أميركا تحقق باتفاقيات السلاح مع تركيا وجرائم حرب ضد أكراد سوريا
تحقق الولايات المتحدة فيما إذا كانت تركيا قد انتهكت الاتفاقيات مع واشنطن حول استخدام الأسلحة والمعدات التي قدمتها إليها، وما إذا كانت أنقرة قد نقلت هذه الأسلحة إلى وكلائها في سوريا.
ويقول مسؤولون في الإدارة الأميركية إن هذه المجموعات ربما ارتكبت جرائم حرب ضد الأكراد، كما تفيد تقارير عن توسيع تركيا لعملياتها في سوريا بشكل كبير، ما يشكل انتهاكات خطيرة للاتفاقيات مع أنقرة، وفق شبكة CNN.
مزاعم ذات مصداقية
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البنتاغون، اللفتنانت كولونيل كارلا غليسون، لـCNN يوم الأربعاء: “تماشياً مع اتفاقيات مراقبة الاستخدام النهائي، فإن الولايات المتحدة تحقق دائماً في مزاعم ذات مصداقية فيما يتعلق بتركيا”.
كما صرح مسؤول دفاعي أميركي آخر لـCNN أن الحكومة تعتقد حالياً أن الادعاءات حول انتهاك تركيا اتفاقيات مراقبة الاستخدام النهائي للأسلحة “موثوق بها”، مما دفع البنتاغون إلى المراجعة.
وتابع: “تعمل الولايات المتحدة لضمان استخدام معدات الدفاع الأميركية الأصل بالطريقة المقصودة والمتسقة مع الاتفاقية أو التراخيص التي نقلت بموجبها الأسلحة، مضيفاً: “يجب أن يوافق مستلمو معدات الدفاع الأميركية الأصل على إتاحة المواد اللازمة لمراقبة الاستخدام النهائي طوال عمر المعدات”.
مطالبات بفرض عقوبات
وقوبل توغل تركيا في شمال سوريا، والذي يستهدف الأكراد، بمعارضة واسعة من الحزبين في الكونغرس، ودفع العديد من المشرعين إلى تعليق إمدادات الأسلحة إلى تركيا كما فعل العديد من الدول الأوروبية.
إلى ذلك، قامت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، بقيادة السيناتورين لينزي غراهام وكريس فان هولين، بكتابة خطاب إلى وزير الخارجية، مايك بومبيو، الأربعاء، يسألون فيه عما إذا كانت تركيا قد انتهكت شروط اتفاق “وقف إطلاق النار” في ضوء تقارير تفيد بأن الفصائل المدعومة من أنقرة وسعت نطاق هجومها على سوريا.
وجاء في الرسالة: “في عدة مناسبات، هدد الرئيس ترمب بـ”تدمير الاقتصاد التركي” في حالة انتهاك تركيا لالتزاماتها. وتماشياً مع هذا الموقف، نطلب من الإدارة اتخاذ تدابير سريعة لمواجهة انتهاك أنقرة لاتفاق 17 أكتوبر عن طريق فرض عقوبات اقتصادية صارمة”.
من جانبه، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين الأربعاء: “ما زلنا في حيرة، والسؤال متى يمكن فرض العقوبات إذا شنت تركيا هجوماً كبيراً، ومن يفسر نوعية الهجوم الذي ينتهك الاتفاقيات؟”.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية، الأربعاء، أن وفداً أميركياً مشتركاً بين الوكالات برئاسة الممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا والمبعوث الخاص للائتلاف الدولي لهزيمة “داعش”، جيمس جيفري، سيتوجه إلى تركيا لحضور اجتماعات مع كبار المسؤولين الأتراك وأعضاء المعارضة السورية هذا الأسبوع.
أسلحة ومعدات أميركية
وكشف المسؤولون الأميركيون لـCNN أن أنقرة أعطت فصائلها المدعومة من قبلها في سوريا كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الأميركية، بما في ذلك العربات المدرعة المجنزرة، ما سمح لها بالتقدم بسرعة في سوريا والسيطرة على أجزاء من طريق سريع استراتيجي يمتد من الشرق إلى الغرب، وهي المنطقة التي يقول فيها المسؤولون إن هذه الفصائل ربما ارتكبت جرائم حرب.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية للصحافيين، الأربعاء، عندما سئل عن الوكلاء المدعومين من تركيا إن “المشكلة هي أن الأشخاص الذين يقومون بالقتال هم هذه الميليشيات غير المنضبطة”، مشيراً إلى أن العديد منهم “متطرفون نسبياً”.
وتابع: “وفقاً لجميع القواعد إذا كان لديك قوة تدعمها وتزودها بالدعم الجوي، وبصورة أساسية، تتولى القيادة والسيطرة بشكل فعال وهذا هو وضع حكومة تركيا فيما يتعلق بدعمها للمجموعات المسلحة”، لافتاً إلى أن “تركيا تتحمل على الأقل جزءاً من المسؤولية عن أفعال هذه الفصائل”.
انتهاك محتمل
ويراقب برنامج Golden Sentry التابع لوزارة الدفاع الأميركية الاستخدام النهائي لمعدات الدفاع المنقولة بموجب برنامج المبيعات العسكرية الخارجية.
كما تراقب وزارة الخارجية الاستخدام النهائي للمواد والخدمات الدفاعية المصدرة تجارياً من خلال برنامج Blue Lantern.
بدوره، يقول المسؤول للشؤون السياسية العسكرية، كلارك كوبر: “نحن نراقب جميع أنواع التقارير إنها بالتأكيد مصدر قلق”.
ورداً على سؤال لـCNN عما إذا كانت الولايات المتحدة ستحمّل أنقرة مسؤولية ما إذا كانت الفصائل المدعومة من تركيا قد حصلت أو أساءت استخدام الذخيرة التي زودتها الولايات المتحدة، قال كوبر: “سيكون ذلك بالتأكيد نقطة يجب التعامل معها”.
التعليقات مغلقة.