المنطقة العازلة داخل سوريا قد تصبح حقيقة قريبا
كوباني تقترب من السقوط… ومستشار أردوغان يعتبر أن الحرب يجب أن تشمل إزالة الأسد
في تطوّرات لافتة على الموضوع السوري تعدّدت تصريحات مسؤولين أتراك تلمّح إلى تدخّل برّي قريب محتمل لأنقرة في سوريا «يواجه كل التهديدات»، على حد قول مسؤول تركي، وهو ما يشير الى إمكان حصول تدخّل بري تركي يشمل مواجهة «داعش» و»حزب العمال الكردستاني» المحظور، وكذلك قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج أمس الثلاثاء إن الحرب التي يقودها التحالف يجب أن تشمل نظام بشار الأسد، وإن مقاتلي الدولة الإسلامية يتقدمون صوب قبر سليمان شاه في شمال سوريا.
وأضاف أرينج في حديثه إن التفويض البرلماني الذي سيسمح لتركيا بعمل عسكري في العراق وسوريا سيشمل «كل التهديدات والمخاطر المحتملة»»
وبحسب تغريدة على تويتر لجوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، فإن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي بشير أطالاي قال إن المنطقة العازلة المقترحة داخل الأراضي السوري قد تمتد الى ثلاثين كيلومترا، وإن هذه المنطقة قد تصبح حقيقة خلال الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن يصوت البرلمان يوم الخميس على اقتراح للحكومة بتمديد التفويض القائم الذي يسمح لتركيا بمهاجمة المقاتلين الأكراد في شمال العراق والدفاع في مواجهة أي تهديد تمثله قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
يأتي تمديد التفويض مع تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية في شمال سوريا واشتباكهم مع مقاتلين أكراد على الحدود التركية مما يشكل تهديدا متزايدا للأمن القومي التركي.
وترى أنقرة أن قبر سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية ضمن أراضيها بموجب اتفاقية وقعت مع فرنسا عام 1921 عندما كانت سوريا تحت الحكم الفرنسي.
وقالت تركيا إنها ستدافع عن الضريح الذي يحرسه جنود أتراك.
وقال المستشار ياسين اقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في تركيا أمس إن «تركيا لديها ملاحظات تختلف مع ما يحرك التحالف الدولي ضد داعش… الأزمة في المنطقة أوسع من ذلك وهي ترتبط بوجود نظام الأسد في سورية وغياب الديمقراطية في المنطقة».
واعتبر اقطاي الذي يشارك في مؤتمر حول القضية الفلسطينية في تونس أيضا أن السياسة الطائفية والتمييزية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في العراق ساهمت في ظهور التنظيمات الراديكالية ومن بينها التنظيم الإرهابي لـ»داعش».
وقال اقطاي إن أثر «الأسباب التي تقف وراء النتيجة الحالية لا زالت موجودة. وحتى لو زالت داعش سيأتي من هو أسوأ منها. داعش لم تأت من فراغ هي جاءت نتيجة للسياسات التمييزية ضد السنة».
وأضاف مستشار الرئيس التركي «هناك ظلم في العالم العربي. في سورية والعراق ومصر. وفي مصر يتوقع ان تكون المخاطر أكبر وأن تأتي حركات ارهابية «.
وحتى الآن أحجمت تركيا عن التدخل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وفرنسا بالخصوص لضرب تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مواقع شاسعة في العراق والشام.
لكن البرلمان التركي يتجه للسماح للحكومة التركية باتخاذ اجراءات عسكرية لمواجهة التنظيم وحماية الامن القومي لتركيا.
وقال اقطاي «برنامج مكافحة «داعش» يجب أن يكون أوسع. يجب أن تكون مقترنة بالحرب ضد نظام بشار الأسد. فإذا قضي على «داعش» وبقي نظام الأسد فهذا سيطيل عمره ويعطيه شرعية».
وأفاد تقرير كردي عراقي أمس الثلاثاء بأن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أصبحوا على مقربة 4 كيلومترات من السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود مع تركيا.
وذكرت وكالة «باسنيوز» الكردية أن داعش يمطر مركز مدينة عين العرب (كوباني) بالقذائف والصواريخ، مشيرة إلى أن «عشرات القذائف سقطت، بعد أن وصلت دبابات داعش إلى مسافة أقل من 4 كيلومترات من المدينة من جهة الشرق وتركز القصف على وسط المدينة والحارة الشمالية (الجمارك)». وقالت الوكالة إنه نتج عن القصف مقتل ثلاثة مدنيين كرد والعديد من الجرحى.
ودعا زعيم كردي سوري أمس الثلاثاء الدول الغربية الى تقديم أسلحة لقواته التي تحارب تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة كوباني السورية الحدودية المحاصرة، محذرا من أن مقاتليه أقل تسليحا من خصمهم وسيواجهون مذبحة إذا لم تصل المساعدة قريبا.
وقال صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني في تركيا إن دعواته للحصول على أسلحة لقيت رفضا حتى الآن من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وألقى باللوم على تركيا في عرقلة جهوده.
وقال مسلم «يدور قتال عنيف». وتابع أن «القوات الكردية تدافع عن نفسها بما في أيديهم لتجنب مذبحة… لكن إذا دخلت الدولة الإسلامية المدينة فسيدمرون كل شيء ويذبحون الناس…»خلال ايام قليلة سينتهي الأمر بطريقة او اخرى».
حسام الدين محمد/القدس العربي
التعليقات مغلقة.