الشاعر جان إبراهيم: يجب الحفاظ على الإرث الثقافي “المتناقل شفاهياً” عن طريق الكتابة والتدوين

27

يكتب الشعر والقصة باللغتين (الكردية والعربية)، ونَشَر المقالة في العديد من الصحف والمجلات والمواقع منها: (صحيفة Buyer، ,Ronahî, Sibe,Dîwar, pênûsa Azad, welatê me, Nivîskar, Çandname, vedeng، نجوم ساطعة، المنار) إضافة إلى مركز الدراسات الاستراتيجية في أوروبا.

عمل في مجال الإعلام لعدة سنوات، كمُعد ومُقدم للبرامج في إذاعتي (قرجداغ وسبا) وقناة “ستيرك TV”، وهو عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان الشعر الكردي منذ عام 2018 وحتى عام 2024، عضو في اتحاد كتاب الكرد في سوريا منذ عام 2019، و عضو في اتحاد مثقفي روجافاي كردستان (HRRK) منذ عام 2021، الشاعر والكاتب “جان إبراهيم” ضيف حلقة جديدة من برنامج “şevhest” ، تقديم: شف حسن.

وُلد الشاعر والكاتب “جان إبراهيم” في قرية “şeşȇ” التابعة لمدينة كوباني عام 1969، درس المراحل الدراسية الثلاث في مدارس مدينة الرقة، ويُقيم حالياً في مدينة قامشلو.

شارك “إبراهيم” في العديد من مهرجانات الشعر والقصة الكردية في روجآفا، كما أنه كتب أول قصيدة له عام 1988 بعنوان (“كله دمدم-kele dimdim”).

كُرّم الشاعر “جان إبراهيم” من قبل العديد من الجهات منها: حزب الشباب للبناء والتغيير عام 2018، حركة المجتمع الديمقراطي “Tev-Dem عام 2016 واتحاد المثقفين والفنانين المستقلين للسلام، عام 2018.

وللكاتب ثلاثة نتاجات مطبوعة وهي:

(Lorȋn، Beravȇn aso ، koşka keseran)، ونتاجان قيد الطبع وهما:”Meygeha can و وميض الروح “.

وأشار “إبراهيم” في بداية لقائه إلى أن اهتمامه بالأدب بدأ منذ الصغر، ووُلِد هذا الحب لديه وكَبر معه، ويقول: “شعرتُ بصلة عميقة تربطني بالأدب ووجدتُ نفسي في الشعر، فأردتُ من خلاله أن أعبّر عمّا يجول في نفسي واتركَ خلفي بصمة”.

ويصف الشاعر “جان إبراهيم” الشعر بأنه “عماد الأدب”، فمن خلاله يمكنك إيصال الرسالة للقارئ، ويختلف عن القصة أو الرواية.

كتب الشاعر قصائده بالطريقة “الكلاسيكية” لمدة ثلاث سنوات، ولصعوبتها وبسبب وجود قواعد تُقيد الكاتب من حرية الكتابة، رأى أن الكتابة بالأسلوب الحديث هي الأمثل بالنسبة له وأسهل في التعبير والوصف.

وكان للشاعر مكتبة خاصة به في مدينة الرقة، تضمُ قرابة ألفي كتاب، ما بين الروايات العالمية والعربية إلى جانب الكتب باللغة الكردية، إلا أن هذه المكتبة لم تدُم على حالها، إذ تعرضت للحرق بما فيها من قبل قوات الأمن السورية عام 2008، وفَقدَ الشاعر إثر هذه الحادثة أحد دواوينه، كما فقد ديوان آخر في مدينة كوباني عام 2014 بعد هجوم تنظيم “داعش” على المدينة.

وهناك العديد من الكّتاب ممن تركوا الأثر في نفس “إبراهيم” منهم: الشاعران (حاجي جندي وعرب شمو)، ومن الكُتاب العرب تأثر بالشاعر “محمود درويش”، الذي تميّز بأسلوبه الخاص في الكتابة ووصفه الشاعر بالأسطورة، إلى جانب تأثره بكتابات الشاعرة “نازك الملائكة”.

ويروي الشاعر المفارقة الكبيرة بين جيل الأمس واليوم، من حيث الاهتمام والشغف بالكتب والأدب، وقال: “كان لدينا شغف وعشق لا ينتهي للكُتب، وكنت أدخر نقوداً من مصروفي الخاص، واشتري بها الكتب بشكل شهري أو أسبوعي”، مشيراً إلى أن هذه العادة قد تغيرت في الوقت الحالي لدى الجيل الجديد، مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي ودخولها في حياة الفرد على الرغم من أن الكتب أصبحت أكثر تداولاً إلكترونياً.  

ويرى الشاعر أنه في الوقت الحالي باتت” القصيدة الغنائية” هي من أكثر أشكال الشعر استخداماً، حيث استطاع الكثير من المُنشديْن والمُغنيْن الكرد نقلها بحناجرهم، لما تحتويه من معاني أصيلة ساهمت في الحفاظ على الإرث الثقافي، لافتاً إلى أن ديوانه الشعري الذي يحمل عنوان”Koşka kesera” تضمن عدداً من “القصائد الغنائية”، إضافة إلى ديوان: “Meygeha can” الذي لا يزال قيد الطبع.

كما غنى ولحّن العديد من الفنانيْن بعض قصائده (الغنائية) منهم: الفنان “مدني جميل ” والفنانة ” شيلان كوباني “، ويضيف قائلاً: “إحدى قصائدي التي كتبتُها للأطفال تم تلحينها وقُرِئت في افتتاحية إحدى المهرجانات الخاصة بالأطفال، لافتاً: “في الوقت الحالي هناك ثلاث من قصائدي يتم العمل عليها وتلحينها، وسيقوم الفنان (ينال طاهر)، بغناء إحدى هذه القصائد وستصدر الأغنية قريباً”.

أما عن تجربته في كتابة القصة، فيقول “إبراهيم”: “الأحداث التي شهدناها منذ بداية الحرب، حملت الكثير من القصص المأساوية، ولا سيما تلك الليلة المؤلمة التي هاجم فيها تنظيم “داعش” مدينة كوباني وفقد المئات من سكانها أرواحهم، ولذلك وجّهتُ قلمي نحو كتابة القصة لأُخلِّد ذكرى هؤلاء الضحايا في كتبي، كما أردْتُ من خلال القصة الحفاظ على القصص التي تناقلَتها الأجداد شفاهياً، وتسليط الضوء على حياة أهل القرى عند الكرد، لأن الكثير من الجوانب في حياتنا هي مستمدة ومرتبطة بثقافة تلك القرى، لذلك إنْ لم تُدون تلك القصص فإن مصيرها سيكون الزوال” .

ويرى الكاتب أن كِتابة ونقلْ تلك القصص تُعتبر أمانة ورسالة يجب تناقلها بين الأجيال، وعلى الكُتّاب حمل هذه الأمانة والمحافظة عليها من خلال الكتابة للحفاظ على الموروث الثقافي الكردي وحمايته من الضياع.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

 

التعليقات مغلقة.