وول ستريت جورنال: آن الأوان لنقل قاعدة إنجرليك للاراضي الكوردية

23

www.basnews.com

 

 

 

 

 

 

 

انتقدت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية سياسات تركيا تجاه تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اعلاميا بـ (داعش)، ورفضها التوقيع على وثيقة التحالف الذي تقوده واشنطن بهدف القضاء على التنظيم ، التي وقعتها 10 دول عربية وأمريكا في جدة الخميس الماضي.
وقالت الصحيفة في مقال  ، تحت عنوان : ‘تركيا لم تعد حليفًا للولايات المتحدة’، ‘ لقد مضى حتى الآن حوالي أسبوع على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل، التي أعلن فيها أن عشر دول انضمت إلى التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة بهدف القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وخلال هذا الأسبوع فقط أعلنت بريطانيا أنها لن تشنّ أيّ غارات جوية على مواقع التنظيم فوق الأراضي السورية، كما أعلنت ألمانيا أنها لن تشارك بأي قوات لها في هذا التحالف، والآن بدأت تركيا باتخاذ خطوات بالتراجع’.
وأضافت الصحيفة قائلة: ‘ إن تراجع الأتراك أكبر من تراجع الإنجليز أو الألمان، حيث صرحت أنقرة بأنها لن تقدم على شنّ أيّة حملة عسكرية، وأنها لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك التركية، والتي تبعد عن الحدود السورية بنحو 160 كيلومترًا من أجل شن غارات جوية ضد التنظيم، وإن هذا الموقف الصادر من أنقرة سيضع أمام البنتاغون عددًا من العراقيل اللوجستية والاستطلاعية ضد هذه الحملة العسكرية التي من المتوقع أن تستغرق سنوات عدة’.
وتابعت الصحيفة : ‘ وكما حصل في السابق واضطرت واشنطن للبحث عن طرق بديلة لتوجيه ضربات جوية ضد العراق بهدف إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 بعد أن منعتها تركيا من استخدام أراضيها لهذا الهدف، فإن عليها الآن أيضًا أن تبحث عن بدائل وطرق أخرى لاستخدامها في القضاء على تنظيم داعش، ولأن تركيا تملك حدودًا برية تصل إلى 1200 كم مع كلٍّ من العراق وسوريا، فبإمكانها تقديم دعم يفوق الدعم الرمزي، لكن للأسف كانت النتائج محبطة ومخيبة للآمال بسبب الموقف التركي الرافض لاستخدام أراضيه لشنّ هذه الحملة’.
وتابعت الصحيفة : ‘ أما الموقف الأصعب على الفهم فهو أن تركيا ورغم كونها عضوا في حلف الناتو لم تعد تتصرف وكأنها حليفة لأمريكا أو صديق مقرب للاتحاد الأوروبي ، حيث إنها تخلّت عن هذه المعاملة منذ فترة طويلة، وإن السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة فرانسيس ريتشاردوني صرح الأسبوع الماضي بأن الحكومة التركية تعقد لقاءات علنية بجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وبغيرها من المنظمات الإرهابية ، كما أنها تغضّ الطرف عن الجهاديين الأجانب الذين يستخدمون أراضيها كنقطة عبور نحو الأراضي السورية ، وكاد رئيس الوزراء السابق رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية الحالي، أن يعلن السفير الأمريكي ريتشاردوني باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه بالبلاد في شهر ديسمبر الماضي’.
واضافت الصحيفة الأمريكية : ‘ إن الموقف العلني للحكومة التركية في دعم حركة حماس في غزة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر يُفهم منه عدم وجود نية لها في تنفيذ التزاماتها، نعم! من الممكن أن يكون هنالك عدد من دبلوماسييها ومواطنيها قد وقعوا في أسر عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل شمال العراق، غير أنها ليست الدولة الوحيدة التي أسر رعاياها من قبل عناصر التنظيم، كما أن أنقرة في نفس الوقت تعارض إرسال أسلحة إلى الاطراف المحاربة لتنظيم داعش بسبب تخوفها الواضح من وصول تلك الأسلحة إلى أيدي عناصر حزب العمال الكوردستاني، لكن هذا ليس سببًا مقنعًا يبرر منع استخدام قاعدة إنجرليك من أجل شنّ غارات جوية ضد التنظيم’.
وأضافت: ‘إذن تبقى النتيجة الحتمية أمام الولايات المتحدة هو موضوع عثورها على حليف أقوى من أجل الحرب التي تنوي شنها ضد تنظيم داعش، وكما كان من المتوقع فالدول العربية كالمملكة العربية السعوية مثلاً أعلنت عن تحالفها مع واشنطن، في حين لا يعرف حجم المساعدة التي ستقدمها الحكومة العراقية الجديدة التي تعمل على إعادة تكوين وترتيب صفوف جيشها الجديد’.
ومضت (وول ستريت جورنال) قائلة: ‘ويبقى الخيار الأمثل في هذه المسألة هو الكورد، حيث إنهم أبدوا استعداداهم لتقديم الدعم وإرسال القوات خلافًا لكل الحلفاء المعهودين، فقد آن الأوان لنقل قاعدة إنجرليك التي تستضيف الجنود الأمريكيين منذ ستين سنة في تركيا إلى إحدى القواعد الجوية في أراضي الكورد بالعراق، لأن أنقرة لم تعد حليفا لواشنطن كما كانت، وهذا الأمر يعني أن الولايات المتحدة لم يبقَ أمامها خيار آخر في الشرق الأوسط’ .
تجدر الاشارة الى ان مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية كانوا قد أفادوا بأن الولايات المتحدة ستبدأ بنشر قسم من طائراتها العسكرية في أربيل في اقليم كوردستان ، تمهيداً لشنّ ضربات جوية تكون ’أكثر هجومية’ على مواقع لتنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميرال جون كيربي ، مساء الخميس الماضي ، إن البنتاغون يريد ’تقديم دعم جوي أكثر هجومية إلى قوات الأمن العراقية’.
وجاء هذا الإعلان عن وزارة الدفاع الأميركية بعد ساعات على خطاب للرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن فيه العزم على القضاء على تنظيم داعش.
وأضاف المتحدث الأميركي أنه في إطار تكثيف القصف الجوي الذي بدأ في 8 اب/أغسطس، فإن طائرات عسكرية أميركية ستقلع من مدينة أربيل عاصمة كوردستان العراق.
ومن جهته، قال مسؤول آخر في البنتاغون، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الطائرات التي ستقلع من أربيل ستكون طائرات مطاردة غير قادرة على الطيران لمسافات طويلة من دون التزود بالوقود، بعكس الطائرات المقاتلة المستخدمة لقصف مواقع على الأرض.
ومنذ مطلع اب/ أغسطس شنت الطائرات الأميركية أكثر من 150 غارة ضد مواقع لتنظيم داعش غالبيتها لحماية سد الموصل الاستراتيجي شمال العراق على بعد 130 كيلومترا غرب أربيل.
وأضاف المتحدث كيربي أن الـ475 مستشارا عسكريا إضافيا الذين أعلن أوباما عزمه على إرسالهم إلى العراق سيصلون ’دون أدنى شك خلال الأسبوع المقبل’، إلا أنه حرص على القول إن ’لا مجال لتورطهم في المعارك’.
وأوضح أيضا أن 125 منهم سيتمركزون في أربيل للمساعدة في العمليات الجوية.
وبعد وصول المستشارين الجدد إلى العراق، يرتفع عدد الجنود الأميركيين الموجودين هناك إلى 1600.

عن باسنيوز

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.