الإدارة الذاتية تستذكر شهداء انتفاضة قامشلو (12 آذار)
قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إن انتفاضة 12 آذار تشكل منعطفا تاريخيا وتحولت إلى نواة حقيقية لمشروع التغيير الديمقراطي في سوريا.
ودعت في بيانها اليوم الخميس 12 آذار (مارس) كافة الأطراف وفي مقدمتهم النظام السوري إلى التحرر من الذهنية القائمة على الأحادية والمنهج الأمني والنظر إلى سوريا برؤية جديدة تواكب حالة التغيير السائدة في المنطقة.
وجاء في نص البيان:
“تمر اليوم الذكرى السادسة عشر لانتفاضة قامشلو المجيدة؛ التي تعتبر ميراثاً حقيقياً للتغير والتحول الديمقراطي في سوريا، الانتفاضة التي بدأت بعد محاولة مجموعات تابعة للأمن السوري وبغية خلق فتنة عربية/ كردية بافتعال الشغب في المباراة التي جمعت فريقي الجهاد والفتوة في قامشلو، حيث قام على إثرها النظام باستخدام الرصاص الحي وقام بسلسلة من الاعتقالات وأعمال عنف ضد المدنيين العزل، مما أدى إلى انتفاضة شعبية عارمة، تعامل معها النظام بالقمع المفرط، أدى ذلك إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين الذين أصيبوا بإعاقات مستدامة نتيجة التعذيب والتنكيل؛ إضافة لما حصل ونتيجة لعقود من الاحتقان والممارسات الأمنية التي صادرت الرأي وحرية التعبير في سوريا والتي تمت ممارستها على كافة أبناء الشعب السوري ومعهم الكرد سرعان ما تحولت الأمور لحالة من الفيضان الجماهيري وتصدى المدنيين لآلة القمع الأمنية التابعة للنظام السوري لتكون كافة المناطق من ديريك حتى عفرين وكذلك حلب ودمشق ساحات انتفاضة جماهيرية تساند وقفة الكرامة في قامشلو.
انتفاضة 12 آذار تشكل منعطفاً تاريخياً في سوريا؛ انتفض شعبنا بقوة وعزيمة متحديا آلة القمع وكسر لأول مرة حاجز الخوف والرهبة التي مارستها الأجهزة الأمنية لعقود؛ حيث تحولت تلك الانتفاضة الى نواة حقيقية لمشروع التغيير الديمقراطي في سوريا واحتشدت لأجلها القوى السياسية والمجتمعية باختلافاتهم وما كان ذلك التوسع والاستجابة للانتفاضة إلا بسبب ما كان يتم ممارسته من سياسات إنكارية؛ حيث ومع بداية الثورة في سوريا والتي سرعان ما انحرفت عن مسارها لأسباب معروفة وواضحة استند شعبنا على معايير وأسس انتفاضة 12 آذار لتمثل اليوم مناطقنا حقيقة التغيير السياسي في سوريا من خلال ما هو موجود اليوم على الأرض خاصة في ظل وحدة المكونات من كرد، عرب ، سريان وغيرهم عكس محاولات الفتنة التي أرادها النظام حيث حالة الوعي الذي تحلى بها شعبنا آنذاك ومنع من أن تتحول تلك الحادثة لفتنة ما هو إلا أساس مهم لحالة النجاح الكبير اليوم لثورة شمال وشرق سوريا ومشروع أخوة الشعوب في ظل تبني مكونات شمال وشرق سوريا المتعددة لمشروع الأمة الديمقراطية.
بالروح التي بدأت في 12 آذار 2004 وبتلك الإرادة القوية التي واجهت فكر وذهنية النظام الأمنية نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بأننا اليوم نعيش إحدى تلك الثمرات النضالية التاريخية في سوريا؛ كما نستذكر جميع الشهداء الذين ضحوا بحياتهم بصدور عارية في عام 2004 في سبيل أن نقوم اليوم بثورة هي الفريدة من نوعها في المنطقة.
كذلك نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بأننا سنمضي بكل جهودنا في سبيل الحفاظ على ذات المبادئ التي انطلقت من أجلها انتفاضة 12 آذار في تعزيز الديمقراطية وأخوة الشعوب ونيل الحقوق المشروعة لشعبنا في سوريا، كما ندعوا كافة الأطراف وفي مقدمتهم النظام السوري التحرر من الذهنية القائمة على الأحادية والمنهج الأمني وندعوه إلى النظر إلى سوريا برؤية جديدة تواكب حالة التغيير السائدة في المنطقة كما إننا نعاهد شعبنا بأننا مستمرون بذات الوتيرة التي صنعت أساساً متيناً نحو التغيير السلمي حتى تحقيقه”.
التعليقات مغلقة.