حرب على أعقاب السجائر في الدنمارك

21

349تواصل الدنمارك حربها ضد السجائر. الأمر ليس بجديد، وقد بدأتها قبل أعوام عدة. كانت المرحلة الأولى من خلال منع التدخين في أماكن العمل، ثم في المقاهي والمطاعم عام 2007. وها هي بلدية العاصمة كوبنهاغن تعلن حربها على أعقاب السجائر.
في الأوّل من يوليو/تموز الماضي، بدأ سريان قانون منع التدخين في محطات القطارات. وقد شمل القانون المدخنين الذين ينفثون دخان السجائر في الهواء الطلق، في انتظار القطار. العيون المراقبة كثيرة.. مفتشون وكاميرات ومارة. ويصف بعض المدخنين هذه الرقابة المفرطة بـ”الحرب الظالمة”، و”الحملة الشعواء”، ويعتبرونها تمييزاً ضدهم.
خارج محطة القطارات المركزية في كوبنهاغن، أنشأت البلدية أماكن محددة خططت حدودها بالأصفر للمدخنين. أمر لم يلق استحسان بعض المدخنين، الذين عمد بعضهم إلى خرق هذه القوانين، والتدخين خارج الحدود، إلى أن فكت البلدية أسرهم.
وتقدّر الدنمارك عدد أعقاب السجائر التي تُرمى يومياً في شوارع البلاد بنحو 9 ملايين، ترمى على حجارة الأرصفة أو في المساحات الخضراء كالحدائق، بحسب البلدية.
وتصل كلفة تنظيف أعقاب السجائر إلى نحو ربع دولار في اليوم، إذ تتم رفع مخلفات السجائر يدوياً. يحمل المعنيون الملقط، ويدورون به في الشوارع. ويقول مدير اللجنة التقنية في العاصمة مورتن كابل إن قانون منع التدخين “أدى إلى زيادة رمي أعقاب السجائر بنسبة 80 في المائة”، لافتاً إلى أن “مشهد المدينة يبدو قذراً”.
وتسعى الكثير من البرامج إلى تغيير العادات السيئة هذه لدى المدخنين. وبالرغم من أن السجائر الإلكترونية تنتشر بشكل كبير في الدنمارك وغيرها من دول شمال أوروبا، علماً أن بعض الدراسات تشير إلى مدى ضررها، إلا أنها ممنوعة أيضاً في الأماكن العامة والمطاعم.
وأمام المحطة الرئيسية في كوبنهاغن، وتحديداً عند بوابتها الرئيسية، يلاحظ المسافرون الكم الهائل لمخلفات السجائر. ولحل هذه المشكلة، يرى المتخصصون أنه “يجب سن قوانين جديدة لمنع رمي أعقاب السجائر”. كذلك، تم إطلاق مبادرة “نودغينغ”، وقد رسم القائمون عليها آثار أقدام على الطرقات، تقود الناس إلى سلال القمامة التي تحتوي على منافض، بدلاً من رمي أعقاب سجائرهم أينما اتفق.
وقد حظيت هذه المبادرة بتشجيع رسمي. ويعمل القائمون عليها على توسيعها لتشمل الشوارع التي تعج بالمقاهي والملاهي الليلية. فيطلب من الزبائن التخلص من أعقاب السجائر في منافض كبيرة وضعت عند نواصي الطرقات.

العربي الجديد

التعليقات مغلقة.