تنظيم “الدولة الإسلامية”…يتشح بالسواد ويجوع السكان ويدفع لعناصره رواتب مغرية

37

eiil raqqah_1

تتشح الحياة في كنف “حكم” تنظيم “الدولة الإسلامية” بلون الحزن، أي السواد، ويفرض على المرأة أن تُلف في نفس اللون من الرأس حتى أخمص القدمين، فهي تحت المراقبة من قبل كتيبة خاصة. تنظيم “يحكم” بالتجويع وبث الرعب، لا مجال في “دولته” للترفيه أو التسلية، فيما يتمتع الجهاديون بامتيازات خاصة في مقدمتها رواتب مغرية.

يسود لون واحد فقط في معقل تنظيم “الدولة الإسلامية”، هو الأسود الطاغي على كل شيء بدءا من قبعات وكوفيات الرجال مرورا بنقاب النساء وانتهاء بجوازات السفر.

وذكر الناشط أبو يوسف من مدينة الرقة، معقل التنظيم في شمال سوريا حيث تنتشر أعلامه السوداء في كل مكان، “تتشح النسوة بالسواد من رأسهن حتى أخمص أقدامهن ولا يمكن الخروج من المنزل إلا بصحبة الأب أو الأخ أو الزوج”، حتى أن جوازات السفر لونها “أسود”.

كتيبة لمراقبة النساء وأخرى لمراقبة الرجال

يدير تنظيم “الدولة الإسلامية” كل أمور الحياة في الرقة. ويجول عناصره، الذين يملكون وحدهم حق حمل السلاح، في شوارع المدينة ببنادق الكلاشينكوف أو المسدسات، كما كُلفت قوتان منفصلتان من قوى الأمن مراقبة النساء والرجال، حسبما أفاد الناشط أبو يوسف.

وأشار أبو يوسف إلى أن كتيبة “الخنساء” المؤلفة من نساء ينتمين إلى التنظيم “يحملن السلاح ولهن الحق بتفتيش أي امرأة تمشي في الشارع”.

وتتولى كتيبة “الحسبة” هذه المهمة مع الرجال، كما أنها مكلفة أيضا فرض رؤية التنظيم للشريعة الإسلامية.

الحياة العامة في ظل “الدولة الإسلامية”

يحظر الجهاديون على السكان الاستفادة من الأماكن العامة التي يملكون وحدهم حق الوصول إليها، كما يؤكد دائما ناشطون من الرقة ينشرون على مواقع الإنترنت صورا تظهر مقاه يرتادها الجهاديون فقط.

 

كما أغلقت جميع المقاهي في مدينة دير الزور في شرق البلاد حيث يحاول السكان وقف امتداد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويقول الناشط ريان الفراتي عبر الإنترنت “لا يسمح بأي فعالية مسلية”.

ويضيف “من المستحيل أن نجد أحدا يدخن أو يبيع السجائر، من المستحيل رؤية امرأة لا ترتدي النقاب وعندما يرفع المؤذن الآذان يغلق الجميع متاجرهم ويذهبون إلى الجامع لأداء الصلاة وإلا فسيكون السجن مصيرهم”.

ممارسة “الحكم” بالتجويع وبث الرعب

ويحظى الجهاديون بعدد من الامتيازات. ويبلغ الراتب الأساسي لعناصر التنظيم نحو 300 دولار شهريا، و”يشكل في الظروف الراهنة مبلغا محترما”.

ويوضح فرات، وهو اسم مستعار، أن “التنظيم يمنح لعناصره جميع المزايا التي يرغبون فيها لكن السكان لا يتمتعون بها”.

ويضيف “إنها عصابة تحكم عبر بث الذعر وتجبر السكان على الانضمام إلى صفوفها عبر الجوع، لأن ذلك هو الوسيلة الوحيدة للحصول على راتب معقول”.

كما يقوم التنظيم بجباية الضرائب حيث يفرض على التجار الذين يعانون أصلا من الفقر بسبب الحرب دفع 60 دولار شهريا.

ولا يتردد عناصر التنظيم بتفتش المنازل والهواتف والحواسب بحثا عن أدلة يعتبرون أنها تشير إلى ممارسات “غير أخلاقية”، حسب ما أورد عبر الإنترنت نائل مصطفى، وهو ناشط ما يزال يعيش في الرقة.

وأشار إلى “أنهم يعتقدون أن ملكية كل شيء تعود إلى الله وبالتالي يجب أن تكون تحت مراقبتهم”.ويضم تنظيم “الدولة الإسلامية” السني المتطرف نحو 35 ألف مسلح من دول عدة بينها بلدان غربية.

فرانس 24/ أ ف ب

التعليقات مغلقة.