مسرحية: حين أذَّنَ الموت

63

الشخصيات: أكراد فقراء صائمو الدهر أباً عن جدٍّ..

المكان: من على باب الله إلى  باب الفرن في حي الصالحية بالحسكة..

الزمان: آخر يوم من رمضان المبارك وقبيْل أذان المغرب بدقائق..

الهدف: أقصى طموحهم الحصول على ربطة خبز مدوَّدةٍ..

البطل: فاعل خير فجر نفسه فيهم ليدخل الجنة فورا:

 

جميل داريكم مساكينَ هؤلاءِ الكردُ

ما لهمْ من نيلِ المجازرِ بدُّ

 

بشريُّونَ يعشقونَ الأغاني

فلهذا بهمْ يضيقُ القردُ

 

منذُ أنفالِ المسلمينَ ضحايا

ودماهُمْ تسيلُ لا..لا تُحدُّ

 

وقفوا في طابورِ خبزٍ وذلٍّ

فأتى مِن أقصى المدينةِ وغدُ

 

ربما كانَ داعشيًّاً ولكنْ

حولَهُ مثلُهُ فهمْ لن يُعدُّوا

 

ما أحطَّ الأفكارَ وهي حُبالى

بفتاوىً ونبضُها مسودُّ

 

جعلوا الخلدَ في ظلالِ هواهُمْ

فلهذا أقولُ: بئسَ الخلدُ

 

ليسَ من عيدٍ في الحياةِ ولكنْ

كلُّ أيَّامِنا قنوطٌ ولحدُ

 

كيفَ للعيدِ أن يكونَ سعيداً

واليتامى عنهم تخلَّى السعدُ

 

أمهاتٌ زرنَ المقابرَ فجراً

وأنا زرتُني فطالَ البعدُ

 

بقيَ الخبزُ دامياً وحزيناً

وعلى وجهِهِ المضرَّجِ فقدُ

 

أيُّ خبزٍ هذا الذي هوَ عيشٌ

فإذا الخبزُ بالرَّدى يرتدُّ

 

دولٌ همُّها المزيدُ من القتلِ

أبوها قدِ اعتدى والجدُّ

 

دولٌ أربعٌ تحاربُ شعباً

وهوَ فيها مقيَّدُ الحلمِ فردُ

 

أهوَ التاريخُ اللدودُ معادٌ

أم رعاةُ التاريخِ منهُ ألدُّ

 

داعشيونَ فكرةً وشعوراً

ما لهمْ عندَ اللهِ عهدٌ ووعدُ

 

عنهمُ قالَ اللهُ خيرَ كلامٍ

كفرُهمْ من كفرِالجميعِ أشدُّ

 

يرتدونَ الدينَ القويمَ نفاقاً

وعلى أيديهمْ يُقامُ الحدُّ

 

 

الحثالاتُ عبَّأتْ كلَّ خاوٍ

بحزامٍ يروحُ فينا ويغدو

 

لا تطاقُ الحياةُ في بحرِ موتٍ

ولبحرِ الطغاةِ جزرٌ ومدُّ

 

ذاقَ شعبي مرارةَ الموتِ دهراً

فأعدُّوا لهُ الحياةَ.. أعدُّوا

 

حلمُ كاوا كما جنونِ سزيفٍ

ذاتَ فجرٍ ينصاعُ فيهِ الطَّودُ

 

فلكمْ من فرعونَ ماتَ ذليلاً

ليسَ يبقى مهما يُصعَّرُ خدُّ

 

 

نشرت القصيدة في العدد (47) من صحيفة Buyerpress تاريخ 15 / 7/2016

 

11165113_541958725977071_7059124043412540130_n1111

 

التعليقات مغلقة.