آلدار خليل يتحدث لأول مرة عن أحداث عامودا: اتصلنا مع عوائل الشهداء المدنيين واعتذرنا منهم
خاص_Buyer
صدر عن دار الشهيد هركول كتاب “صفحات من ثورة الشعب في روجآفا” العام 2017 لمؤلفه القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) آلدار خليل، ويعتبر الكاتب من أهم الشخصيات التي لعبت دوراً هاماً في صناعة القرار في روجآفا.
يتحدث الكاتب عن أهم الأحداث والمحطات المفصليّة التي حدثت أثناء ثورة(روجآفا) منذ العام 2011 كما، ويكشف في كتابه عن أمور كثيرة كانت غائبة أو غير مصرّح بها للإعلام، وأيضاً الكشف عن وثائق ومستندات ومحاضر اجتماعات تخص الاتفاقيات الكردية _الكردية.
ويتطرق الكاتب في كتابه إلى (أحداث عامواد)، التي شهدتها المدينة في 27/6/2013 وفقد على إثرها 7 أشخاص لحياتهم 6 مدنيين ومقاتل من وحدات حماية الشعب.
وخلال حديثه، يشير الكاتب بأنه كان في زيارة عمل لباشورى كردستان وعند سماع الخبر أجرى عدة اتصالات للاستفسار عن ما جرى، ويقول:” بادرت بالاتصال مع الدكتور حميد دربندي مستفسرا إن كان قد سمع بالخبر، فقال نعم لقد سمعنا وتحدث عن العمل لأجل لملمة الجراح واحتواء الوضع قدر المستطاع، فطلبت منه أن يتحدث مع المجلس الوطني الكردي، وفعلاً بعد دقائق قليلة كلمني وقال: “إن المجلس سيجتمع بعد ساعة أو ساعتين وسيشكل لجنة لدراسة الوضع لذا فلتكن لجنة من طرفكم جاهزة أيضاً” فتم ذلك والتقوا لاحتواء المسألة” ويضيف أن أطرافاً أخرى حاولت إثارة الفتنة ولكنهم لم ينجحوا في ذلك”.
ويضيف القيادي آلدار خليل من خلال متابعته وتدوينه للأحدث، بأنهم اتصلوا مع عوائل الشهداء المدنيين، وأن العوائل تفهمت الأمر وطلبت منّا أن لا نصفهم بالعملاء والخونة، وأن نعلنهم شهداء وأعلنا اعتذارنا وأسفنا عمّا حدث في بياناً رسمي من حركة المجتمع الديمقراطي (Tev- Dem).
أحداث عامودا 27/6/2019 كما جاء في كتاب “صفحات من ثورة الشعب في روجآفا” لكاتبه القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل:
“جرت تلك الأحداث في 27-6-2013 حيث كنت في باشور كردستان عندما جرت أحداث عامودا. بعدها تمكنت من متابعة تفاصيل الحادثة وكانت كالتالي: حيث كانت الاشتباكات بين وحدات حماية لشعب وجبهة النصرة وكتائب أخرى في منطقة السد بالقرب من الحسكة منذ عدة أيام، وبعد تحرير السد والمنطقة المحيطة به وطرد الإرهابيين منها، بدأت مجموعات من وحدات الحماية التابعة لمدينة قامشلو التي كانت قد شاركت في تلك المعارك مساندة للوحدات التي تقوم بعملية التحرير، بالعودة الى ثكناتهم ومراكزهم في قامشلو. الطريق من الحسكة الى قامشلو يمر من عامودا وهو طريق عام يسلكه المدنيين أيضاً لتجنب المرور من طريق “دوار زوري” ومناطق وجود النظام .
بدأت قافلة وحدات حماية الشعب المسير من منطقة السد متجهةً إلى قامشلو عبر نفس الطريق الذي يمر من عامودا وخلال المرور في الطريق خرج أهالي القرى ـ التي بين الحسكة وعامودا استقبالا للقافلة مرددين شعارات النصر المترافقة مع زغاريد النسوة فرحاً بالنصر الذي حققته الوحدات في منطقة السد، وهذا ما كان متوقعا من أهالي القرى والمدن الكردية.
عند وصولهم إلى مدخل مدينة عامودا استوقفهم مواطن على الطريق وقال لهم: ان طريق الحزام مسدود ولا يمكنكم العبور منه، الحقيقة كان هناك اعتصام قام به مجموعة من الشباب في ذلك الطريق حيث كان قد استمر حوالي خمسة عشرة يوماً، وكانوا قد اعتصموا في خيمة احتجاجاً على اعتقال أحد الشباب.
طبعاً لم تكن لدينا أية مشكلة مع المعتصمين لأننا نعيش جواً ديمقراطياً، حتى أن قوات الآسايش كانت تقوم بحماية الاعتصام تحسباً لأيِّ طارئ، وعند وصول القافلة إلى مكان الاعتصام توقعوا أن يكون هذا التجمع للأهالي لاستقبالهم فرحاً بالنصر، فلم يكن لدى العائدون علم بذاك الاعتصام، طبعاً علمنا بهذه الأمور بعد التحقيقات ـ وهذه النقطة كانت محل نقد وتساؤل بالنسبة لنا فقمنا بتوجيهها إلى قيادة القافلة وهو كيف تدخلون مدينة ولا تدرون ما يجري فيها؟!.
جرت العادة أن تسير السيارات في موكب واحد، وعند وصول السيارة الأولى إلى الاعتصام أصبحت كل السيارات في نفس الشارع وما عاد ممكنا أن تعود إلى الوراء بسبب ضيق الشارع، واستحالة الالتفاف والدوران، والأمر الآخر أنه كان هناك شابٌ اسمه “ديرسم” قد أفرج عنه حديثاً فخطب في المعتصمين خطاباً تحريضياً ـ وخطابه موثق بفيديوـ أثر فيهم بصورة سلبية، لكن مع ذلك لم يقم مقاتلو وحدات حماية الشعب بأيِّ تصرف سلبي معهم بل على العكس فقد نزل بعضهم للتحدث مع المعتصمين ـ وهناك أشرطة فيديو مسجلة تثبت ذلك ـ وبينما هم كذلك حدث إطلاق النار على السيارة الأولى، وأصيب أحد مقاتلي وحدات حماية الشعب واستشهد مباشرة (صبري كلو) الذي كان في المقصورة الخلفية لإحدى السيارات، وهنا اختلطت الأمور وعمت الفوضى وقام أحد العناصر بأطلاق النار على المعتصمين والمتظاهرين مما أسفر مع الأسف عن إصابة وفقدان بعض المدنيين الأبرياء لحياتهم.
إذا ما نظرنا إلى الحدث من الناحية التقنية والنفسية فالحالة التي خلقها استشهاد أحد العناصر وعدم معرفة مصدر إطلاق النار وسقوطه أمام رفاقه بتلك الصورة شكلت صدمة لهم فالتصرف كان عبارة عن ردة فعل في خضم تلك الفوضى التي عمت المكان.
كما قلت كنت في باشور كردستان وعند سماعي بالخبر بادرت بالاتصال مع الدكتور حميد دربندي مستفسرا إن كان قد سمع بالخبر، فقال نعم لقد سمعنا وتحدث عن العمل لأجل لملمة الجراح واحتواء الوضع قدر المستطاع، فطلبت منه أن يتحدث مع المجلس الوطني الكردي، وفعلاً بعد دقائق قليلة كلمني وقال “إن المجلس سيجتمع بعد ساعة أو ساعتين وسيشكل لجنة لدراسة الوضع لذا فلتكن لجنة من طرفكم جاهزة أيضاً” فتم ذلك والتقوا لاحتواء المسألة.
أراد حزب الـ “يكيتي” تسويق المسألة وتحويلها إلى منحى آخر، وحاول زرع الفتنة وتسيس الموضوع وعرقلة أية خطوة قد تؤدي إلى اتفاق، فالبحث عن خلق الفتنة وافتعالها في وقت تمثل فيه وحدات الحماية شرف وكرامة هذا الشعب لهو عمل مشين، رغم تعرض وحدات الحماية للإهانة وفقدان أحد عناصرها لحياته، إلا أن حزب الـ “يكيتي” لم يولِ ذلك أية أهمية وعمل على إثارة مواضيع أخرى.
قمنا بالتواصل مع عوائل الشهداء المدنيين وتفهموا المسألة وطلبوا منا فقط أن لا نطلق على أبنائهم صفة الخونة أو القتلى وأن نعلنهم شهداء، وحقيقة تأسفنا عليهم جداً وأعلناها في وسائل الإعلام كموقف رسمي لـ TEV-DEM وقلنا أنهم ضحايا وليسوا طرفاً، ولم يكن ذلك موقفاً سياسياً لتمرير شيء ما، بل كان موقفاً نؤمن به لأنهم أناس مدنيون، واعتذرنا من عوائلهم. شكلنا لجنة أخرى من وجهاء العشائر مع تف – دم وألغينا العمل مع لجنة المجلس الوطني الكردي؛ لأنه كانت هناك شخصيات تعمل على تحوير وتحويل الموضوع إلى مسارات أخرى فالتقت مع العوائل على نصب خيمة للعزاء وذهب وفد رسمي من قبلنا إلى الخيمة والقيام بواجب العزاء وإلقاء كلمة أيضاً، لكن في اللحظات الأخيرة تغير موقف بعض من تلك العوائل بسبب تدخل جهة معينة في المسألة، ومع ذلك صبرنا وطلبنا من الجهات الكردستانية التدخل لإزالة هذا التوتر والحساسية وفعلاً لبَّت منظومة المجتمع الكردستاني طلبنا فأرسلت القيادي في المنظومة نور الدين صوفي إلى هنا فبعثنا معه أحد المواطنين من عامودا ولم نرسل معهما أي أحد من طرفنا كي يتسنى للعوائل التكلم براحة تامة فزار السيد نور الدين العوائل لكن استقبالهم له كان فاترا بالزيارة الأولى، لذا كررها بزيارة أخرى فلاحظ أن هناك تحسن في موقفهم من خلال أقوال البعض له، كونك أتيت من قنديل لزيارتنا فاعتبر أن الموضوع انتهى بشكل كامل، طبعاً هذه من عادات الكرد الأصيلة ومن أعرافهم المتوارثة.
بعد فترة رأينا تغيير في مواقف البعض منهم و لكن بشكل عام لم تكن لدينا مشاكل مع تلك العوائل والذي يجب محاسبته هو من قام بخلق الفتنة، ومن أطلق النار وتسبب في استشهاد أحد عناصر الوحدات وتسبب في فقدان هؤلاء الناس الأبرياء لحياتهم، مازال ذلك الشخص طليقاً متوارياً عن الأنظار ولا بد أن يأتي يوم وتشكل فيه محكمة خاصة بهذا الموضوع لمحاسبته لأنه حرض على مهاجمة الوحدات ووضعها في ذلك الموقف، ما هو مؤسف حقا هو قيام بعض الجهات بإظهار الحدث أمام الرأي العام وكأن وحدات حماية الشعب جاءت لتتدخل في فض الاعتصام وقتل الناس فعمدت إلى إرسال تقارير ملفقة ومغايرة لحقيقة الحادثة إلى جهات حقوقية تابعة للأمم المتحدة، وهذه مسألة غير لائقة لأن الطرف الذي تهجموا عليه في تلك التقارير هو طرف كردي ويقوم بحمايتهم.
لنفترض جدلاً أنه حدث خطأ ما في تلك الحادثة أو غيرها أليس من المفروض أن يكتبوا الحدث كما هو فلمصلحة من اختلاق الأكاذيب والتلفيقات والترويج لها هنا وهناك؟
بالنسبة لموقف أحزاب المجلس الوطني الكردي وللحقيقة أقول، لم تصدر منهم أي تحرك سلبي باستثناء حزب اليكيتي فقد حاول جرَّ الأمور إلى اتجاه آخر، أما إقليم كردستان فلم تتدخل القوى والأحزاب هناك بشكل مباشر وكان دورهم يكمن في تشجيع وحث أحزاب المجلس الوطني الكردي على التسوية، أما ما جرى بينهم من لقاءات ومشاورات فلا ندري بما كان يدور بينهم خلالها لكن بشكل عام كان موقفهم إيجابيا تجاه الحدث.
موقف المنظمات الدولية كان مبنيا على التقارير المشوهة للوقائع والتي وصلتهم من قبل بعض الجهات المغرضة في البداية، لكن تغير ذلك الموقف فيما بعد واستطاعوا فهم حقيقة ما جرى في مدينة عامودا بعد أن قامت تلك المنظمات الدولية بزيارتنا كما وأننا تلقينا اتصالات متعددة من تلك المنظمات الحقوقية بخصوص ما جرى في مدينة عامودا.
حقيقة إن حدوث هكذا أمور قد تتعرض لها أية دولة أو أية منطقة في العالم فهي كانت فورة دم نتيجة الاستفزاز وتعرض وحدات حماية الشعب إلى الإهانة، بعدها تم تعميم القرار من قبل الآسايش بعدم التصرف إلا وفق القانون والأوامر وأن لا يتصرفوا أي تصرف قد يؤثر على المدنيين.
التعليقات مغلقة.