهات سياسيّة في حكومة الإدارة الذاتيّة يتم استشارتها قبل القيام بأي عمل من شأنه أن يضرّ بالعمليّة السياسيّة, وخاصّة اعتقال شخص.

– هناك الكثير من الأمور تقدّم من قبلكم إلى إعلام  (Tev – Dem) مثال مقاطع الفيديو التي نشرت قبل أيام عن تفجيرات الحسكة, كذلك الثبوتيّات والورقيّات, لمَ هذا الإعلام تحديداً, ألا ترى في الأمرمأخذاً عليكم؟

نتقبّل تقييمكم كانتقاد, لكن أظن أن هناك بعض التفاصيل يجب أن تناقش, فأكثر الإعلاميين إلحاحاً ومتابعة لأمور الآساييش هم مراسلي وكالة هاوار, يتابعون ويصرّون, ويضعون أنفسهم في مآزق مع الآساييش للحصول على  المعلومات, على سبيل المثال وليس الحصر المقاطع المنشورة في روناهي TV فيها مشاهد مأخوذة من أناس مدنيين من كاميراتهم الخاصّة المثبتة أمام محلاتهم التجاريّة.

ولدينا تسجيلات خاصّة عن السيارة التي استخدمها الانتحاري لم تنشر بعد, لم تسلم لأي جهة اعلاميّة واعتمدنا عليها في التحقيقات, ولكن لم نسلّم الفيديو الأكثر أهميّة وحساسيّة لأي جهة إعلاميّة؟

– إذاً ما الجديد بخصوص تفجيرات الحسكة؟

عدا التقرير الذي نشر, حصلت تطورات يفضّل ألا تنشر وألا يفصح عنها لأننا تقريباً بدأنا نحصل على نتائج إيجابيّة من الناحية الأمنية بخصوص تفجيرات الحسكة,  على الأقل الطريق  الذي دخلت منه السيارة والرجل الانتحاري الآخر, ومصدر السيّارة, مكان الشراء, ورقم السيارة موجود ولكنه غير أساسي إنما مسروق, وهي إحدى المعطيات الأساسيّة في القضيّة, لدينا موقوفون وموقوفات, والتحقيق جار, رغم أن هناك بعض النقاط الغامضة إلا أن هناك نقاط إيجابيّة وستنشر قريباً بعد انتهاء التحقيق.

– ماهي امتيازات عضو الآساييش وصلاحياته عدا الراتب؟

أبداً, عضو الآساييش لا يتميّز بأي صلاحيّة, عدا أن خبزه اليوميّ يصله على نفقته الخاصة, كونه لا يملك وقتا للوقوف على أدوار الفرن.

– ماهي عدد مراكز الآساييش في “كانتون الجزيرة”؟

لدينا 48 مخفرا, و83 حاجزاً موزعين على كافة مدن و بلدات المقاطعة.

هل هناك أي قوى أخرى تتبع الآساييش عدا “الترافيك”؟

نعم, الترافيك, السوتورو, والناطوري في تل تمر وهم من المكوّن الآشوري, والناطوري أيضاً كلمة آشورية وتعني السوتورو.

– كم بلغ عدد شهداء الآساييش منذ التأسيس وإلى اليوم؟

بلغ عددهم حتى الآن 53 شهيداً, أغلبهم في الجبهات, تفجيرات انتحاريّة ارهابية, معارك, ومن ضمنهم 12 حالة وفاة طبيعيّة, وكان آخرهم الشهيد بلند الذي استشهد في معارك تل تمر في مواجهة داعش, وهو من أنصار الحزب اليساري الكرديّ في سورية.

ماذا بشأن ترخيص السلاح, مثلا مواطن لديه سلاح مرخص سابقا من الدولة, وغير مرخّص من قبلكم, ووقع السلاح في يد الآساييش, كيف ستتصرفون حيّال الموضوع, ولنعكس الآية سلاح مرخّص من قبلكم وغير مرخّص من قبل الدولة ووقع في يد الدولة كيف  ستتصرّف هي الأخرى حيّال الأمر؟

السلاح المرخّص من قبل النظام يعتبر غير مرخّصاً, يجب أن يُعاد ترخيصه ضمن قوانين حكومة الإدارة الذاتيّة, وكذلك إذا وقع سلاح مرخّص من قبلنا بيدهم فالتعامل هو نفسه, وحتى أن الدولة تكشر عن أنيابها وتحاول توقيف السيارات المنمّرة من قبلنا. فلا نحن نعترف بهم, ولاهم يعترفون بنا.

– هل هناك بند تحت اسم ” الخيانة العظمى ” في النظام الداخليّ؟

عدا قوات الـ (YPG)نعتبر التعامل مع الطرف المعادي خيانة عظمى وتشمل التعامل مع أي كتيبة أو جماعة مسلّحة و منها النظام, أو أي جهاز أمني تابع للنظام, أو أي عنصر أو موظف يتبع لجهة أمنيّة تابعة للنظام, وكذلك داعش, في النهاية جميعها تصنّف ضمن بند الخيانة العظمى, أما كقانون فهو لم يصاغ لكنه يعتبر كعرف ثقافي, وإحدى الأخلاقيّات. وكعقوبة فأنه يسلم للمحكمة العسكريّة.

حبّذا لو حدّثتنا باختصار عن هيكلية قوات الآساييش ومكاتبها؟

مكتب أمن المعلومات والاستخبارات يتابع مواضيع الارهاب. مكتب التحقيقات العامة ويشرف على كل عمل تحقيقي في القضايا العدلية والجنائيّة والارهاب . مكتب مكافحة الجريمة المنظّمة يتابع الشبكات والمنظمات والعصابات الممنهجة التي ترتكب جرائم القتل والسلب والتهريب والتزوير, وهذه هي  المكاتب الثلاثة الأساسيّة الأمنيّة, عدا ذلك فأن أهم المكاتب التي نعتمد عليها فهو مكتب أمن الحواجز والذي ينظم كل الحواجز ضمن إطارها. مكتب الرقابة والتفتيش وهو خاصّ بأمورنا الداخليّة وحالات الفساد الداخلي والتفتيش بهذه الأمور.  مكتب الإعلام والارشيف. مكتب المتابعة التقنيّة. مكتب المرأة الموجود  في كل مركز وتشمل كل الأعمال الخاصّة بالمرأة. مكتب متابعة أمور  الأخوة المسيحيين ويشرف على قضايا السوتورو والناطوري, طبعاً مدير هذا المكتب هو أحد أعضائنا السريان.

– هل من عقوبات صارمة للحد أو لمنع الرشوة بين عناصر الآساييش –  إن وجدت- ؟

طبعاً هناك عقوبات صارمة كالسجن والفصل والطرد, وحصلت هذه الحالات ولو بقلـّة, أنا أعرف أنه حصلت أربع حالات رشوة في كانتون الجزيرة, خلال عام تلقّوا رشاوي وأبلغ عنهم وتم تقديم اثباتات وأدلة عن الوضع , اعتقلوا وعوقبوا وفصلوا.

ما يطبّق على الآساييش العام هل يطبّق على آساييش المرأة؟

آساييش المرأة لها قوانين خاصّة جدّاً, ولا يتدخل الرجال والإدارات الذكوريّة في أمور آساييش المرأة بتاتاً, هي تتقاسم جدول العمل الأمني العام, عدا عن البرامج العام, لهم نظام داخلي خاص بهم كمرأة, وبرامج مثل متابعة ملفات النساء والحالة الخاصة بالمرأة ولا علاقة لنا بها.

– بعض الجهات الإعلاميّة تنعتكم بصفة “آساييش PYD” ماذا تقولون؟

كشخص, كجوان ابراهيم, منذ استلامي لمهمة إدارة قوّات الآساييش في روجآفا فأن الشخصيّات السياسيّة القياديّة التي لم ألتق بهم هم فقط صالح مسلم و آسيا عبدالله, ولم ألتق حتى بأي عضو إداري من أعضاء حزب الـ (PYD), مع ذلك نحن متّهمون بأننا آساييش (PYD), التقينا بالعديد من المسؤولين السياسيّين الحزبيين, كل أعضاء المجلس الوطني الكرديّ, وكل الأطراف الأخرى, إلا أننا لم نلتق بقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي حتى الآن.

– كلمة أخيرة للقائد العام لقوّات الآساييش في روجآفا؟

نودّ عن طريق صحيفتكم أن نوصل رسالة مفادها؛ أن قوّات الآساييش رغم الالتباس والنقاش والإشاعات, فهي تقف المسافة نفسها من كل الجهات السياسيّة, ليس لديها وجهة نظر مسبقة عن أي حزب معيّن لتبيّن سياستها الأمنية وفق الانتماءات الحزبية, وضمن هذا الإطار نؤكد لكم أنه ليس لدينا أي مطلوب سياسيّ. أشكر صحيفة Bȗyer على هذا اللقاء وأتمنى لكم التقدم في عملكم.

التعليقات مغلقة.