المرحلة القادمة ستكون حاسمة ومهمة في عملية تحرير مناطقنا المحتلة

80

 

آلدار خليل

بداية العام الثالث على احتلال عفرين، حيث المخطط الذي أراد النيل من إرادة شعبنا ومشروعه الديمقراطي عبر بوابة عفرين المقاومة، عفرين التي كانت الجغرافية التي تمثل المشروع الديمقراطي وتمثل ساحة أمان بكل المقاييس كما كانت، عفرين الملاذ الآمن لمن كانت تهددهم الحرب ومناصريها، حيث استقبلت آلاف من النازحين، دفعت عفرين ثمن مواقفها الصامدة وتبنيها للمشروع الديمقراطي كذلك؛ لأنها كانت مرتكزاً إنسانياً آوت من باب الواجب والإنسانية كل من هربوا من بطش الطغاة والقتلة.

استهداف عفرين لم يكن بالصدفة، ولا لأنها منطقة جغرافية يجب احتلالها إنما بالإضافة لما تم ذكره كانت رسالة واضحة في ٢٠ كانون الثاني من عام 2018 لاستهداف الإدارة الذاتية ومشروعها الديمقراطي الذي كان يقترب من عامه الخامس. بعد أن فشلت خلال الأعوام الممتدة من 2014 حتى تلك اللحظة مآربهم في هدم هذا المشروع، حيث حتى اللحظة لا تزال ديمومة هذا المشروع رد قوي لكل من حاول القضاء عليه بشكل أو بآخر والتي كانت عفرين أحد أوجهها.

ما ظهرت من مقاومة في عفرين لم تكن تقليدية كما إنها لم تكن عادية، بقعة جغرافية تتصدى لدولة بحجم تركيا ومعها مرتزقة محملين بكميات غير محدودة من الحقد والتطرف والجهل، الكثير الآن يتحدثون عن أن هذا كلام قد يكون غير مهم لطالما تم الاحتلال، عملياً المقاومة التي أبداها شعبنا في عفرين والتضحيات التي تم تقدميها بالآلاف هي التي فرضت الكثير من المتغيرات، المقاومة التي دامت لـ58 يوماً أمام آلة القتل والتدمير والقصف بكل الأنواع المتاحة من الأسلحة على الأقل لم تُسهّل عملية دخول المحتل كذلك لها جوانب معنوية وتاريخية لن يستطيع أحد أن يمحوها من تاريخ ثورة شعبنا في شمال وشرق سوريا- روجآفا، حيث ميراث معنوي كبير في دعم خيارات النصر والتحرير القادمة.

بالرغم من كل التخاذل والصمت الذي رافق عملية احتلال عفرين والهجوم الهمجي عليها من قبل تركيا ومرتزقتها، الآن الآثار السلبية لذلك تظهر من خلال توجه أردوغان نحو مناطق أخرى في سوريا وفي المحيط الإقليمي وحتى الدولي وتأجيجه للصراعات والفوضى هناك، مقاومة عفرين وتمسك شعبنا بميراثها وميراث كوباني وعموم المناطق التي تمت المقاومة فيها هو الطريق الذي يتم من خلاله اليوم الحفاظ على المكاسب التي تمت، المشروع الصامد اليوم هو الأساس وهو السبيل الذي سيحقق تحرير عفرين وعموم المناطق المحتلة.

تحرير عفرين أولوية ولا تراجع عنه بالميراث الموجود وبشكل التنظيم المواكب لثورة التغيير والديمقراطية ستتحرر، الأساس الذي يمكن من خلاله تحرير عفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض قوي ومتين، لن يكون هناك أي استقرار أو مساعٍ لتكريس الديمقراطية الحقيقية في سوريا عامة دون أن يتم إخراج المحتل التركي ومرتزقته من الأماكن التي يحتلونها، ميراث عفرين وعموم مناطق المقاومة في شمال وشرق سوريا- روجآفا مُشرّف وتبنيه هو تبني لقيم الدفاع الحقيقية من أجل الديمقراطية وتحقيق تطلعات شعبنا الكردي وعموم الشعوب التي تناضل اليوم في خندق واحد من أجل تطلعاتها المشروعة.

كما أن النجاح الكامل والحقيقي لمشروع شعبنا الديمقراطي هو من خلال عملية تحرير مناطقنا المحتلة، المرحلة القادمة ستكون حاسمة ومهمة في تحقيق هذه الأهداف وسيعود شعبنا المهجر قسراً إلى مناطقه وقراه وستعود الحياة كما كانت في عفرين وكل بلداتها، لقد كانت السنوات الماضية صعبة والضغوطات كبيرة. لكن؛ شكل الحفاظ على النمط الذي كان يجب أن يستمر وآليات الدفاع الذاتي والتنظيم الشعبي المعتمد على ثقافة الشعب الثوري المحارب ضد كل محاولات التصفية والإبادة ضد شعبنا ومشروعنا الديمقراطي والمبادئ التي خرج شعبنا من أجلها بثورته الديمقراطية سيسهل كل هذا تحقيق الأهداف في التحرير والنصر، نتحدث اليوم عن شكل البقاء القوي وهذا الشكل الذي لم يتعرض للإنهاء رغم أن ما تعرض له مميت بكل المقاييس سيكون ضماناً نحو تحقيق أهداف شعبنا التحررية وكل الأهداف التي آمن بها في البناء الديمقراطي والعيش بكرامة وحرية.

نقلا عن صحيفة روناهي

التعليقات مغلقة.