الواضح والمبهم في الخطاب السياسي لـ (Tev-DemوENK-S)/ فارس عثمان

172

يتعرض620           الواضح والمبهم المثقف والسياسي الكردي يوميا لأسئلة متكررة ومتشابهة وهي أين الموقف والخطاب السياسي الكردي الموحد؟.
وللإجابة عن مثل هذه الأسئلة لابد من التوقف على مواقف الإطارين الرئيسيين للحركة السياسية الكردية في سوريا من بعض القضايا أي المجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS، وحركة المجتمع الديمقراطي Tev- Dem لانهما يشكلان الإطارين الرئيسيين للحركة السياسية الكردية في سوريا – نتيجة انقسام الشارع الكردي بين الإطارين بشكل شاقولي – مع وجود بعض الأحزاب والتيارات السياسية خارجهما، ولكنها في مواقفها السياسية تميل لأحد الطرفين، بشكل أو آخر. وللدلالة على ذلك لا بد من التوقف عند بعض القضايا:
1 – المجلس الوطني الكردي ENKS وقف إلى جانب الثورة السورية منذ انطلاقتها وتبنى في مؤتمره الأول في 26-10-2011 مطالب وأهداف الثورة السورية (( تغيير النظام الاستبدادي الشّمولي ببنيته التنظيمية والسياسية والفكرية )) . في حين رفعت حركة المجتمع الديمقراطي TEV- DEM شعار الخط الثالث أي عدم الوقوف إلى جانب المعارضة ولا إلى جانب النظام، وهذا الموقف ملتبس وغير واضح فقد رفض أعضاء TEV- DEM رفع علم الثورة السورية واعتدوا في بعض الأحيان على بعض الشُّبان الذين كانوا ينادون بحياة الجيش الحر، ولكنها عادت وتحالفت مع بعض الفصائل من الجيش الحر في كوباني وسمحت برفع علم الثورة على جبهات القتال وعلى قنواتها الإعلامية، كما تحالفت مع النظام أكثر من مرة في محاربة داعش ، وعادت لتختلف معه وتحول هذا الاختلاف في مدينة الحسكة مؤخرا إلى مواجهات عسكرية.
2- تبنى المجلس الوطني موقفا واضحا حول حقوق الكرد في سوريا وطالب بحق تقرير المصير للشّعب الكردي ضمن إطار الدولة السورية و (( بناء دولة علمانية ديمقراطية تعددية برلمانية على أساس اللامركزية السياسية )). أما TEV-DEM فلم يشر لا من قريب أو بعيد إلى ماهية وحقوق ومطالب الشعب الكردي في سوريا حيث رفع شعار الأمة الديمقراطية، لا بل تخلى عن ما هو كردي في برامجه، فبعد أن شكل ” انتخب ” مجلس الشعب لغربي كردستان قام بالتخلي عن غربي كردستان واستبدله بالغرب فقط ” Roj Ava” ثم تخلى عن الإدارة المرحلية المؤقتة للمناطق الكردية والمناطق المشتركة، واستبدلته بالإدارة الذاتية المؤقتة ثم بالإدارة الذاتية الديمقراطية ثم بكانتون ” الجزيرة وكوباني وعفرين “.
3- الموقف من المعارضة اعتبر المجلس الوطني ENKS نفسه جزءا من المعارضة الوطنية السورية، وشاركها في أكثر من محفل دولي، وانضم إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية 2013، أما TEV-DEM فقد انضم إلى هيئة التنسيق الوطنية واعتبر نفسه من معارضة الداخل، لكنه رفض الاعتراف بالقوى الرئيسية للمعارضة فاعتبر المجلس الوطني السوري مجلس اسطنبول والائتلاف عميلا تركيا وكل من انضم إليه شريكا في العمالة ، وبعد مؤتمر جنيف2 خطط لعقد مؤتمر للمعارضة السورية بكل مكوناتها في كانتون بما فيها التي اعتبرها عملية لتركية .
4- الموقف من القوى الدولية والإقليمية، موقف المجلس ENKS واضح هنا حيث دعا المجتمع الدولي – وخاصة التي ساندت الثورة السورية – إلى القيام بدورها في حل الأزمة السورية، ووقف في صف محور المجتمع الدولي وشارك في معظم الفعاليات السياسية بما فيها مؤتمر جنيف2 كجزء من المعارضة الوطنية، أما TEV- DEM فوجد نفسه في الاتجاه الآخر حيث اتهم المعارضة بالعمالة للإمبريالية والرجعية وتهجم على معارضة الخارج واتهمها بالعمالة لتركيا والقطر والسعودية. ووصف لقاءات المجلس الوطني الكردي مع وزارة الخارجية التركية أكثر من مرة بالعمالة واتهامها بالعمل ضد PYD أما لقاءات TEV-DEM وعلى أعلى المستويات مع إدارة الاستخبارات التركية فكان أمرا طبيعياً، من وجهة نظر TEV-DEM .
5- موقف المجلس الوطني الكردي ENKS ملتبس وغير واضح من تصرفات وأعمال TEV-DEM على الأرض – عدا بعض البيانات، أما موقف TEV-DEM فواضح من ENKS حيث لا يترك مناسبة ومن غير مناسبة إلا ويتهم المجلس الوطني بفقدان قاعدته الجماهيرية والتقاعس وعدم جديته في التعاون وبطء الحركة ورهن مواقفه للخارج .
هذه بعض المواقف التي تعكس عدم وضوح الخطاب السياسي الكردي وتباينه، فهل سيتمكن الإطارين الكرديين TEV-DEM و ENKS تجاوز خلافاتهما وخنادقهما الحزبية الضيقة والالتفات إلى مصالح الشعب الكردي في سوريا، وتوحيد الخطاب السياسي الكردي؟.
أسئلة بحاجة إلى إجابات صريحة وواضحة .

التعليقات مغلقة.