«وحدات الحماية الشعبية» تتقدم في كوباني.. وطائرات التحالف تواصل قصف مواقع «داعش»

27

11_09_07_11_قصفت طائرات تابعة للتحالف الدولي ليل الجمعة – السبت مواقع لتنظيم داعش في دير الزور، بينها حقل نفطي ومراكز أخرى للتنظيم، في مدينة كوباني، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في غضون ذلك، حققت وحدات حماية الشعب الكردية تقدما في محور مسجد الحاج رشاد ومنطقة البلدية في كوباني، بينما استمرت الاشتباكات بين الأكراد ومقاتلي «داعش» على أكثر من محور، وأدت إلى مقتل 13 عنصرا من التنظيم، وبعض الجثث لا تزال لدى الوحدات، التي سقط لديها أيضا ما لا يقل عن 6 مقاتلين.
ومن جهة أخرى، حذّر الأكراد من أن يكون مصير عفرين مشابها لمصير كوباني، وذلك نتيجة محاصرة جبهة النصرة لها، مطالبين بإنقاذها في أسرع وقت، ومحذرين من أن تكون الهدف التالي بعد كوباني.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «دوّت 4 انفجارات في ريف دير الزور الشرقي ليلا، ناجمة عن ضربات نفذها التحالف الدولي ضد الإرهاب على منطقة حقل التنك النفطي وحاجز لتنظيم داعش بين بلدة غرانيج وقرية البحرة في الريف الشرقي لدير الزور، مما أدى إلى مقتل شخصين لم يُعرف ما إذا كانا مدنيين أم من عناصر التنظيم».
ويسيطر تنظيم داعش على عدد كبير من آبار النفط في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتشكل هذه الآبار موردا ماليا أساسيا له.
كما نفذت طائرات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة ضربة على تمركزات لتنظيم داعش في المنطقة الواقعة بين مسجد الحاج رشاد وسوق الهال في مدينة كوباني، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية و«داعش» على محاور سوق الهال والبلدية (وسط) والجبهة الجنوبية للمدينة.
وأشار المرصد إلى «قصف عنيف ومتبادل خلال الليل بين عناصر التنظيم من جهة وقوات البيشمركة الكردية (العراقية) ووحدات حماية الشعب من جهة أخرى»، في كوباني.
وكان قائد قوات البيشمركة العراقية في كوباني اللواء أبو بيار قال  في أربيل إنه بين «وحدات حماية الشعب» الكردية «مقاتلون جيدون ولديهم خبرة كبيرة في القتال، ولكن لا يملكون الأسلحة شبه الثقيلة، والذخيرة كانت قليلة لديهم».
وأضاف: «إلا أن المدافع والراجمات والرشاشات التي جلبناها معنا أثرت بشكل كبير على تغيير صورة المعركة لصالح مقاتلي حماية وحدات الشعب».
ومنذ أسبوعين تقريبا، لم تتغير الخارطة بشكل حاسم على الأرض في كوباني حيث يتقاسم المقاتلون الأكراد والجهاديون مناصفة تقريبا المدينة. إلا أن المقاتلين الأكراد في وضع ميداني أفضل بعد دخول قوة صغيرة من مقاتلي المعارضة السورية وأكثر من 150 مقاتلا كرديا عراقيا بأسلحتهم ومدفعيتهم المتوسطة إلى المدينة عبر تركيا للدعم.
في موازاة ذلك، طالب أكراد سوريا بمساعدات لإنقاذ بلدة عفرين من مصير كوباني. وقالت هيفي مصطفى رئيسة المجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين – وهو بمثابة حكومة محلية للمقاطعة – إن عفرين ستواجه مصير كوباني على أيدي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقالت  أثناء زيارة للعاصمة التركية أنقرة: «النصرة تحاصر عفرين، ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا. نحن ممتنون لجهود المجتمع الدولي في كوباني، لكنه جاء متأخرا. نريد دعمهم في عفرين كي لا يتكرر ما حصل في كوباني».
ويحاصر مقاتلو «داعش» كوباني منذ أكثر من شهر، ولم يوقف زحف الجماعة المتشددة سوى الضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وإرسال مقاتلين من قوات البيشمركة الكردية العراقية.
وتقع عفرين على بعد 200 كيلومتر إلى الغرب من كوباني، وهي وكوباني من بين 3 مناطق كردية أعلنت حكما ذاتيا في وقت سابق هذا العام. ومنح انهيار سلطة الدولة في أنحاء كثيرة من سوريا للأكراد فرصة لتشكيل حكومات محلية في 3 مناطق. وأتاح قرارهم عدم مهاجمة قوات الحكومة السورية مباشرة للمناطق الـ3 بأن تتمتع بهدوء نسبي. وقالت مصطفى إن عفرين التي يقطنها أكثر من مليون نسمة بينهم 200 ألف لاجئ الهدف التالي بعد كوباني.وكان «داعش» هاجم عفرين، العام الماضي، لكن تمكّن الأكراد من صده، وتحتل جبهة النصرة مواقع قريبة من البلدة منذ شهور كثيرة من دون أن تشن هجوما كبيرا.
ووقعت جبهة النصرة أخيرا اتفاقا مع جماعات مسلحة أخرى في المنطقة، وتقدمت لمسافة 25 كيلومترا من بلدة عفرين. وتعتقد الحكومة الكردية أن جبهة النصرة تحشد قواها لشن هجوم.
وطالبت مصطفى بأن تقوم قوات التحالف بالتنسيق مع القوات الكردية، وأن تشن ضربات بسرعة إذا وقع هذا الهجوم، وأن تفتح كذلك تركيا معبرا حدوديا للسماح بمرور المساعدات وتدفق التجارة إلى المنطقة.
وتعارض أنقرة بشدة الحكم الذاتي للأكراد في سوريا. وتتهم مناطق الحكم الذاتي الكردية بالتواطؤ مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وتعترف مصطفى بتجنب المواجهة مع دمشق، لكنها تنفي أي علاقات مع الأسد واصفة هذا الادعاء بأنه محاولة لتشويه الأكراد. وأضافت: «لا نريد الحرب. نعم نحن خائفون لكننا نثق في قواتنا الأمنية وفي سكاننا للدفاع عن أنفسهم».
وقالت: «نقاتل ضد الحكومة بطريقة أخرى.. بنظامنا الذي يمكن أن يكون نموذجا بديلا لسوريا كلها». مضيفة: «نكافح من أجل وحدة سوريا، وهذا البلد مثل الفسيفساء. لذلك يمكن أن تكون هناك حكومة محلية لكل جزء تلبي احتياجاته، لكن يمكن الربط بينها من خلال حكومة مركزية».
والمقاتلون والمقاتلات الأكراد من عفرين أعضاء في وحدات حماية الشعب الكردية التي دافعت بصمود عن كوباني في مواجهة هجوم تنظيم «داعش». ويستعد المقاتلون المتبقون في عفرين الآن لما يمكن أن يكون قتالا شرسا، خصوصا إذا لم تتدخل القوى الغربية.

الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.