فوزة اليوسف: طفح الكيل وبلغ السيل الزبى..المجلس الوطني الكردي أمامه خيارين فقط!
الوحدة الكردية باتت قضية تفرض نفسها في المنطقة وفي المحافل الدولية أكثر أمن أي وقت مضى وذلك نظرا للمستجدات الإقليمية والدولية التي تعمل على رسم سياسات القرن في هذه الفترة. بالطبع أصبح الكرد قوة لا يستهان بها ومن يريد أن تميل كفة الميزان لصالحه في المنطقة لا يمكنه التغاضي عن هذه الحقيقة . لذلك من المهم جداً أن يتوحد الكرد حول خطاب سياسي واحد وأن تكون لهم خريطة طريق مشتركة و لكن أنه من الواضح جدا أن القوى التي تستعمر كردستان وعلى رأسها تركيا ستسعى بكل ما لديها لتعرقل هذا الشيء.
يجب أن نستخلص الدروس والعبر من تاريخنا، تشتت القبائل والعشائر والمناطق الكردية ومعاداتها لبعضها البعض أدت إلى أن نعيش قرونا من الظلم والاضطهاد والمجازر وها نحن أمام منعطف جديد، وأمام مرحلة تاريخية جديدة نحتاج الى قرارات تاريخية.
الوحدة الكردية كانت حلما دائما للشعب الكردي، إلا أنها اليوم أكثر من أي وقت مضى أصبحت ضرورة ملّحة ، لذلك نرى هذا الضغط الشعبي الكبير في هذا الاتجاه . أضف إلى ذلك فإن الظروف الموضوعية والذاتية لأول مرة تنضج بهذا القدر محليّا و دوليّا، ولكن -مع الأسف- لم يتم إبداء ولو خطوة تعزيز ثقة صغيرة من قبل المجلس الوطني الكردي على الرغم من كل الخطوات الإيجابية والقرارات المسؤولة التي اتخذتها الادارة الذاتية بخصوص المجلس.
على الرغم من قرار الإدارة الذاتية بفتح المجال أمام المجلس الوطني لفتح مكاتبه ومقاره دون أي قيد أو شرط، لم يقم المجلس حتى الآن بفتح أي مكتب دون أن تكون هناك اي مبررات منطقية.
ثمة سؤال يطرح نفسه هنا، وهو أنه بالرغم من أن فصائل الائتلاف السوري قامت باحتلال عفرين ونهب البيوت واغتصاب النساء وحرق حقول الزيتون، و قتل و تشريد الآلاف من الكرد و تغيير ديمغرافية المنطقة و سرقة آثارنا، و احتلال سركانيه و تل أبيض، لم يبدِ المجلس الوطني الكردي أي رد فعل سوى تجميد عضويته داخل الائتلاف، وبحسب بيان اجتماعه الأخير سيتم الاجتماع بالائتلاف من أجل يقوم الائتلاف (بمنع) الفصائل من القيام بالانتهاكات على حدِّ قولهم، ألم يكن من الأجدى أن يتخذ المجلس الوطني الكردي على الأقل نفس المواقف الصارمة التي يتخذها تجاه الادارة الذاتية او حزب الاتحاد الديمقراطي تجاه الائتلاف السوري أيضا. لماذا يجتمع المجلس الوطني الكردي بالائتلاف وبالدولة التركية التي تقتل يوميا أبناء شعبنا دون قيد أو شرط، في حين تبدع يوميا ذريعة جديدة لعدم الاجتماع مع حزب الاتحاد الديمقراطي. أي أمر يمكن أن يبرر هذا الشيء.
كما يقال: قد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، لا يمكن للمجلس الوطني أن يقنع أحدا بحججه التي تحولت إلى قصة الف ليلة وليلة.
أصبح الآن المجلس الوطني أمام خيارين، إما أن يختار الوحدة الكردية فيتم وضع استراتيجية وطنية مشتركة مع الأحزاب الكردية الأخرى في روجآفا، وإما أن يختار الاستمرار مع الائتلاف السوري المعادي للكرد ولجميع السوريين و الذي احتل عفرين و سركانيه و تل أبيض فيستمر الائتلاف في اغتصاب أرضنا بكل ما فيه، و يستمر المجلس الوطني الكردي كعضو مكمّل له.
إنني واثقة بأن هناك الكثير من أعضاء المجلس الكردي الشرفاء الذين يؤمنون بالوحدة و بضرورة الوحدة، وبأنه سيكون لهم كلمة الفصل، لأن قيمنا وتاريخنا يأمرنا بأن نختار ما يخدم قضيتنا ويخدم شعبنا.
نقلا عن صفحة “الفيسبوك” لعضو منسقية حركة المجتمع الديمقراطي (Tev_Dem) فوزة اليوسف
التعليقات مغلقة.