جماليات التراث في الرواية السورية المعاصرة

30

التقاط

يسعى كتاب «جماليات التراث في الرواية السورية المعاصرة»، لمؤلفته الدكتورة علياء الداية، إلى تحليل نقدي جمالي للتراث في الرواية السورية، خلال العقد الأول من الألفية الثالثة. وتتنوع الروايات المدروسة في تناولها للتراث، ويجمع بينها أنها روايات سورية، صدرت ما بين 2000 و 2010 ، وكتابّها من أجيال مختلفة، واستلهمت التراث بطرق مختلفة.

يبين الكتاب أنه تبرز في رواية «وراق الحب» لخليل صويلح، الشخصية المتخيلة، زيد بن إبراهيم البغدادي، بوصفه نموذجاً لشخصية تراثية تعمل في مهنة التجارة، ويتضح لنا لدى مقارنة التاجر بالسارد، التباين الشديد إلى حدّ التناقض بينهما، إنهما مشتركان في الهدف، ولكن لكل منهما طرق مختلفة.

كما تتخذ رواية «وراق الحبّ» من مدينة دمشق مركزاً مكانياً للسرد، فهي، حسب علياء، ممتدة في الزمن إلى الماضي، ممثلاً بالمكتبة الظاهرية، وإلى الحاضر ممثلاً بباقي معالم المدينة. ويدخل السارد إلى المكتبة فتظهر إلى الوجود الروائي شخصيات تراثية كثيرة، وكتب، وعصور تاريخية غابرة شهدت ازدهارها حضارياً. وشيئاً فشيئاً، نكتشف أنّ الجمال الذي تنطوي عليه المكتبة الظاهرية، يغدو محوراً لمدينة دمشق تطوف حوله باقي الأمكنة التي تغايرها في القيمة.

وتلفت المؤلفة إلى أنه تدور رواية «بنات نعش» للينا هويان الحسن، حول شخصية الأبهر «سعدون»، وتركت الساردة للأبهر البدوي، أن يكون حرّاً من قيود التاريخ..

إنه ممتد بامتداد البادية الواسعة وهو متمرّس بالقتل دفاعاً عن النفس، مشهور بدقة التصويب على نحو أسطوري، دائم الطموح، يحاول أنّ يتمرد على واقعه وحكم المجتمع عليه، فيصمم على بلوغ أهدافه المتضمنة قيمه البدوية الرفيعة الإنسانية. وكان مجسداً لنموذج البطولي في إفلاته من الثأر وسعيه إلى الحياة بقوة وحيوية. كذلك توحي رواية «لو لم يكن اسمها فاطمة » لخيري الذهبي، ببعد صوفي في بعض شخصياتها.

وأما في رواية «لو لم يكن اسمها فاطمة»، نجد دمشق لا تبارح خيال فاطمة. وكذا، تحتفي «العرّاف والوردة» بشخصية خير الدين الأسدي، فهو سارد الرواية وشاهد على أحداثها، ما يؤدي إلى تشكّل جمالي للتراث.

وتدرس المؤلفة، مجموعة من الروايات الأخرى في الخصوص، منها: «الحروف التائهة» لوليد إخلاصي، التي تطالعنا بمشاهد ضرب الشيش وألعاب السيف والترس، والموسيقى وزينة المصابيح، ضمن حفل زفاف يحتفظ بطابع تراثي قديم.

المعد في سطور

الدكتورة علياء الداية. باحثة وناقدة سورية. حاصلة على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة حلب. صدر لها عدد من الكتب، من أهمها: الرموز الأسطورية في مسرح وليد إخلاصي، الوعي الجمالي في السرد القصصي. ولديها، أيضاً، مجموعتان قصصيتان: أبو الليل، شهرزاد الكواكب.

عن البيان الإماراتيَّة

التعليقات مغلقة.