قرارا المجلس الوطني (5+ النصف) حول استبعاد الأحزاب الثلاثة مرشح للدخول في موسوعة غينس للأرقام القياسية / حسين بدر

28

 720       قرارا المجلس الوطني

في سابقة تكاد تكون الأولى, بل هي الأولى بعينها, حيث أقدمت رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا على دعوات بعض أحزاب المجلس مجموعة الـ (5+النصف) وبعض مستقليه إلى اجتماع طارئ وعاجل, مشدداً على ضرورة الحضور لفداحة الأمر, حتى خال للبعض منهم بأن الأمر قد يتعلق بموضوع ترسيم الحدود لكردستان سوريا, لا سيما وأن طائرات التحالف الدولي تجوب سماء سوريا, مستهدفة المواقع والتحصينات وموارد الأمداد لقطعان داعش الإرهابي و من لف لفهم, للتخفيف من وطأة ضرباتها على المناطق الكردية المسالمة, والبعض الآخر تمتم في سرِّه, لعلَّ الموضوع يتعلق بتوفير الدعم اللازم للمقاتلين المرابطين في كوباني, من أجل تحريرها من العصابات الإرهابية و فلولِها, وعودة سكانها الكرد المُهجرين والمُشردين إلى ديارهم, إلا أن المفاجأة للبعض منهم كانت, عندما كُشِف النقاب وبانَ المستور, وتلاشت الظنون من وراء القصد والدعوة إلى الاجتماع العاجل والطارئ, عندما أنبرى سيد القوم – عفواً- رئيس المجلس, وأعلن لثُلةِ الحضور, بأن الغاية من الاجتماع هي إصدار القرار ” المسبق الصنع ” بإنهاء عضوية ثلاثة أحزاب من أحزاب المجلس الأُصلاء والمؤسسيين له من عضوية المجلس, وبالتالي من المرجعية السياسية الكردية وليدة اتفاقية دهوك, وكذلك من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية .!!  ” فتصور يا رعاك الله ” !.
وبدلاً من الدخول في سجال عقيم, حول  أحقية هذا القرار ومشروعيته من بطلانه, وِفق الأسس والضوابط الناظمة لآلية اتخاذ القرارات في المجلس, والقرائن والثبوتيات التي اعتمدها المجلس ومدى صحتها, ورغم إصرار وتأكيد الأحزاب الثلاثة المعنية ,  بأنها لم تصوت لصالح مرشحي الطرف الشريك في العملية السياسية والنضالية, انطلاقاً من التزامها الأخلاقي تجاه رغبة المجلس قبل أي اعتبار آخر, سوف نلجأ إلى طرح الأسئلة التالية على السيد رئيس المجلس بصفته الاعتبارية ونرجو أن يتفضل بالإجابة عليها لو تكرم, حتى يتبين للقارئ ماذا تخفي الآكمة وراءها .
أولاً: أين كان السيد رئيس المجلس وبِطانته عندما تم غزو مدينة سري كانييه  من قبل عصابات جبهة النصرة الاسلامية القاعدية, ونزوح الألوف من سكانها , مشردين على الحدود التركية دون مأوى ..؟  لماذا لم يدعوا مجلسه الموقر للانعقاد ونحن منهم آنذاك , لتدارس الوضع المأساوي, في الوقت الذي أعلنت فيه الكثير من المنظمات الإنسانية حينها مدينة سري كانييه مدينة منكوبة .؟!
ثانياُ: أين كان السيد رئيس المجلس وساسته الحريصين على وحدة الصف والموقف الكرديين, عندما وقعت أحداث مدينة عامودا , قضى فيها سبعة من خيرة الشباب الكرد, نتيجة الصدام بين الأهالي وقوات حماية الشعب, كادت أن تتحول إلى حرب أهلية ضروس بين أبناء الشعب الواحد ؟!.
ثالثاً: أين كان السيد رئيس المجلس والغيورين من أعضائه عندما حُصِرت مدينة عفرين لأكثر من عام , من قبل المجاميع المسلحة الإرهابية التكفيرية , ولم تدخلها كسرةُ خبزٍ أو علبةُ حليبٍ لسدِّ جوع طفلٍ رضيع, أو لتر وقودٍ يقي من لسعةِ البرد القارس , لماذا لم يدعو مجلسه ونحن منه لتدارس الأمر الجَلل ؟! .
رابعاً: أين كان السيد رئيس المجلس, عندما كان أحد أحزابه “الرئيسية ” يغازل ويقايض حزب الـ (PYD)  – الخصم حسب زعمِهم – خلسةً في أكثر من مرة وأكثر من مكان خارج سوريا وداخلها, لتقسيم الكعكة الكردية “الكانتونات ” دون أي اكتراث أو اعتبار لرأي حلفائه في المجلس الوطني الكردي ؟!. أين كان السيد رئيس المجلس ومجلسه عندما أعلن الائتلاف أسماء ثلاثة أحزاب من أحزاب المجلس تلقت آلاف الدولارات بذريعة أنها تمتلك تنظيمات وأجنحة عسكرية تقاتل النظام السوري وأعوانه ؟!.
خامساً: أين هو السيد رئيس المجلس ومنظريه من الكارثة الإنسانية, والجرائم التي اُرتكِبت وتُرتكَب بحق الشعب الكردي الأعزل والمسالم, في مدينة كوباني حتى تاريخه, حيث احترق الأخضر واليابس وفُرِغَت القُرى والمدينة من سكانها الأصليين, وعبثت بها يد اللصوص وقطاع الطرق , بمؤازرةِ  ودعمِ قطعان داعش الغازية ؟! ,  أم أن هذا كلَّه لا يُضاهي , ولا يرتقي إلى مصافِ المسرحيةِ  ” المهزلة ” التي جرت في قاعة المؤتمرات يوم 16/12/2014 ,  لانتخاب المتممين بغرض استكمال نصاب المرجعية السياسية, والتي خُصِصَ من أجلها في اليوم التالي مباشرةً, اجتماع طارئ وعاجل, لتجريم من تم تجريمهم سلفاً,  وبغيابهم واتخاذ القرار بحقهم, والنطق بالحكم ” القرقوشي ” – عذراً قرقوش – بما تقتضيه المصلحة الكردية العليا في زمن داعش وأخواتها,  لذا ولبراعة المجلس, وسرعة انعقاده, واتخاذهِ للقرار, حيث تجاوز سرعة  الفعل المنعكس الشرطي  الذي يبديه الدماغ, عندما يتعرض الإنسان لخطر مفاجئ يهدده . كما تجاوز سرعة مقصلة ماكسيمليان روبسبير, في النيل من منتقديه السياسيين, إبان الثورة الفرنسية, فقد قررت اللجنة المعنية بإدراج الأرقام القياسية في موسوعة غينس للأرقام القياسية, وبعد طولِ دراسةٍ وتقصي, ترشيح إدراج سرعة اتخاذ المجلس الوطني لقراره, ووضعه موضع التنفيذ, بخصوص استبعاد الأحزاب الثلاثة من المجلس الوطني الكردي, في موسوعة غينس للأرقام القياسية .

التعليقات مغلقة.