الإدارات الذاتية ستبقى كما هي لحين إبرام اتفاق مع دمشق.. برعاية وضمانة روسية
خاص Buyer
في خضم التطورات التي شهدتها مناطق شمال شرق سوريا خلال العدوان التركي في التاسع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري عقب انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها في المنطقة والذي اعُتبر بمثابة الضوء الأخضر للدولة التركية بتنفيذ مخططها العدواني واحتلالها لمناطق شمال شرق سوريا.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء تشرين الأول /23 أكتوبر 2019، عقب الاتفاق الذي توصلت إليه أنقرة وموسكو في 22/10/2019 والذي بموجبه توقفت العملية العسكرية التركية في سوريا. أن بلاده ستبقي قوة صغيرة لها في شمال سوريا, في محيط مناطق آبار النفط بشمالي شرق سوريا لمنع وقوعها في يد تنظيم الدولة الاسلامية داعش أو أي قوى أخرى في إشارة منه إلى الحكومة السورية أو روسيا.
وفي هذا السياق قال بدران جيا كرد مستشار الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا خلال تصريح خاص لـ ” buyer” :” إن قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة, فتح الطريق أمام هجمة قوية وكبيرة, لإبادة شعبنا في سري كانيه وكري سبي, وهذا خلق ردود فعل بمستويات مختلفة أمام قرار ترامب بين الأمريكيين أنفسهم وبين الرأي العام العالمي أيضاً، وأُعلن أن هذا القرار كان ضد استراتيجية وسياسة أمريكا في المنطقة, لذا تزايدت الضغوطات على ترامب ومن سانده في إصدار هذا القرار.
وتابع جيا كرد :” لذا أرادت أمريكا أن تختلق الحجج لتعود للمنطقة مرة ثانية, وعلى هذا الأساس راجعوا قرارهم مرة أخرى, حيث صرّحوا بأنهم سيعاودون انتشارهم في المنطقة ثانية, وهذه المرة بذريعة (حماية حقول النفط)، وكذلك معاودة الحرب ضد الإرهاب مع “قسد”.
ونحن بدورنا ننتقد السياسة الأمريكية في هذا المجال. حتى أنهم صرّحوا بأن “قسد” ستحمي آبار البترول, وطبعا هذه ليست مهمة “قسد”, فهي لها مهام أخرى قومية وأخلاقية وحماية الأرض, وليست حماية (آبار النفط)”.
وأوضح جيا كدر مجددا: “قسد وأمريكا ستستمران في تحالفهما في الحرب ضد تنظيم ( داعش), وشهدنا تطورات كثيرة في هذا الجانب من مقتل البغدادي في إدلب وعقبها حلفائه في جرابلس. وهذه الحرب ستستمر ضد الإرهاب. مشيراً:” لكن أن تتّخذ هذه الذريعة، أي محاربة داعش لتقول أنها لحماية آبار النفط فهذا أمر غير صائب، ولن تقبل “قسد” أو الإدارة الذاتية بهذه الذريعة”.
وقال جيا كرد :“ إننا ندرس الآن عودة القوات الأمريكية إلى المنطقة مرة أخرى، وهم بالأساس يرغبون البقاء في المنطقة بأسلوب وطريقة أخرى للتغطية على فشلهم السياسي والفراغ الذي تركوه في المنطقة وهيأوا لدخول الروس والإيرانيين.
وحول مسألة الثقة بعودتهم إلى مناطق شمال شرق سوريا تابع:” الموضوع ليست مسألة الثقة فلديهم خططهم التي يسيرون عليها, ونحن مرتبطون معهم في محاربة الإرهاب الذي لا يزال خطره مستمرا على المنطقة, وسنستمر في هذه الشراكة على بعض الأسس والمبادئ.
وإن كانت لديهم حسابات مع النظام أو روسيا أو إيران فنحن لسنا جزءا من هذه التناقضات والصراعات, عليهم أن يصفوا حساباتهم سوية. ما يهمنا هو كيف سنحمي منطقتنا وشعبنا, وندخل في اتفاق سياسي مع النظام في دمشق بما يضمن حقوق شعبنا في شمال وشرق سوريا“.
الاتفاق الروسي التركي
بالنسبة للاتفاق الذي عقد مع روسيا وتركيا في “سوتشي”, قال بدران جيا كرد مستشار الإدارة الذاتية :” الاتفاق هو ضمن إطار دولي, وكما هو معروف فأن روسيا وأمريكا وتركيا قد اتفقوا فيما بينهم على تقسيم المنطقة. ونحن أبدينا الكثير من الملاحظات حول هذا الاتفاق، لا نؤيد الكثير من النقاط فيها, ونود معرفة تفاصيلها, ونحن لسنا طرفا فيه, لأنه عقد بين روسيا وتركيا، لذا وبعد نقاشات مطوّلة طالبنا بعقد اجتماعات مع الطرف الروسي بشأن ذلك”.
وأضاف:“ توصلنا لنتيجة وهي أن روسيا ستكون الضامن للكثير من النقاط في هذه الاتفاقية، كي لا يحدث أي هجوم من الطرف التركي وأن يكون لهم موقف محدد إذا ما حدث ذلك, وكذلك اتفقنا أن تكون هناك نقاط مشتركة بين الروس والنظام على الحدود، وتنسحب “قسد” مسافة 32 كم, ولكن إذا حصل أي هجوم من حق قواتنا الرد وحماية المنطقة من أي اعتداء”.
وبخصوص وضع الإدارات السبع بعد توقيع مذكرة تفاهم عسكرية مع الحكومة السورية برعاية الجانب الروسي، أوضح جيا كرد أن الادارة الذاتية ومؤسساتها وهيئاتها ستبقى على حالها حتى حصول (اتفاق سياسي) مع دمشق برعاية وضمانة روسية, وفي هذا الإطار روسيا هي المسؤول والضامن في كل شيء حتى التفاوض مع دمشق, وهي مسؤولة عن أي تجاوز. مشيراً :” نرى من الأهمية أن تلعب روسيا دورا في الحل السياسي وإيقاف الهجمات التركية. لازالت النقاشات مستمرة في هذا المجال ونأمل أن نصل إلى تفاهمات مهمة لضمان حقوق جميع شعوبنا في شمال وشرق سوريا”.
المساعي لوحدة الصف الكردي
وتحدث جيا كرد عن ضرورة وحدة الصف الكردي في هذه الظروف الحساسة وقال:” إن المرحلة تاريخية، وهناك ضرورة بأن يتحد الموقف الكردي في مواجهة العدوان التركي, رغم أن العالم كله يستنكر الهجمات التركية، ولم يدعمها. ومكونات شمال وشرق سوريا كان لهم موقف واحد وهذا كان بالنسبة لنا انتصارا”.
مضيفاً :”الأحزاب الكردية بأغلبيتها كانت ضد هذه الهجمات التركية, ولكن للأسف المجلس الوطني الكردي في سوريا، وحده لم يكن صاحب موقف في هذه القضية, وحتى كانت هناك بعض المبادرات لعقد اجتماع شامل بين جميع القوى السياسية الكردية للتوصل إلى موقف موحد إلا أن المجلس الوطني لم يقبل بالمبادرة وصرح أنهم لن يحضروا أي اجتماع أو يصدروا أي بيان, وهذا صراحة يوضح من هو البعيد عن قضية شعبه وليس صاحب موقف جدّي ويعمل تحت تأثير السياسة التركية, وهذا ضعف من المجلس, ويدل على أنهم ليسوا أصحاب قرار أو مواقف جديّة”.
واختتم جيا كرد حديثه لـ ” buyer” :”نؤكد ثانية أن لا يجب تجاهل هذه النداءات والمبادرات وخاصة نداء قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي, في وقت كان على الجميع أن يلتف حول قوات “قسد” ويدعمه, هذه القوة التي أثبتت أنها استطاعت دحر الارهاب, وستصبح ذات دور سياسي كبير في المنطقة”.
نداؤنا لجميع القوى السياسية الكردية وخاصة المجلس الوطني أن تعيد النظر في سياساتها وتراجع نفسها مرة أخرى, وأن حساباتهم السياسية خاطئة، والمراهنة على أن الدولة التركية والائتلاف السوري المعارض سيكونون ذو دور في مناطق شمال وشرق سوريا بقناعتنا هو حلم, عليهم أن يتخلوا عنه, ويستفيقوا منه. المشروع الذي تعتمد عليه الدولة التركية والائتلاف المعارض هو مشروع إبادة ومحو الوجود الكردي من المنطقة, لذلك على المجلس الوطني أن يعود إلى حضن الشعب والحركة السياسية الكردية ليكونوا صاحب موقف موحّد”.
التعليقات مغلقة.