ذكرى محرقة الهولكوست في المانيا

31

داخا99355Image1و هو أول معسكر تجميع وسجن، أقامه النازيون في ألمانيا بقيادة أدولف هتلر بتاريخ أبريل 1933 وبدأوا فيه بسجن وبتعذيب خصومهم الشيوعيين والديمقراطيين الاجتماعيين وخاصة اليهود، بعد ثلاثة اسابيع من انشائه قتل 41 ألفا و500 يهودي، في ما يعرف بالهولوكوست، وهو حاليا واحد من أشهر المتاحف.
أول مرة استعملت فيها كلمة هولوكوست لوصف طريقة معاملة هتلر لليهود كانت في عام 1942 ولكن الكلمة لم تلق انتشارا واسعا لحد الخمسينيات، ومع السبعينيات أصبحت كلمة هولوكوست تستعمل حصريا لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازي بقيادة هتلر.
ويتم في السابع والعشرين من كانون الثاني يناير من كل عام إحياء ذكرى الهولوكوست، وذلك بعدما أقرت الامم المتحدة ذلك في عام 2006، وتبنت الجمعية العامة للمنظمة الدولية قرارا يدين إنكار وقوع المحرقة.
وتحيي ألمانيا هذه الذكرى سنويا منذ إعلان الرئيس الألماني الأسبق رومان هيرتسوغ في عام 1996 يوم السابع والعشرين من كانون الثاني يناير مناسبة سنوية للتذكير بضحايا الحكم النازي من اليهود… وغيرهم والذين قدرت الإحصائيات المختلفة عددهم مابين 5.3 و ستة ملايين معظمهم من اليهود.
وبعد الإطاحة بهتلر، تم تعويض ستة ملايين يهودي أوروبي، واعيدت لهم كل ممتلكاتهم، ومن يومها يتم صرف المليارات لضحايا الهولوكوست، فضلا عن إقامة المتاحف والنصب التذكارية والافلام الوثائقية حول الضحايا.
ويقول سنتاي هايزه، وهو يهودي ويرأس مركز لليهود في مدينة دوسلدورف، وكانت جدته إحدى الناجيات بينما تعرض أخواله وخالاته وأعمامه وعماته للحرق على أيدي النازيين، إن “احياء كارثة الهولوكوست ينظر اليه من منظورين الاول من منظور ديني يهودي لأهمية تذكر الأشخاص وإحياء ذكراهم، والثاني منظور سياسي لكي لا تحدث تلك الكارثة مجددا في أي مكان من العالم”.
ويضيف أن “والدتي واحدة من الناجين من سجن اوسشفيستس، لم أكن أرغب بزيارة ذلك المخيم، لكنني اضطررت في الأخير، كان الذهاب إلى مكان قتل فيه أو احرق غالبية أقاربي خطوة صعبة، من الصعب الذهاب إلى مكان قتل فيه اقاربك، إني أشعر بأن هذا المكان هو جهنم على الارض”.
وبالإضافة إلى متحف داخاو، فقد اقيم في برلين في بداية القرن الحالي، نصب تذكاري لضحايا اليهود في المحرقة، يتألف من ألواح خرسانية رتبت بطريقة معينة لتمثل عدة نصب تذكارية منتشرة في المكان، وهي تحمل أسماء الضحايا الذين استطاع القائمون على المشروع الحصول عليها. ومصمم النصب، المهندس الأمريكي بيتر ايزنمان.
ويقع النصب على بعد مئات الأمتار من بوابة براندنبرج التاريخية بوسط المدينة، وتبلغ مساحته 19 ألف متر مربع، ويتألف من 2711 عمودا أسمنتيا لونها رمادي قاتم، وتعطي جميعها انطباعا عن مقبرة مفتوحة، وفي عام 1999 صوت البرلمان الألماني لتخصيص 27.6 مليون يورو /35.5 مليون دولار أمريكي/ للمشروع.
ويقول مدير المركز فارنر جونك إن “هذا السجن أهمل بعد الحرب العالمية الثانية، واستغرق وقتا طويلا حتى تمَّ تحويله إلى متحف في عام 1979”.
ولا تقل حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الكرد في كردستان على أيدي النظام البعثي العراقي، عن محرقة الهولوكوست، لكن ضحايا الانفال والقصف الكيمياوي لم يتم تعويضهم حتى الآن.
ويقول الكردي هلمت كويي إن “اليهود والكرد تعرضوا لحملات إبادة جماعية متشابهة، لكنهما يختلفان من حيث تلقي التعويض، فقد بذل الكثير لليهود، وها هم يعيشون في دولة مستقلة في اطار اسرائيل، إلا أن الكرد لم يحصلوا على حقوقهم حتى الآن، في الوقت الذي بدأوا قتالا في منتصف العام 2014 ضد جماعة يسميها العالم جماعة داعش الارهابية”.

رووادو

التعليقات مغلقة.