“التصلب العصيدي” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع اختصاصي بالجراحة العامة والأوعية الدموية “فهد السيد”
يعد التصلب العصيدي نوعاً من أنواع التصلّب الشراييني، وهو مرض جهازي يصيب جميع الشجرة الشريانية والأجهزة في الجسم وينتج عن تراكم الدهون والكوليسترول ومواد أخرى في جدار الشرايين، وتُعرف هذه التراكمات باللويحات ويمكن أن تصيب شرايين العضلة القلبية والشرايين السباتية، أو أي شريان موجود في الجسم.
وأوضح الدكتور “فهد السيد” اختصاصي بالجراحة العامة والأوعية الدموية والجراحة التنظيرية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن عملية التصلب العصيدي تمر بعدة مراحل بدءاً من مرحلة الطفولة، وتبدأ بالخطوط الشحمية، والشريان يتألف من ثلاث طبقات: داخلية، متوسطة وتنقسم إلى (داخلية وخارجية)، وخارجية، ويتشكل التصلب العصيدي والترسبات في منطقة البطانة (داخلية وخارجية).
ويبدأ التصلُّب العصيديّ عندما تتعرَّض البطانة إلى إصابة أو مرض، ثم تنشَّط كريات دم بيضاء مُعيَّنة تُسمَّى الوَحيدات والخلايا التائيَّة، وتنتقل من مجرى الدَّم عبر بِطانة الشريان إلى داخل جدار الشريان؛ وفي داخل البطانة تتحوَّل إلى خلايا رَغوِيَّة، وهي خلايا تجمِّع المواد الدهنيَّة، وبشكلٍ رئيسيّ “الكولسترول”.
ومع الوقت تنتقل خلايا العضلات الملساء من الطبقة المتوسِّطة إلى بِطانة جدار الشَّريان، وتتكاثر هناك، كما تتراكم موادّ من النسيج الضامّ والنسيج المَرِن هناك، ويُؤدِّي تراكُم الخلايا المُحمَّلة بالدُّهون والخلايا العضلية الملساء وموادّ أخرى إلى تشكُّل ترسُّبات بُقعيَّة تُسمَّى العَصيدة.
وأشار الدكتور إلى أن أبرز العوامل المسببة للمرض هي عوامل وراثية وهؤلاء معرضون للإصابة في عمر مبكر، ويتم العلاج عن طريق الأدوية المحافظة، مثل: فيتامين B6، و B12، وحمض الفوليك بالإضافة إلى المميعات الدموية، وهناك عوامل استقلابية وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول، ولدى الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية خاطئة، وكذلك التدخين ـ الذي يؤدي إلى زيادة التخثر في الدم ـ إضافة إلى البدانة وعدم ممارسة التمارين الرياضية أو تناول المشروبات الكحولية التي تزيد من الترسبات الشحمية، كما أن داء السكري يعد من العوامل الهامة للإصابة بالتصلب العصيدي، إضافة إلى النظام الغذائي السيّء.
ولفت الدكتور إلى أن أي شخص تجاوز الـ 40 من عمره، يجب أن يخضع لإجراء اختبارات لجسمه بشكل عام، لافتاً إلى وجود آفات تلزم المريض مراجعة الطبيب بشكل أسرع مثل الألم الصدري بدون جهد أثناء الراحة، والمشي لمسافة قليلة مع فرط تعرق وتنمل وارتخاء، والألم أثناء المشي والذي يسمى بالعرج المتقطع (الوعائي أو العصبي)، ويتم التمييز بينهما: في أن المصاب بالعرج المتقطع العصبي يضطر إلى الجلوس حتى يزول الألم، أما مريض الأوعية فيزول الألم من خلال الوقوف.
ويوجد عَرج متقطع في اليد عندما يعمل الشخص بيده يصاب بالدوار، ويرجع سببه إلى انسداد الشريان في الترقوة (العنق) ويحاول الدماغ إمداد اليد بالدم، وقد يكون هناك ضلع زائد في الرقبة يضغط على الشريان ويتسبب في نقص التروية، مضيفاً بأن كل جهاز له أعراض خاصة به، فالمصاب بالعرج المتقطع البطني يشعر بالألم عند تناول الطعام، ويكون لدى المريض نقص في الشرايين الشحمية البطنية، مؤكداً بأن العلاج في بداية الإصابة بالمرض يكون أكثر استجابة ويمنع من تفاقمه.
أما التشخيص فيكون عن طريق الفحص السريري، الإيكو دوبلر الملون، معرفة قياس ضغط، إضافة إلى تخطيط القلب، وإيكو لأجواف القلب واختبارات الجهد( الحركي أو الدوائي).
أما فيما يتعلق بالعلاج: فإن المصاب يحتاج إلى العلاج المحافظ ولا يحتاج إلى العمل الجراحي إلا عندما يعاني الألم أثناء الراحة، فيتم تحويله لإجراء القثطرة، وحسب تصوير الشرايين يقرر الطبيب إذا كان المريض يحتاج للعملية، و بعض المرضى يعانون من القرحة في القدمين وهي من القرحات غير الملتئمة ويعاني في هذه المرحلة من انسداد الشريان ويحتاج إلى التدخل الجراحي، كما يحتاج المرضى إلى مميعات الدم، ومن شروط العلاج المحافظ : الابتعاد عن التدخين نهائياً، ضبط عوامل الخطورة للمرضى الذين يعانون من أمراض (القلب، السكر والشحوم)، اتباع رياضة المشي وتوخي الحذر من الإصابة بجروح في القدمين.
وقدّم الدكتور في ختام لقائه عدة نصائح وقائية منها؛ الاهتمام بالحمية الغذائية، الابتعاد عن الأكلات السريعة والغنية بالدهون والملح، التركيز على تناول الخضار والفواكه، ممارسة التمارين الرياضية ولا سيما (المشي السريع)، الابتعاد عن التدخين، الالتزام بالأدوية من قبل الطبيب المختص، ضبط السكر والضغط، العناية بالقدمين خاصة لدى مرضى السكري، وإجراء فحوصات روتينية بعد عمر الـ (40).
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
التعليقات مغلقة.