الذكرى الـ 34 لمجزرة حلبجة الكردستانية
يصادف اليوم 16 من آذار(مارس) الذكرى الـ 34 للهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة حلبجة إقليم كردستان العراق من قبل الجيش العراقي بأمر من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عام 1988، في قصف اعتبره الخبراء أخطر هجوم بالغاز يستهدف مدنيين.
ففي صبيحة 16آذار ( مارس) عام 1988 في الساعة الـ 11.30 حلقت 50 طائرة حربية عراقية في سماء مدينة حلبجة التي كان يقطنها 80 ألف نسمة، وبدأت تمطر المدينة بالصواريخ والقنابل لخمس ساعات متواصلة، تفرغ حمولتها من الغازات السامة فوق رؤوس المدنيين. وذلك بهدف طمس صوت الثورة في باشورى كردستان.
وأدى الهجوم بحسب تقارير إلى استشهاد قرابة خمسة آلاف شخص في اليوم ذاته غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة قرابة 10 آلاف بجروح.
ولقي الآلاف بعد ذلك مصرعهم بسبب المضاعفات الناجمة عن استخدام السلاح الكيميائي.
وأكدت تقارير عديدة لفرق خبراء دوليين أن الغازات التي استخدمها نظام صدام حسين ضد المدينة الكردية كان من بينها غاز( الخردل والسيانيد).
وفي 23 آذار(مارس)، نشرت الصور الأولى للقصف الكيميائي. عرضها التلفزيون الإيراني وأكد صحتها صحافيون رافقهم الجيش الإيراني الى الموقع.
وانتشرت جثث أهالي المدينة بملابسهم الكردية في الطرقات، من دون أن تظهر عليهم آثار جروح.
وفي نهاية آذار(مارس)، وصل فريق من منظمة “أطباء بلا حدود” من بلجيكا وهولندا في أول بعثة طبية إلى حلبجة. وأكدت البعثة استخدام غاز الخردل، وعلى الأرجح كذلك غاز السيانيد.
وقدر فريق فرنسي من “أطباء بلا حدود” عدد الضحايا بما بين ألفين وثلاثة آلاف، في حين تحدثت المصادر الإيرانية عن خمسة آلاف شهيد.
وفي أيار(مايو)، أكد خبير بلجيكي في السميات أن تحاليل العينات “أثبتت استخدام ثلاثة أنواع من الغازات: السيانيد، وغاز الخردل وغازات تؤثر على الأعصاب”. وقدر عدد الذين فقدوا حياتهم جراء تعرضهم للغازات السامة بنحو 3800 والذين تعرضوا لها بنحو عشرة آلاف.
في كانون الثاني(يناير) 2010، أعدم الفريق علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين المعروف بلقب “علي الكيماوي” شنقاً. وتفيد التقارير أن علي حسن المجيد أعطى الأمر بشن الهجوم على حلبجة.
ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش روايات شهود عيان عاصروا هذا الهجوم، من بينهم طالب قال إنه كان يجد صعوبة في التنفس وكان يتقيأ مادة لونها أخضر.
البعض كان يموت على الفور جراء استنشاق الغازات السامة، والبعض كان يعاني من أعراض خطيرة قبل أن يموت، حسب روايات شهود عيان.
وبقيت صور المجزرة التي ارتكبها الجيش العراقي بأمر من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في 16 آذار (مارس)عام 1988 بحق الكرد حية في أذهان العالم.
ويقف الشعب الكردي في التوقيت الذي أدخلت فيه المدينة بسبات طويل، في يوم 16 آذار من كل عام ، دقيقة صمت استذكاراً لضحايا مجزرة حلبجة.
التعليقات مغلقة.