زعيم كردي سوري يشيد بمعركة “بركان الفرات” ضد تنظيم الدولة الإسلامية

29

SEROKE_PYD

 

 

 

 

 

 

 

أشاد زعيم أكبر الأحزاب في المناطق الكردية من سورية بإنشاء مركز عمليات مشتركة بين المجموعات المقاتلة الكردية والعربية، معتبرا ذلك أنه إشارة واضحة على أن العالم بدأ يعي الخطر الذي يشكله مقاتلوا الدولة الإسلامية الإرهابية.

وقد قال محمد صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي يوم الخميس لموقع Middle East Eye “لقد كان الكرد يقاتلون الدولة الإسلامية منذ ثلاثة سنين في شمال سورية بمفردهم، اليوم يتحدث الجميع عن مدى وحشية هؤلاء لكننا كنا نعرف ذلك منذ زمن طويل”.

لقد نجحت وحدات حماية الشعب المرتبطة بحزب مسلم بالسيطرة على مساحة واسعة من شمال شرق سورية، وقد ساعدت هذه الوحدات خلال الشهر المنصرم الأزيديين الذين هربوا من هجمات الدولة الإسلامية في غرب العراق من خلال تهريبهم عبر طريق التفافي عبر الأراضي السورية إلى إقليم كردستان العراق.

وقد قامت وحدات حماية الشعب في بداية هذا الأسبوع بإنشاء مركز عمليات مشتركة مع ثمانية مجموعات مسلحة سنية في منطقتي حلب والرقة، بعض هذه المجموعات العربية مرتبطة بالجيش الحر المدعوم غربيا. ويقول مسلم أن أول عملية مشتركة قاموا بها على جسر كارابوزاك سموها “بركان الفرات”، مضيفا أنه ليس واثقا من نتيجة العملية كاملة لكنه فهم أنه تم قتل 15 مقاتلا من تنظيم الدولة الإسلامية.

إن مركز العمليات المشتركة هو مثال آخر على أن خطر داعش قد حول أعداء الأمس إلى حلفاء اليوم، وأدى إلى نشوء شبكة تحالفات غير متوقعة في الشرق الأوسط الكبير.

في المراحل الأولى للانتفاضة ضد النظام السوري رفضت مجموعات الثوار العربية أي علاقة مع وحدات حماية الشعب بسبب مخاوفها من الحكم الذاتي للكرد. وقد حصلت عدة مواجهات مسلحة بين الطرفين، قتل في إحداها الابن الأصغر لمسلم. تضم فصائل الجيش الحر المشاركة في مركز العمليات المشتركة كلا من لواء ثوار الرقة، سرايا جرابلس، ثوار أمناء الرقة، لواء جهاد الرقة، وجيش القصاص، إضافة إلى كتائب شمس الشمال المستقلة والجناح اليساري للواء التوحيد التابع للجبهة الإسلامية.

يقول صالح “نحن مستعدون للتعاون والتنسيق مع كل المجموعات، نحن القوة الوحيدة القادرة على إيقاف الدولة الإسلامية وهزيمتها في عقر دارها”.

لفترة طويلة كانت علاقات حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب باردة مع حكومات الدول الغربية بسبب علاقتهما السابقة مع حزب العمال الكردستاني الذي كان يقاتل من أجل حقوق الكرد في تركيا، والذي لا يزال يصنف كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية. لكن مسلم رحب بقرار الرئيس أوباما بتوجيه ضربات جوية لأهداف للدولة الإسلامية في سورية قائلا “إن الجهود للقضاء على الدولة الإسلامية يجب أن تكون عالمية، فإذا تم ضربها العراق ولم يتم ضربها في سورية ستكون المهمة ناقصة، إذا كانوا ضد الدولة الإسلامية عليهم ضربها في كل مكان”.

ولدى سؤاله عما إذا كانت الضربات الجوية داخل الأراضي سورية دون موافقة الحكومة السورية تعد انتهاكا للقانون الدولي قال صالح أنه لا مانع قانوني كون “الدولة الإسلامية قد أزالت الحدود”.

وأشار صالح إلى أن الدولة الإسلامية لديها قدرات كبيرة، ففي بداية الأسبوع قتل 45 مقاتلا تابعين لتنظيم أحرار الشام كانوا مجتمعين في قبو في محافظة إدلب في منطقة بعيدة غربا عن معاقل الدولة الإسلامية في حلب والرقة، ورغم أنه لم يعلن أحد عن مسؤوليته عن العملية، إلا أن صالح قال أن الدولة الإسلامية اخترقت المجموعة عبر أحد عملائها الذي فجر نفسه في الاجتماع. وألقى صالح باللوم على تركيا لمساعدتها الدولة الإسلامية على النمو من خلال سماحها بمرور السلاح والمقاتلين إلى شمال سورية قائلا “على تركيا أن تكون أكثر فاعلية في إغلاق حدودها. لقد خسر الأتراك الكثير جراء تعاونهم مع الدولة الإسلامية، وإذا لم يغلقوا الحدود فإنهم سيخسرون أكثر”.

صالح مسلم هو عضو في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وهو تحالف أحزاب في الداخل يدعو إلى التغيير الديمقراطي في سورية، ومسموح له بالعمل في دمشق، رغم أن عددا من قيادييها معتقلين من قبل السلطات. وقد رفض الائتلاف الوطني السوري والحكومات الغربية الداعمة له القبول بحضور هيئة التنسيق لمؤتمري جنيف بشكل مستقل، كما لم يسمحوا بمناقشة القضية الكردية. ويأمل صالح أن يتغير هذا الموقف في حال عقد جنيف 3 . وقد التقى صالح بفريقه في بيروت قبل وقت قصير من زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

لقد تأثرت عائلة صالح بشكل مباشر بوحشية الدولة الإسلامية، فهو لم يلتق بزوجته أو عائلته التي تعيش في مدينة كوباني الشمالية (عين العرب باللغة العربية) المحاصرة منذ سنتين من ثلاث جهات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ومن الشمال بنقاط تفتيش على الحدود التركية. ويقدر عدد السكان المحاصرين في المنطقة بنصف مليون يعيشون في ظل أوضاع مزرية بعد أن قطعت الدولة الإسلامية المياه والكهرباء عنهم لعدة أشهر.

عن pydrojava.net

التعليقات مغلقة.