المعركة ضد داعش والشرق الأوسط مجرد بداية

28

Da4-150x150على مايبدو فإن المفاوضات لم تكن ناجحة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جدة بالإضافة للمؤتمر الدولي حول أمن العراق في باريس والذي لم تدع إليه أقطاب الصراع ضد “داعش” سوريا وإيران،
فـواشنطن إن لم تع أن عدم وجود تفاهمات مع روسيا وإقامة تعاون معها لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط فإنها لن تستطع مع حلفائها فقط تحقيق الأهداف المرسومة ضد “داعش” التي أعلنت أنها سترد على السياسة الأمريكية بإستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الجيش العراقي بالقرب من بغداد.
في الوقت نفسه هناك وعي متزايد بأن بعض الضربات الجوية على مواقع “داعش” لن يحل المشكلة، وعلى مايبدو -عاجلاً أم آجلاً- لابد من اللجوء إلى تسخير القوات البرية, الأمر الذي لاترغب الولايات المتحدة بالعودة إليه , في حين أن تهيئة الجيش العراقي من جديد وبشكل سليم يتطلب  وقتا طويلا ومكلفا والبديل الوحيد هو طلب المساعدة من الجيش العربي السوري وإيران. فالقوات المسلحة هي الوحيدة القادرة على إلحاق ضربات موجعة وكبيرة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ليس من قبيل الصدفة تغير نبرة التصريحات من واشنطن حول روسيا فجأة. فالبيت الأبيض لايستبعد التعاون البّناء مع روسيا ضد “داعش” في العراق وسوريا وهذا ما أكده السكرتير الصحفي الرئاسي الأمريكي جوش أرنست في مؤتمر صحفي له , وفي 15 سبتمبر قال المتحدث بإسم الوزارة الخارجية الأمريكية ماري هارفي أن واشنطن مستعدة لإلغاء مجموعة من العقوبات ضد روسيا في حال تم الإمتثال إلى وقف إطلاق النار على الأراضي الإوكرانية. في حين كان رد وزارة الخارجية الروسية أنه من السابق لأوانه إستخلاص النتائج على الرغم من ظهور بوادره الأولى.
وعلى الرغم من الإشكاليات التي أقدمت عليها واشنطن في المسألة الأوكرانية لكن هذا لايمنع من تحالفات تكتيكية مع روسيا لتحقيق أهداف مشتركة لإنقاذ العراق وإضعاف تنظيم “داعش”, الأمر الذي يعود بالربح على واشنطن وموسكو بالإضافة لسوريا وإيران. وفي الوقت نفسه يبدو من الواضح أن محور موسكو ـ طهران ـ دمشق لايريد أن تتحول بغداد إلى قمر صناعي أمريكي وهنا نتحدث عن أغنى دولة في إحتياطي النفط لذلك لايزال هناك الكثير من التقلبات في المعركة من أجل العراق.
بالإضافة لذلك لايزال هناك الكثير من التساؤلات حول من يقف وراء “داعش” التي حققت إنجازات عسكرية سريعة في العراق في غضون أسابيع قليلة وماهي الأهداف النهائية لهذه المنظمة التي تجاوزت تنظيم القاعدة بالسلطة والنفوذ في جميع أنحاء العالم الإسلامي ,وحسب الخبراء ووكالات الإستخبارات الغريبة أن من الأهداف الخفية لهذا التنظيم وعلى المدى الطويل هو أن يحل محل المملكة العربية السعودية والسيطرة عليها وعلى منطقة الخليج مع كل إحتياطات النفط والغاز. وعلى مايبدو أن هذا المشروع العالمي الذي تلوح أفقه تقف خلفه واشنطن ضمن سياساتها الجيواستراتيجية.
مازال غير واضح مسألة دعم هذا التنظيم الذي يقوم على تحالفات متعددة الأطراف وقوى متنافرة قامت بإرتكاب المجازر بحق المسيحيين والتركمان والإيزيديين .
إن كان هناك سبب للإعتقاد أن إحدى أهداف “الدولة الإسلامية”خدمة الأكراد في إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق فإن القيادة الكردية الإقليمية سوف تسعى لمواجهة “الدولة الإسلامية” في مناطقها كدولة مستقلة بالمعنى الكامل لكلمة دولة ,عن طريق تعزيز قوة جيشها بأسلحة وذخائر جديدة وحديثة قادمة من دول الغرب بما في ذلك ألمانية وفرنسا وقبل ذلك كله إعراب إسرائيل عن إستعدادها للقبول والإعتراف بدولة كردية.
هنا يجب أن ننوه أن قول أي شيء دقيق عن نظرية المؤامرة غير ممكن لإننا بحاجة إلى معلومات أكثر دقة وموثوق بها.
بشكل عام وبغض النظر عن القوى التي تقف وراء “الدولة الإسلامية” فمن الواضح أن جميع ماارتكبه هذا التنظيم يشكل ضربة قاصمة للإسلام والمسلمين.وشرع للغرب التدخل بالمنطقة وعلى الرغم من ظهور “الدولة الإسلامية” كعدو للغرب الإ أن هذا التنظيم تلقى الدعم من بعض المؤسسات الغربية خاصة أن أصل نشآته كانت الولايات المتحدة وموارده المالية من المملكة العربية السعودية.
في خضم كل مايحدث وبطريقة علمية هل “الدولة الإسلامية” تهدد بغداد ودمشق فقط؟وماسر الحفاظ الفعلي على نظام الرئيس بشار الأسد من قبل روسيا وإيران؟.
ليس سراً أن روسيا لديها قاعدة بحرية دائمة في طرطوس- سوريا-,وأن روسيا سلمت دمشق أسلحة بالإضافة إلى وجود مستشارين عسكريين يعملون مع القوات المسلحة السورية لإستخدام هذه الأسلحة “هؤلاء المستشارين لايشاركون في القتال” لذا إذا كانت هناك نوايا أمريكية لقصف مواقع الحكومة السورية والمنشآت العسكرية بالتوازي مع توجيه ضربة ل”الدولة الإسلامية” فإن الدفاعات الجوية وسلاح الجو الروسي سوف يتعامل مع هكذا نوايا بشكل فعال.فمن الضروري تعزيز الدفاعات الجوية السورية فلايمكن أن تكون منخفضة على غرار ماكان في ليبا فمعمر القذافي كان يملك المعدات ولكن لم يكن يملك الأشخاص اللازمين للقيام بذلك وبالتالي الحفاظ على نظامه . في سوريا الوضع مختلف تماماً.
في الوقت الحالي وقوع هجمات على سوريا من قبل أمريكا وحلفائهم البريطانيين من وجهة نظر القانون الدولي غير شرعية وغير قانونية تماماً مع العلم أن واشنطن لم  تفكر يوماً في سيادة القانون مالم يكن بالطبع هناك تدخل روسي.
والدليل أهداف القتل والعمليات السرية لواشنطن في كلاً من باكستان واليمن والصومال وبلدان أخرى.
الضربات الجوية الأمريكية البريطانية  ضد “الدولة الإسلامية”أن كانت تقتصر على الجزء الشرقي  من سوريا ربما أنها لن تخلق مشكلة خطيرة لأن الدفاعات الجوية السورية غائبة تقريباً هناك,ولكن كلما إقتربت من دمشق كلما ازدادت إمكانية الرد.
من المعلوم أن “الدولة الإسلامية” تمكنت من الحصول على أطنان من الأسلحة الحديثة من الجيش العراقي وأغلبها أمريكية ولكن لايعرفون كيفية إستخدام بعضها مثل أنظمة الدفاع,فواحدة من نقاط الضعف الرئيسية للأسلحة الحديثة التكنولوجية الفائقة هم الحفاظ عليها في حالة جيدة وتوافر قطع الغيار والفنيين والمدربين,”الدولة الإسلامية” لاتملك الفنيين والمدربين ولكن تسعى عن طريق المال الحصول على مرتزقة قادريين على تشغيل الأسلحة والتعامل معها بما فيه الكفاية.
تندلع في الشرق الأوسط حرب جديدة واسعة الملامح وعلى الرغم من صعوبة التكهن كيف ستنتهي ,الإأن روسيا والولايات المتحدة وإيران وسوريا والمملكة العربية السعودية وتركيا واللاعبين الدوليين والإقليميين الأخرين  سوف يتفاعلون بطريقة أو بأخرى لتجنب الفوضى المحفوفة بالعواقب الوخيمة للغاية نظراً لإحتياطات النفط والغاز الهائلة بالمنطقة والتي يحتدم الصراع العنيف للحصول عليها.

عن الأوسط الكندية

التعليقات مغلقة.