عبد اللطيف الحسيني يرسم ألم المدائن

29

p_e.huseyni

بعد كتب تناولت سيرة المكان تاريخيا اعتمادا على مقابلات شفهيَّة متناولة سيرة المدينة (عامودا) التي في الشمال السوري حيث سرد متواصل عن البلد وعن محرقة السينما خلال العام 1960 ومجموعة شعريَّة واحدة صدرت في التسعينيات (نحت المدن الصغيرة) يعود الشاعر عبد اللطيف الحسيني سليل العائلة اللغوية بكتاب يضم نصوصا متنوعة ممزوجة المضامين، نثر رقيق موزَّع على شكل نصوص جاءت لتؤكد مقولة الشاعر/ المتعدد/ المنفصم/المتأرجح ما بين يد تخط على الورق وأخرى تنفذ على الفور ما دوَّنه (حياتيا:ما سيحصلُ للمرء إن وجد لوجهه في مرآة بيته وجوها: وجه الصبا يسلمه للشباب، ووجه الشباب يسلمه للكهولة ؟ ما سيحصل للمرء إن وجد ذاته كهلا دون المرور بوجوه الصبا والكهولة؟)

نصوص كسولة لا ترمي إلى شيء، لغة بديعة ومريحة لقارئ يود السير خلف المعنى ليصطدم بجدار الواقع، أن يختلط الشعري بالنثري ممزوجا بكلام/ خطاب مموَّه عن الثورة السوريَّة ودور المثقف في هذه الثورة وما صنعته هذه الثورة (بجانب المعنى العظيم في كلمة الثورة) من نفاق سياسي، الكتاب (ظلال الإسم الجريح) استمرار في توثيق الألم الكردي بلغة عربيَّة، كتابة عن المخلوق الكرديّ الممزَّق بين رؤى سياسيَّة متضاربة (مطلسمة) على الأغلب، حيث التأرجح المرير للساسة الكرد وفقر ظالم (سياسيَّا واجتماعيَّا واقتصاديَّا للشعب الكردي) كأنَّ المخلوق الكردي في الشمال السوري يختلف عن أيّ كردي آخر على سطح الكرة الأرضيَّة لغة وعيشا وصراعا.

جهد عبد اللطيف الحسيني في إيصال كلامٍ سياسي بلغة نثرية مأخوذة عن الفصاحة المكتسبة من كتب التراث (الأخذ بمعنى الإستناد)، نثر يخاطب ألوانا التناقض في المدينة الواحدة حيث تتعدد الوجوه للإنسان الواحد ما بين رقة مفتعلة وإجرامٍ معنوي مُضمَر، رغبة الآخر في تهديمِ أخيه لا لشيء فقط لتزجية الوقت وجعل أمر التهديم كلاما حكائيا يروى ويزاد عليه مابين شارع وآخر، أحيانا يكون صمت الكاتب أكثر فاعلية وبلاغة من كتابته، الحالة هي الأفضل متمثلة بالإحساس والتصرف اليوميين عوض تدوين/ تأريخ الحالة كلاما يمكن قراءته في كتاب.

مقدمة الكتاب كانت من كتابة لطيفة لبصير (كاتبة وباحثة من المغرب) كنوع من كتابة عن مكان خرافي وشاعر أكثر خرافي

جوان تتر / عن العرب اللندنيَّة

التعليقات مغلقة.