العالم يستنفر.. اجتماعات أممية لمواجهة المتغير الأفريقي “أوميكرون”
يتزايد القلق حول العالم إزاء المتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون، وتستنفر السلطات في جميع الدول لمواجهته، مع تسجيل إصابات في بعض الدول الأوروبية لأشخاص قادمين من جنوب إفريقيا، فيما أعلنت دول عدة تعليق الرحلات معها ومع دول إفريقية مجاورة.
و اكتشف المتحور الجديد بعدما جاءت عينة هذا الشهر من شخص مصاب في بوتسوانا، المتاخمة لجنوب إفريقيا.
وبحسب خبراء منظمة الصحة العالمية، تشير البيانات الأولية حول هذا المتحوّر إلى أنه يمثل “خطرا متزايدا للإصابة مجددا” مقارنة بالتحوّرات الأخرى بما في ذلك متحور دلتا، شديد العدوى والمنتشر على نطاق واسع، بينما يعكف العلماء على استكشاف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة تستطيع الصمود أمامه.
وصنّفت منظّمة الصحّة العالميّة، الجمعة، المتحوّر الجديد لكوفيد-19 الذي رُصد أوّل مرّة في جنوب إفريقيا على أنّه “مقلق” وأطلقت عليه اسم أوميكرون.
في المقابل يهتم العلماء بشكل كبير بالمتحور الجديد لاحتوائه على عدد كبير وبشكل غير عادي من الطفرات تقدر لحوالي 50، بما في ذلك أكثر من 30 طفرة مرتبطة بالبروتين الشائك (spike protein)، وهي البنية التي يستخدمها الفيروس لربط الخلايا البشرية والهدف الرئيسي للعديد من اللقاحات الحالية.
المتغير الجديد يحمل الرمز “B.1.1.529″، وتم تحديده للمرة الأولى في بوتسوانا هذا الشهر، وظهر في صفوف مسافرين إلى هونغ كونغ من جنوب أفريقيا، وهو يحتوي على «مجموعة غير عادية من الطفرات تبدو مختلفة تماماً عن المتغيرات الأخرى التي تم تداولها»، كما يؤكد توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا.
وبحسب وليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، “يملك هذا المتغير 10 طفرات في مجال ربط المستقبلات (هذا الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بخلايا أجسامنا)، ويمكن أن نستشعر الخطورة عندما نعلم أن متغير (دلتا) الذي اجتاح العالم امتلك طفرتين فقط في هذا الجزء”.
ورغم أن المتغير يمتلك مواصفات تجعله على رأس المتغيرات المثيرة للقلق، لاختلافه الكبير عن الفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان بالصين، بما يعني أن اللقاحات، التي تم تصميمها باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعالة، إلا أن رافي غوبتا الأستاذ في جامعة “كامبريدج” دعا إلى “عدم استباق الأحداث بشأن تقييم مدى خطورة هذا المتغير”.
وهنا يبرز سؤال مهم: ما هي خطة منظمة الصحة العالمية لمكافحة الجائحة التالية التي سيشهدها العالم لا محالة؟
ووفق فرانس برس سيعمل أعضاء المنظمة بدءاً من الاثنين في جنيف لمحاولة التوصل إلى بداية خيط يقودهم للعثور على إجابة.
كما يستمر الاجتماع الاستثنائي لجمعية الصحة العالمية – الهيئة العليا لصنع القرار في منظمة الأمم المتحدة التي تضم أعضاءها البالغ عددهم 194 – 3 أيام، في وقت تواجه أوروبا الموجة الخامسة من جائحة كوفيد وظهور متحورة جديدة من فيروس كورونا.
كما يأتي الاجتماع بعد مرور عامين على ظهور الوباء الذي أودى بحياة الملايين وكلف العالم تريليونات اليورو.
وقد أودى الفيروس بحياة أكثر من 5.16 ملايين شخص في أنحاء العالم منذ نهاية 2019. إلا أنّ منظّمة الصحّة العالميّة ترى أنّ حصيلة الجائحة الفعليّة قد تكون أعلى بمرّتين إلى 3 مرّات.
وأظهرت إدارة كوفيد-19 حدود ما يمكن أن تفعله منظمة الصحة العالمية وما لديها من وسائل للاضطلاع بدورها، لكن المجتمع الدولي منقسم.
والغرض من الاجتماع هو مناقشة أفضل طريقة لتزويد منظمة الصحة العالمية بإطار قانوني يمكّنها في المستقبل من مواجهة أي أزمة صحية بشكل أفضل، سواء في شكل معاهدة دولية أو بصيغة أخرى.
المصدر: وكالات
التعليقات مغلقة.