غرق السوريّ!!

31

unnamed_6_5

 

 

 

 

 

 

تتشابه قصص تهريب السوريين عبر البحر أوعبر البر إلى أوروبا، فالموت يحيط بها من كل جانب، إلا أن حكاية فارس ليست كأي حكاية. لم يتخيل الشاب ذو السادسة والعشرين عاماً أن يكون شاهداً على اغتصاب أربع سوريات و”سبي” واحدة في رحلة تهريبه من ليبيا إلى إيطاليا، رحلة جمعت بين حناياها وحشة الصحراء ورعب البحر كما يقول: ” وصلنا إلى مدينة غدامس الليبية، استلمتنا جماعة تهريب مسلحة تلقب بجماعة “ربيع”، قسمونا إلى مجموعتين، أصروا على اقتياد النساء والأطفال بسيارات إلى مكان آمن، في حين تم أخذنا نحن الرجال إلى مكان في وسط الصحراء، تم ابتزازنا وتهديدنا بالقتل لدفع 1500 $ إضافية، احتجزونا في غرفة باطون لمدة ثلاثة أيام إلى أن رضخنا واضطررنا لدفع المبلغ”.
التقت المجموعتان في اليوم الرابع بنفس المكان، يسترجع فارس مشهد ضرب النساء لأزواجهن بكل قوة، يذكر ثيابهن الممزقة وصراخ بعضهن في وجه أزواجهن، يصف ألمه باللامحدود لدى معرفته بتعرض أربع نساء للاغتصاب على يد رجال “ربيع” حسب تعبيره.
ستون سورياً لم ينج منهم إلا عشرون في نهاية الرحلة، فقد قضى أغلبهم قرب السواحل الإيطالية، يستذكر فارس وجوههم اليائسة لحظة الغرق وصراعهم للبقاء على قيد الحياة، لاتغيب عن تفكيره هبة ذات العشرين عاماً التي “سبيت” أمام عينيه،”كانت هبة واحدة من اللواتي تعرضن للاغتصاب، أصيبت على إثر ذلك بنوبات هستيرية، كانت تضرب رأسها بالأرض حتى فقدانها الوعي، كان رئيس جماعة التهريب يريدها، فخيرنا بين متابعة الرحلة أو أخذها كسبية، تشاجر معه بعض الشباب فهددهم بالقتل، لم يكن لدينا إلا ذلك الخيار القاسي بالاستغناء عنها، شعرت حينها أني تجردت من أي شيء إنساني، شعور يصعب وصفه”.
أكملت المجموعة رحلتها من دون هبة، وصلوا إلى منطقة زوارة الليبية حيث استقبلتهم جماعة تهريب البحر، تم نقلهم إلى قارب صغير للتوجه إلى إيطاليا، انقلب القارب بهم بعد ساعتين، توفي مالا يقل عن أربعين منهم، شاهد فارس بأم عينيه غرق العديد من رفاق الرحلة. يتحدث فارس عن أب كان يصارع لإنقاذ عائلته، لكن بلا جدوى.
يتساءل فارس محدثاً نفسه: ” ألم يكن ذلك الوالد الغارق أحق مني بالحياة؟، يبدو أنها مشيئة القدر”.

عن راديو روزنة

التعليقات مغلقة.