أوكتافيو باث.. ومصير وطنه المكسيك

156

أوكتافيو التقاطباث هو أحد أشهر الشعراء والكتاب المكسيكيين في القرن العشرين. من مواليد عام 1914 في المكسيك وتوفي في العاصمة المكسيكية عام 1998. هكذا يكون قد اجتاز القرن العشرين الذي يعتبر كّثر أنه بدأ فعلاً مع الحرب العالمية الأولى، «الحرب الكبرى»..

كما يطلقون عليها. ويصادف عام 2014 الذكرى المائوية الأولى لولادته. بهذه المناسبة صدر للمؤرّخ والكاتب والناقد الأدبي «كريستوفر دومينغيث مايكل» كتاباً باللغة الأسبانية تحت عنوان «أوكتافيو باث. في عصرنا».

لقد أراد لنفسه أن يكون شاعرا وكاتبا مسرحيا وباحثا بعيدا عن «الرواية» مثل أغلبية كبار أدباء أميركا اللاتينية. وفي جميع الحالات جعل من بلاده «المكسيك» الموضوع الأساسي في كتاباته. السمة الأساسية التي يؤكّد عليها أوكتافيو باث بالنسبة للمكسيك ،بلاده، هي أنها ذات «هويّة متعددة الجذور».

يشير المؤلف في هذا السياق إلى أنه على الرغم من الكثير الذي كُتب عن اوكتافيو باث فإن الكثير من جوانب حياته، العامّة والخاصّة، بقيت مهملة. الأمر الذي يعيده إلى تشعّب وتعدد المسارات التي سلكها بين الأدب والسياسة والنضال والدبلوماسية.

من هنا بالتحديد يشير إلى أنه حرص على أن يأخذ ما تيسّر له من معلومات من مصادرها القريبة من الشاعر الكبير كأصدقائه وأرملته ماريا خوسيه تراميني التي أطلعته، كما يقول، على كمّ كبير من المعلومات عن تفاصيل الرجل الذي عاشت معه سنوات طويلة.

ومما يتعرّض له أيضا كريستوفر دومينغيث مايكل، كما يشير في مقدّمة هذه السيرة، علاقة «باث» بزوجته الأولى ايلينا غازو وعلاقته «الصعبة» مع ابنته وصولاً إلى «القطيعة». والإشارة أيضا إلى أن أحد مصادر معلوماته الأساسية كان أوكتافيو باث نفسه، حيث إنه عمل معه لسنوات في المجلّة التي أسسها تحت اسم «فويلتا».

لكن كان الهمّ الأكبر الذي حمله أوكتافيو باث طيلة حياته هو «مصير وطنه المكسيك». من هنا كانت معاناة المكسيكيين هي الموضوع الرئيسي في كتاباته.

ومما ينقل عنه المؤلف كتابته في عام 19876، أي قبل ثلاث سنوات من حصوله على جائزة نوبل للأدب عام 1990 ما مفاده: «إن جميع ما كتبته منذ قرابة نصف قرن من الزمن هو نوع من اليوميات. ولكن ليست يوميات تتصل بمسائل الحياة اليومية وإنّما بالأحرى بالتقلّبات الفكرية والعاطفية للعلاقة، الصعبة أحيانا، لكاتب مع وطنه».

ويشرح كريستوفر دمينغيث مايكل أن الشاعر المكسيكي الأكثر شهرة في القرن العشرين أوكتافيو باث كتب الكثير من الأشعار، ولكنه كتب أيضا نصوصا يصفها أنها تتراوح بين الدراسات «ذات الطابع الأخلاقي» والبحث الثقافي والكثير من الشعر.

وفي المحصلة يرى المؤلف أن اوكتافيو باث، كاتب عاشق للمكسيك. وقدّم أعمالاً عديدة يبدو أنها «تتحاور فيما بينها» أو تتقاطع أو تتصادم . وهذا ما يعبر عنه بتمازج: «صوت الصمت وصوت الضجيج، والجنون العاقل والتعقّل الجامح، والدمدمة السريّة في الأمكنة البعيدة عن الأنظار وصرخات الجموع في الساحات العامّة إن سماع مثل هذا الصوت بكل مفارقاته هو سماع الزمن نفسه.

بيان الإمارتيّة

التعليقات مغلقة.