مجرد اقتراح

187

 

ماذا لو؟

ماذا لو ألقيتُ  في نهر دجلة وتشرّب جسدي ماؤه كقطعة رغيف؛ تنتفخ, تتفكك, وتنتشر مع جريانه وأكله السمك ولم يتبقَ لي سوى أذني لأسمع به صوتك الجميل..

ماذا لو..!

ماذا لو وقفتُ فوق أعلى نقطة من مأذنةٍ وفتحتُ ذراعيّ للهواء، وكنتُ أنثى مصنوعة من رذاذ, وتناثرتُ مع الريح كغبار طلعٍ وُضِعتُ بين تفاصيل قامشلو ولم يتبق لي سوى عينيي الحزينتين لتراقباك من بعيد..

ماذا لو..!

ماذا لو أصبتُ بطلق طائش في جبيني وتناثرت على الأرض ككومة تراب.

ولم يتبق لي سوى شفتان تبتهلان إلى الله ليتركك لي وحدي..

ماذا لو بقيتُ في مكاني متسمّرة وتحوّلتُ الى تمثال من رخام, تحجّر كلي إلا قلبي ليحبك حتى ينتهي الكون.

مجرد اقتراح..!

نشرت هذه المادة في العدد /80/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/7/2018

التعليقات مغلقة.