مفاجأة / بقلم: محمود عبد الرحيم الرجبي

37

اعتدلمحمود عبد الرحيم الرجبي- قصص قصيرة جداً في حزنه وأرسل عينيه لفتح أقفاص الأمنيات التي لا تتحقق إلا مرغمة !!
لم تأكله الدهشة عندما وجدها خالية !!
ضريبة الحياة
أخيراً .. أصبح كما يريد !!
حدّق في المرآة حتى يحفظ ما يرى من ملامح الرجل الغريب !!
بعد فوات الأوان
هدأت عاصفة الحنين حين عاد من الرحيل الذي لا ينتهي !!
جذوره التي أورقت في حقول الذكريات, غاصت عميقاً في تراب الحزن ورمل الهموم وصمت الكلام !!
استلقى على رصيف الشوق الذي لا يرتوي من ماء الغياب, وضع رأسه على شاهد قبرها .. ونام !!
هموم
نظر إلى المشهد البحري عبر نافذة القلق والشكوك المتعبة !!
امتص روح الأرجيلة بصمت كما تمتصه الحياة بصمتها الغريب !!
البصر والبصيرة
بحث عنها كثيراً كثيراً حتى فقدها !!
إنسان عادي
مثقل بالهموم يفتح نافذة الوقت بانتظار أن تُغلق وحدها !!
محكمة الأسد
سرقت الفئران طعام الأرانب في وضح النهار وأمام حيوانات الغابة دون خوف أو خجل، فغضبت الأرانب كثيراً وقررت أن تشكوها إلى الأسد..
غضب الأسد وقرر عقد محاكمة للفئران يكون الفيل قاضياً فيها .. رفضت الفئران حضور المحاكمة بحجة أن الفيل عدو قديم لها .. ولكنها رضخت لأمر الأسد في نهاية الأمر !!
في يوم المحاكمة .. أعلن الفيل أن التهمة واضحة على الفئران، فالكذب من طبعهم، والسرقة من أساليبهم !!
وقبل النطق بالحكم ، وقفت الفئران في صف واحد، وصارت تصيح بأعلى صوتها : ((عاش الأسد .. عاش الأسد ..))
ضحك الأسد مستغربا عندما طلبت الأرانب منه إلغاء المحاكمة !! وأعلنت أنها لم تفكر يوماً – في حياتها – أن تذكر الأسد بسوء أو عائلته الكريمة !!
ومن يومها .. وكلما ثار أحد الحيوانات أمام ظالمه .. صاح الظالم بحماسٍ كبيرٍ :- (( عاش الأسد .. عاش الأسد )).
الاتجاهات الأربعة
أدار المذياع إلى الشرق، إلى الغرب ، إلى الشمال ، إلى الجنوب .. صوت واحد ينطق بهدوء الموت :
– (هنا إسرائيل!!)
حطَّم المذياع بقدمه وبصق فوق الفراغ الأسود الذي يحيط القلب بسوارٍ من الذكريات الكاذبة عن البطولة وعن الفرح !!
حمل صندوق الذكريات وجسد الأحلام الميتة على كتفه وقرر الرحيل بعيداً .. في طريقه إلى الموت، استوقفه شيخ ضرير قائلا: (إلى أين تسحبك الطريق ؟! ) .. في البداية لم ينظر إليه، ولكنه وقف ونظر إلى الأرض بقرف شديد وقال :
-(مَنْ أنت ؟!).
قال الشيخ الضرير:- (أنا الخوف !!)
ضحك بسخرية وقال:
-(من يخلق الخوف، أهو الحزن أم الرحيل ؟!).
أطرق الشيخ الضرير قليلا وقال بحزن : (بل الموت !!).
رفع السكين وقطع أذنيه !! .. لم يسمع شيئا للحظات قليلة .. أحس بنفسه يسبح عبر الفضاء الأزرق .. أحس بنفسه صغيراً .. صغيراً .. إنه الآن يسبح في داخل جسده .. إنه يقترب من الرئتين .. يقترب من القلب .. يسمع نبضه جيداً .. القلب يكاد ينفجر .. القلب يتضخم .. يتضخم .. يصبح بحجم الكرة الأرضية .. صوتٌ كالرعد يخرج عبر الشرايين الغاضبة :
– (هنا فلسطين !!)

قصص فصيرة

التعليقات مغلقة.