واحدة من مراهقتين نمساويتين التحقتا خفية في أبريل الماضي بتنظيم “داعش” بالشمال السوري، لقيت حتفها قبل أيام هناك، وأمس فقط أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية يوهانا مايكلليتنر عن مقتلها، من دون أن تذكر اسمها “لكنها أبلغت عائلتها”، طبقاً للوارد اليوم الثلاثاء بوسائل إعلام نمساوية وغيرها.

وكانت سامرا كيزونوفيتش وصديقتها سابينا سيلموفيتش، البالغتان 16 و15 سنة، اختفتا في فيينا من منزلي عائلتيهما البوسنيتين قبل 6 أشهر، وسافرتا إلى تركيا، ومنها عبرتا إلى الشمال السوري، والتحقتا بالتنظيم “الداعشي”، وبعدها اتضح أنهما ترددتا قبل اختفائهما إلى مسجد قريب من حيث تقيمان بالعاصمة النمساوية “حيث تم التغرير بهما واستدراجهما فيه للجهاد بسوريا”، فبدأ “داعش” يستخدمهما بالدعاية في مواقع التواصل الاجتماعي، كما “طعم” يجذب المراهقين مثلهما للالتحاق بالتنظيم.

كما تركت المراهقتان رسالة مشتركة قالت فيها كل منهما لذويها: “نحن على الصراط المستقيم. سافرنا لنقاتل في سوريا من أجل الإسلام، ولا جدوى من البحث عنا. سنجاهد في سبيل الله ونموت من أجله.. نراكم في الجنة”، وهي عبارات طالعتها “العربية.نت” في صحيفة “تايمز” البريطانية بعددها الثلاثاء، لكنها لم تذكر مصدرها.

مع ذلك، لم تصدق عائلة كل منهما عذرها في الاختفاء، فراح ذووهما يبحثون عنهما حيث يعتقدون، وكذلك الشرطة والإنتربول، فيما سافر والد إحداهما إلى تركيا بحثاً عن ابنته، لكنه عاد أدراجه وحيداً، إلى أن فوجئ الجميع بظهور صورهما في مواقع التواصل بالإنترنت، وهما في مكان غير معروف بسوريا، حيث اتضح أنهما انضمتا فعلاً للقتال مع “الدواعش” هناك.

“لن يعثر علينا أحد أبداً”

في الإنترنت بدت إحداهما بالنقاب في صورة، وبالحجاب في أخرى، كما أوضحت الصور استخدامهما للأسلحة، وأظهرتهما وهما محاطتان بعناصر من “داعش” في الرقة على الأرجح، فيما بدت الأخرى تحمل رشاش كلاشينكوف.

ثم بثتا معاً سلسلة تغريدات “تويترية” للأصدقاء عن حياتهما الجديدة في سوريا، جاء في إحداها “لن يعثر علينا أحد أبداً”، بحسب ما ورد عنهما في تقرير سابق نشرته “العربية.نت” بأبريل الماضي. كما ذكرتا في أخرى أنهما تخططان للزواج من “جهاديين” لتكونا “مقاتلتين مقدستين”. كما أكدتا في تغريدة بائسة أن “الموت هو الهدف”، على حد تعبيرهما المشترك.

أما السلطات النمساوية التي عبرت عن اعتقادها بأنهما وقعتا ضحية لخداع وتأثير انتهيا بفرارهما إلى سوريا، فذكرت بناء على تحليل الصور المتوافرة، أن المراهقتين اللتين أبصرتا النور في فيينا لعائلتين من البوسنة استقرتا في النمسا بعد الحرب الإثنية التي نشبت هناك بتسعينيات القرن الماضي “ربما كانتا في معسكر تدريبي، وأنهما تقيمان بالفعل في منزل زوجيهما”، طبقاً لتقرير رسمي نمساوي.

إلا أن أحد الزوجين أصبح أرملا الآن بعد الإعلان عن مقتل زوجته في ظروف لم تذكر تفاصيلها وزيرة الداخلية النمساوية، ولا وجدت “العربية.نت” ما يلبي الفضول في ترجمة لخبرها بصحف اليوم النمساوية أيضاً، فقد تكون قتلت أثناء التدريب، أو في قتال بين “داعش” وآخرين، وربما بقصف من جهة ما، أو بمرض أو حادث عشوائي، أو ربما انتحرت، وكله جائز.

عن العربية نت