“سوء الامتصاص” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “عكيد علي” اختصاصي بالأمراض الهضمية

45

 

يُعرف سوء الامتصاص بأنه حالة ناشئة عن خلل في امتصاص المواد الغذائية عبر الجهاز الهضمي عندما لا تتمكن المعدة من امتصاص الفيتامينات والأملاح والعناصر المهمة المتواجدة في الغذاء المتناول، ويمكن أن يكون الضعف من أحد المواد الغذائية أو مجموعة منها، وهذا قد يؤدي إلى سوء التغذية ومجموعة متنوعة من أمراض فقر الدم.

وأوضح الدكتور “عكيد علي” اختصاصي بالأمراض الهضمية خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، أن “سوء الامتصاص” يضم الكثير من الأمراض ويسمى بـ “الداء الزلاقي”، وهو مرض مناعي ذاتي ينتج عن الحساسية للكلوتين، والكلوتين هو بروتين موجود في القمح والشعير والشيلم، وينتج الحساسية أكثرها في الأمعاء، وسببه مناعي حيث يؤدي إلى حدوث ضمور في الزغابات المعوية وبالتالي يؤدي إلى سوء الامتصاص.

ويصيب “الداء الزلاقي” الأمعاء الدقيقة بشكل عام، ومنطقة العفج ـ الجزء الأقصر من الأمعاء الدقيقة ـ بشكل خاص، وهي المنطقة الأولى من الأمعاء الدقيقة، وفي الحالات المزمنة قد يصيب طول الأمعاء الدقيقة كاملة، وفي حالات نادرة يصيب نهاية الأمعاء الدقيقة لذلك نلاحظ بعض الحالات بداية الأمعاء سليمة وتكون الإصابة في نهاية الأمعاء الدقيقة.

وأكد الدكتور أن مرض سوء الامتصاص يصيب كافة الأعمار، ولكن يشيع انتشاره بين الأطفال أكثر، مضيفاً بأنه أحياناً قد لا تظهر على المريض أعراض المرض، وهو زلاقي كامل، وقد يرافق الشخص المصاب أعراض عديدة مثل: إسهال، انتفاخ، فقر الدم، وعقم عند النساء، وتأخر الدورة الشهرية، والمصاب لا يشعر بالألم إلا في حال وجود اختلاطات، أي إذا تطور المرض إلى مرض آخر، لكن بشكل عام أعراضه يشبه أعراض الكولون العصبي، كوجود صوت قرقرة وانتفاخ، لكن ما يميزه عن مرض الكولون هو الإصابة بفقر الدم ونقص في العناصر الغذائية “كلس، منغنيزيوم، فقدان الوزن”.

كما يصاب الأطفال بنقص النمو، حيث نلاحظ اختلاف نمو الطفل عن باقي أقرانه، وقد تظهر أعراض غير هضمية، مثل التهاب الجلد وأعراض عصبية ناتجة عن نقص العناصر الغذائية.

وأشار الدكتور إلى أن التشخيص يتم عبر القصة السريرية حيث يوجه الطبيب نحو المرض، بينما الوسائل التشخيصية الأخرى تعتمد على التنظير العلوي، وقد يحتاج المريض إلى تنظير سفلي وأخذ الخزعة.

وقال الدكتور إن العلاج يكون حسب الكلوتين، ويخضع المريض للمراقبة في استجابته للعلاج ومدى التزامه بالحمية التي تكون خالية من الكلوتين، والعلاج الدوائي يكون في حالات نادرة مثل حالة التهاب “عفج شديد”، أو التهاب أمعاء شديد، إلا أن العلاج الأساسي هو اتباع الحمية الغذائية.

أما في حال لم يلتزم المريض بالحمية فقد تتطور الإصابة إلى أمراض أخرى كالإصابة بـ “لمفوما” والتي تعد أخطر الاختلاطات، وهي مجموعة أورام خلايا الدم التي تنشأ من الخلايا اللمفاوية الموجودة في الجهاز اللمفاوي، حيث تشكل هذه الخلايا ما يعرف بالشبكة البطانية وكثيرًا ما يشير هذا الاسم إلى الأنواع السرطانية من هذه الأورام.

  وقدم الدكتور “عكيد علي” اختصاصي بالأمراض الهضمية، في ختام لقائه عدة توصيات منها: عدم إهمال كل طفل لديه أعراض سوء الامتصاص، وخاصة إذا كانت هناك قصة عائلية حيث تلعب الوراثة دور مهم في الإصابة، وخاصة ممن لديه أمراض مناعية مثل: “السكري (نمط الأول)، أمراض الغدة المناعية”، ويجب اتباع حمية خالية من البروتين مدى الحياة.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة كاملا:

التعليقات مغلقة.