“التهاب الفقرات القَطَنية” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “ذياب العلي” اختصاصي بالجراحة العصبية
يُعرف التهاب الفقرات القَطَنية بأنه مرض شائع جداً، يُصيب جميع الأعمار، ولكل فئة عمرية أسباب خاصة للإصابة بالمرض، فالأطفال الذين يعانون ـ تتراوح أعمارهم من 10 للـ 15 عاماً ـ من آلام قطنية تعود غالباً أسبابها إلى تشوهات بالعمود القطني، وبالنسبة للشباب الذين هم في مرحلة النشاط تعود أسبابها إلى حوادث وكسور الفقرات وانزلاقات أو فتوق النواة اللبية أو ما يسمى بـ “الديسك”، أما الكبار في السن فلهم أسباب خاصة للإصابة بالآلام القطنية، مثل ترقق العظام، أو نقص الكلس.
وقال الدكتور “ذياب العلي” اختصاصي بالجراحة العصبية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، إن العمود الفقري يتألف من 33 فقرة، ويتركز الألم في الفقرات القطنية، وهي خمس فقرات بنهاية العمود الفقري، وأغلب المشاكل تحدث في هذه الفقرات، نتيجة الضغط والجهد.
وأشيع الإصابات التي تُصيب المرضى هي الانزلاق أوفتق النواة اللبية وذلك نتيجة بروز جزء من النواة اللبية الموجودة داخل القرص الفقري خارج موقعها الطبيعي في العمود الفقري، ويحدث هذا الفتق عادةً نتيجة تآكل وتمزق القرص مع مرور الوقت أو بسبب إصابة مفاجئة تؤدي إلى تمزق الغلاف الخارجي للقرص، وغالباً ما يؤثر الفتق على الأعصاب القريبة مما يؤدي إلى أعراض تتراوح من آلام في الظهر إلى خدر وضعف في الأطراف.
ولفتق النواة اللبية ثلاث حالات، أقلها ضرراً هو التبارز الغضروفي، ويحدث نتيجة الضغط حول القرص الغضروفي ويكبر حجم الحلقة مما يؤدي إلى الضغط على العمود الفقري والنخاع الشوكي والجذور العصبية، وهذه الحالة لا تحتاج إلى الجراحة، وتزول عن طريق الأدوية والراحة فقط لمدة أسبوع أو أسبوعين، وقد تعود خلال السنة عدة مرات على شكل هجمات.
والدرجة الثانية تحدث نتيجة توزم شديد وتشققات في الحلقات الغضروفية وتتحرك القناة اللبية نحو الخارج نتيجة الجهد أو الضغط، وقد يستجيب بعض المرضى على الأدوية والراحة والمسكنات، وقد يحتاج المريض إلى عمل جراحي، أما الدرجة الثالثة، فتحدث نتيجة تمزّق في الحلقة وتؤدي إلى الضغط على الجذور العصبية، وبالتالي ظهور أعراض عصبية قوية، و90% من المرضى لا يستجيبون للأدوية والراحة، ويحتاجون للعمل الجراحي.
وبين الدكتور الآلية المرضية للمرض، حيث أن النخاع الشوكي بمحاذاة الفقرات ويتفرع من كل فقرة جذور عصبية، وتنقسم أيضاً إلى جذور حسية وحركية، وعند الضغط على الجذور الحسية يشعر المريض بألم حاد، أو يحدث ضغط على الجذور الحركية وهو المسؤول عن تعصيب العضلات، بالتالي المريض لا يشعر بالألم أو الخدر ولكن أثناء التشخيص تظهر إصابة عضلات القدم بالضمور العضلي، ويحتاج للجراحة.
ويختلف التهاب الفقرات القطنية عن التهاب العصب الوركي، والذي يسمى بـ (عرق النسا)، ويحدث نتيجة التهاب بالعصب، ويختلف في التشخيص من حيث التهاب العصب الوركي وألم العصب والذي يكون منشأه من الظهر، ولا يرافقه آلام الظهر، الناجمة عن الإصابة بالديسك أو الانزلاق الغضروفي، ويتم التشخيص من خلال القصة المرضية، أو من خلال الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي.
وهناك أمراض تصيب الأعصاب تختلف عن التهاب العصب الوركي ومشاكل الظهر، وتعتمد في التشخيص على تخطيط الأعصاب، حيث قد يحدث تسمم في الأعصاب نتيجة العمل بمعمل للرصاص مثلاً.
ومن العوامل المسببة للإصابة بالمرض، ارتخاء بأربطة الفقرات، وهذه تكون أسبابها وراثية، إضافة إلى نمط الحياة الخاطئة، والتعرض للجهد الشديد.
ولفت الدكتور إلى أن نسبة50 % من التشخيص يكون عبر القصة السريرية، والصورة البسيطة التي تظهر الانزلاق وتحديد نوعه “ثابت أم متحرك”، والآفات الورمية التي تخرب الفقرات، ثم الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي اللذان يحددان بدقة المشكلة في العمود الفقري، سواء كان على مستوى الفقرات أو النخاع الشوكي، أو الأعصاب.
وقال الدكتور إن خطة العلاج تعتمد على حسب درجة الديسك، وتكون عبر الأدوية المحافظة، أو العلاج الفيزيائي مع الراحة التامة، وفي حال لم يتلقى المريض الاستجابة يكون العلاج النهائي عبر العمل الجراحي.
ونوه الدكتور إلى ضرورة تجنب حمل الأثقال، والبرد، والوقوف الطويل أو الجلوس الطويل، ويجب تغيير الوضعية كل نصف ساعة حتى لا يتطور الديسك من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية أو الثالثة، ويزيد من الأعراض وبالتالي الوصول للعمل الجراحي.
وقدم الدكتور “ذياب العلي” اختصاصي بالجراحة العصبية، في ختام لقائه عدة توصيات منها: تخفيف الوزن، عدم الوقوف الطويل أو الجلوس الطويل، ومنح الراحة أثناء العمل الطويل بتغيير وضعية الجسم، تقوية عضلات الظهر والبطن، الوقاية من البرد حيث يزيد من الألم القطني، تجنب الحركات العنيفة وحمل الأثقال، والابتعاد عن الطب العربي في علاج آلام الظهر، ومراجعة الطبيب المختص.
التعليقات مغلقة.