“كيسات الماء في الدماغ” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “أحمد عبد الله” اختصاصي بالجراحة العصبية
تنتقل كيسات الماء عبر الطفيليات والتي تُعرف بأنها كائنات حية تتغذى على الإنسان، ولها دورة حياة تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وتوجد الكيسات المائية بنسبة 60% في الكبد، وفي الرئة بنسبة 25% بالمئة، و15% ما بين الدماغ وأعضاء أخرى، إلا أن أشيع الإصابات تكون في الكبد.
وأوضح الدكتور “أحمد عبد الله” اختصاصي بالجراحة العصبية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، أن الكيسات تنتقل عبر الطفيليات تتغذى على الإنسان، تنمو وتكبر، وهذا الطفيلي له دورة حياة، ينتقل عبر الحيوانات (الأغنام، الكلاب، الماعز، القطط) إلى الإنسان، وينتقل عبر عدوى غير مباشرة، كالانتقال من براز الحيوان إلى الإنسان، وتوجد أدوية معينة كلقاحات للكلاب والقطط لتجنب الإصابة بالعدوى.
وتكثر الإصابات في المناطق الشرقية والشمالية من سوريا، بسبب تربية المواشي والاحتكاك بها، إضافة إلى وجودها بكثرة في مناطق أخرى مثل بلدان المغرب العربي، وعندما تنتقل هذه الكيسات عن طريق الكبد والرئة إلى الدماغ، تظهر أعراضها على الفرد المُصاب، وتكون أشيعها في نصف الكرة المخية، ويرافقها فرط توتر داخل القحف، صداع، إقياء، وتُصيب الكبار، لكن النسبة الأكبر تنتشر بين الأطفال.
وقال الدكتور “عبدالله” إن مرض الطفيلي ليس قاتلاً ولا خبيثاً، إنما مرض سليم وله علاج، وبحسب المنطقة المصابة، حيث قد يحدث ضعف في حركة اليد، صعوبة في الكلام، ويوجد اختلاط نادر جداً وهو حدوث تمزق في الكيس، وقد يؤدي إلى وفاة المريض في لحظات، سواء بالرئة أو الكبد، أو في الدماغ، مضيفاً بأن أكثر الحالات التي يحدث فيها تمزق الكيس، هو أثناء العمل الجراحي.
وأشار إلى أن نمو الكيس يكون بطيئاً، وقد يستمر لأشهر وسنوات، وأحياناً يحتاج لعشر سنوات حتى تظهر أعراضه على المُصاب، وإذا لم يستجب الطفل للمعالجة في التخلص من الصداع والإقياء، فإن الطبيب يلجأ إلى التصوير عبر الرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري، حيث يظهر الكيس بشكل واضح عبر التصوير، وبمجرد التشخيص، فإن العلاج يكون حصراً جراحي مع اتباع تقنيات معينة لتجنب تمزّق الكيس.
وأكد الدكتور بأن العلاج الدوائي غير مفيد إطلاقاً، ويحتاج المريض حصراً إلى التدخل الجراحي، ويحاول الطبيب قدر المستطاع منع حدوث الاختلاطات، وتوجد حالات نادرة جداً تكون فيها الكيسات متعددة، وغالباً ما تكون هناك كيسة واحدة أو كيستين لدى المريض.
أما إذا كانت هناك كيسات صغيرة في الكبد أو الرئة، فلهما علاجات أخرى وتكون دوائية، عبر وصفات أدوية مضادة للديدان، لأن الطفيليات نفسها تعد من فصيلة الديدان.
ولفت الدكتور إلى أن هناك إجراءات تتبعها عدة دول لتقليل الإصابات، مثل تنظيف المسالخ، تلقيح الكلاب والأغنام، لتخفيف حدة الإصابات سواء في البراري أو الغابات، وأظهرت البيانات والإحصائيات نتائجها الجيدة، وللأسف لا توجد في سوريا هذه الإجراءات، والحالات في ازدياد.
وختم الدكتور “أحمد عبد الله” اختصاصي بالجراحة العصبية، لقاءه بعدة توصيات، أهمها: الابتعاد قدر الإمكان عن الحيوانات مثل الكلاب والقطط، سواء في الأرياف أو حتى في المنازل، وعند وجود قطط أليفة في البيت يجب أن تبقى تحت رعاية وتوصيات الطبيب البيطري، والمراجعة المستمرة وتلقيحها، وتكمن الخطورة في الكلاب الموجودة في الأرياف، بسبب وجود اختلاطات وعدم وجود التلقيح والتطعيم، ويجب الابتعاد قدر الإمكان عن الكلاب الشاردة.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملا:
التعليقات مغلقة.