ديناميكية العلاقات بين مختلف الأطراف في المنطقة… شمال وشرق سوريا

51

 

خبات محمد*

– العلاقة بين الأطراف الكردية.

– العلاقة بين الكرد والمكونات الأخرى.

– نقاط التوتر بين الفصائل المختلفة داخل المجتمع الكردي:

من الجدير التطرق إلى المكونات الرئيسية :

حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، أما حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM تحولت من إطار سياسي الى منظمة مجتمع مدني.

المجلس الوطني الكردي ENKS، التحالف الوطني الكردي في سوريا، الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.

يتمحور التوتر الرئيسي بين ENKS وPYD، وللأطراف الكردستانية الرئيسية دور مركزي في تأجيج هذا التوتر واستثمار الورقة الكردية السورية في الصراعات بين المحورين الرئيسين (PKK ، PDK).

أيضاً خيارات هذه الأطراف في الاصطفاف السياسي وترتيبها للأولويات، مثلاً موضوع الأمن والاستقرار والخدمات وموضوع الحريات والديمقراطية، حيث شهدت المراحل السابقة اتفاقات بين الطرفين، لم يكتب لها النجاح، حينها كانت أحزاب التحالف الخمسة والتقدمي جزءً من المجلس الوطني، وهذا الموضوع يحتاج إلى استفاضة في الشرح والبحث.

ما يدعو للتفاؤل أن الالتقاء والاتفاق ممكنة بوساطة وضغط من قوى التحالف الدولي على الأطراف الرئيسية المذكورة آنفاً، ويمكن أن يقدم كل طرف من الأطراف الأربعة الرئيسية رؤيته لشكل الاتفاق المزمع توقيعه.

– بين الكرد والعرب:

تزداد المخاوف بشكل رئيسي من استثمار حدث إنهاء داعش – كأساس لمظلومية عربية ناشئة- ضد الكُـرد في مناطق سيطرة قسد، (احتجاجات أهالي دير الزور) كما في المناطق الأخرى وارتداد المجتمع العربي نحو خيارين سيئين، النظام أو التيار الإسلامي المتطرف المنحاز إلى تركيا التي توفر له جميع أشكال الدعم.

يفتقر أهالي المكون العربي في مناطق شرق الفرات إلى ممثلين سياسيين كأحزاب أو أطر تنظيمية، ويعتمدون على مرجعياتهم القبلية والعشائرية، وهناك صراع على كسب ولائهم، فمن الضروري فتح المجال للأحزاب الوطنية السورية بالعمل في هذه المنطقة.

ومن جهةٍ أخرى الممارسات والانتهاكات اليومية بحق الكُـرد في منطقة عفرين، وما اقترفته هذه المجموعات في كل من كوباني وشنكال، مما ينذر بانقسام كارثي تحاول كل من تركيا والنظام الدفع باتجاهه، لذلك من الضروري أن تسود لغة الحوار والتفاهم بين المكونات للوصول إلى تمثيل سياسي حقيقي لأهالي المكون العربي في مناطق شرق الفرات ضمن الإدارة القائمة.

– بين الكرد والسريان:

هناك اجترار وتقية في بعض الهوامش السريانية التي تحمّل الكُـرد مسؤولية مجازر سيفو، ولا تخلو الذاكرة الكردية من استغلال النظام للمكون السرياني في ممارسة الاضطهاد بحق الكُـرد، وهنا لا بد من الإشادة بدور الإدارة في لجم هذا الخطاب وتوجيه البوصلة ضد أخطار الإسلام السياسي المتطرف وداعميه.

– كيف تتجلى تلك التوترات:

كردياً، اتخذت تلك التوترات طابعاً عنفياً في بدايات الأزمة السورية، كأحداث عامودا 2013 نموذجاً، ثم تعقلنت في المراحل اللاحقة، بعد انكشاف الدور المريب لتركيا بدعمها للفصائل الأكثر تطرفاً وتوجيهها نحو المناطق الكردية، بدءً من قسطل جندو وسري كانيه، وليس انتهاءً باحتلالها لمنطقة عفرين والانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان وانتهاج سياسة التغيير الديمغرافي فيها، مستهدفة التواجد التاريخي للكُـرد بتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم.

الخطاب التخويني مازال مستمراً بشكل رئيسي بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي.

أما عربياً، يتجلى التوتر في الإعلام المنحاز للمعارضة السورية وازداد في الآونة الأخيرة على خلفية حدث الباغوث وانهيار داعش في شرق الفرات، جهود النظام السوري والحكومة التركية مستمرة في الاستثمار في هذا الحدث، وبشكل بشع وكارثي ويأخذ منحىً ثأرياً في عفرين، بالإضافة إلى التهديدات المستمرة باجتياح عسكري لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد».

– كيف تساهم تلك التوترات في تأجيج الصراع :

مناخات الحرب وغياب الأمن والاستقرار والمظلومية السنية السورية تحديداً _إن صح التعبير_ والاستثمار الإقليمي السعودي-القطري-الإيراني، والأكثر بشاعة التركي، تشكل عوامل حاسمة في تأجيج هذا الصراع، وأيضاً البنى الاجتماعية القبلية القابلة لحمل الفكر الديني المتطرف.

– كيفية تخفيف التوترات وتجنب النزاع:

التأكيد الكردي على دعم أية جهود دولية لدعم الاستقرار والمضي في تنفيذ القرارات الدولية السابقة بخصوص الوضع السوري وخاصة القرار ٢٢٤٥، من خلال البحث عن تقاطعات روسية-أمريكية في هذا المجال، ودعم إعادة مسار مشروع السلام بين الحكومة التركية والسيد عبد الله أوجلان، مما لهذا الملف من تأثير جوهري على علاقة تركيا وتعاطيه مع الملف الكردي، وأيضاً للتخفيف من التوتر واحترام مبادئ حسن الجوار.

– العلاقة مع النظام السوري:

تعرض الكُـرد في سوريا على مدى عقود من الزمن للتهميش والإقصاء والعسف، ومورست بحقهم سياسات تمييزية عنصرية شكلت أساس القضية الكردية في سوريا وأنتجت حراكاً كرديا معارضاً لهذه السياسات.

ودون الدخول في تفاصيل العلاقة بين الحركة الكردية والنظام السوري قبل ٢٠١١ أو بعد هذا التاريخ، وما شهدته هذه الأعوام الثمانية من كوارث، لم تشهد في مجملها تغيرات جذرية في تلك العلاقة.

النظام استمر في سياساته الاستعلائية الرافضة لأي حل لهذه القضية العادلة، ومازال يراهن على مقايضات معينة مع الجارة تركيا.

الحركة الكردية ما زالت تحدد مطالبها ضمن الإطار الوطني السوري، مقتنعة أن الحل النهائي لن يكون إلا في دمشق كعاصمة للوطن السوري، متبنيةً لغة الحوار والتفاوض لإيجاد حل عادل لقضية الكُـرد القومية وفقاً للعهود والمواثيق الدولية، ضمن وحدة الوطن السوري.

– تحويل التنوع إلى مصدر رفاهية وازدهار:

بدون وقف الحرب المدمرة، وبدون إنهاء الاحتلال التركي لعفرين وجرابلس والباب، لا يمكن الحديث عن الرفاهية والازدهار، بدون لجم التدخل الإيراني ورفع الأيادي القطرية والسعودية لا يمكن الحديث عن الاستقرار، والأهم بدون التوافق الأوروأمريكي-الروسي لا يمكن وقف الحرب ولا رفع تلك الأيادي.

– السيناريو المفضل للحل بالنسبة لمختلف الجماعات:

وجود أمريكي وغربي لإبعاد خطر التدخل التركي وعودة النظام إلى مناطق شرق الفرات، عقلنة وضبط الخطاب السياسي، الضغط على الأطراف الرئيسة من خلال الضغط على محاورهم عن طريق الأمريكان والغرب، المضي في مشروع الإدارة الذاتية من خلال المشاركة الفعلية وباستقطاب شرائح عربية جديدة، وتمثيل الفعاليات السياسية الاجتماعية الثقافية من مختلف المكونات ضمن الإدارة القائمة، ودعوة بعض الأطراف وتقديم الدعم لها من خلال فتح وتمويل مكاتبها كتيار المواطنة مثلاً .

– كيفية التوفيق بين السيناريوهات المختلفة:

التركيز على الأولويات وتوافقات الحد الأدنى بين المكونات المختلفة، والانطلاق كردياً بالضغط باتجاه إيجاد صيغ للاتفاق الكردي الكردي بين الأطراف الرئيسية، وعربياً الارتكاز على مجلس سوريا الديمقراطية كنواة لإطار أعم وأشمل، إضافةً إلى توفير المناخات المناسبة لاستقطاب أوسع لأطراف المعارضة من تنظيمات وفعاليات مجتمعية للدفع بالعملية السياسية في سوريا مرتكزة على قرار الأمم المتحدة ٢٢٤٥ .

– كيفية استجابة الهياكل السياسية والإدارية المختلفة لها:

الإجابة هنا بشكل أساسي برسم ممثلي الإدارة الذاتية، لكنني أعتقد أن إدارتنا الذاتية تملك من المقومات ما يؤهلها للاستجابة لمثل هكذا تصورات، في المقابل على المجلس الوطني الكردي إعادة النظر بتموضعه السياسي، وأيضاً على التحالف الوطني الكردي وحزب الوحدة (يكيتي) والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي صياغة موقف موحد يكون ضاغطاً باتجاه التوافق وضامناً لنجاحه واستمراره.

* ورقة مقدمة في الجلسة الحوارية الأولى، يوم الجمعة 3/5/2019، من المؤتمر الذي عُقد في الجامعة الأمريكية بمدينة السليمانية- كردستان العراق.

** جريدة الوحـدة – العدد 308 – أيار 2019 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

التعليقات مغلقة.