«داعش» يطلق حملة اعتقالات موسعة بحق الأكراد في الموصل

30

09_08_05_57_

 

 

 

 

 

 

أعلن مجلس محافظة نينوى أن تنظيم «داعش» بدأ اعتقال المواطنين الأكراد في مدينة الموصل وتصفيتهم، فيما بدأت عوائل مسيحية وإيزيدية العودة إلى مناطقهم في سهل نينوى بعد أن استعادت البيشمركة السيطرة عليها.

وقال بشار كيكي، رئيس مجلس محافظة نينوى : «أطلق تنظيم (داعش) حملة واسعة لاعتقال المواطنين الأكراد الساكنين في مدينة الموصل، ونصب التنظيم عدة نقاط تفتيش في أحياء المدينة ومناطقها لاعتقال الأكراد، ويعتقل التنظيم الأكراد على الهوية، وجرى اعتقال عدد كبير منهم حتى الآن، وأخذهم التنظيم إلى جهة مجهولة، وهناك حملة مركزة لاستهداف الكرد وتصفيتهم داخل الموصل وفي كل المناطق التي يسيطر عليها (داعش) في أطراف الموصل»، مشيرا إلى أن هذه الحملة «بدأت بعد دعوات من بعض أئمة مساجد الموصل إلى اعتقال الأكراد في المدينة ومواجهتهم».

وحول عودة النازحين إلى المناطق التي استعادتها قوات البيشمركة أخيرا من «داعش» في سهل نينوى أخيرا، قال كيكي: «أعداد النازحين الذين عادوا إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات البيشمركة مؤخرا قليلة جدا، عدا ناحية القوش والقرى المحيطة بها حيث هناك عودة كبيرة للنازحين إليها». وأشار كيكي إلى أن الأسباب التي تحول دون عودة النازحين أمنية وخدمية، وقال: «(أول من) أمس كنت في بلدة تلسقف التي سيطرت عليها قوات البيشمركة مؤخرا، كان هناك وجود قليل للعوائل التي عادت إلى البلدة لأخذ بعض حاجياتها والعودة مرة أخرى إلى مخيمات النزوح في دهوك، لأن المنطقة لا تزال ضمن دائرة العمليات العسكرية، لا سيما أن بلدة باطنايا ومركز قضاء تلكيف لا يزالان بيد (داعش). لذا فعودة النازحين نسبية وقليلة جدا، وأغلب العائدين من الرجال، والعودة إلى هذه المناطق صعبة لأن هذه العودة يجب أن يصاحبها تأمين للخدمات، والخدمات أساسا في هذه المناطق مفقودة تماما، لأن (داعش) قطع عنها التيار الكهربائي والماء منذ أن سيطر على الموصل في يونيو (حزيران) الماضي». وتابع: «لكن هناك عودة للنازحين إلى عشرات القرى القريبة من القوش، مثل الكيكية ومسقلات وتل عدس والمنارة وتل سيم».

وحول خطة مجلس المحافظة لاستقبال النازحين في تلك المناطق وكيفية تأمين الخدمات لها بعد سيطرة البيشمركة عليها، قال كيكي: «في الجلسة الـ22 لمجلس محافظة نينوى التي عقدت في مركز ناحية القوش، قررنا تخصيص موازنة خاصة لإغاثة النازحين العائدين إلى مناطقهم وتمكين الباقين من العودة إلى مناطقهم، واعتبار المناطق الممتدة من سنجار إلى سهل نينوى ومخمور وكل المناطق الأخرى التي حدث منها نزوح جماعي، مناطق منكوبة تحتاج إلى تعويض مادي ومعنوي لكل الذين تعرضوا لأضرار بسبب سيطرة (داعش) على هذه المناطق».

بدوره، قال الناشط المسيحي غزوان إلياس في ناحية القوش التابعة لقضاء الحمدانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «بالنسبة إلى مركز ناحية القوش، فإن 70 في المائة من سكانها المسيحيين عادوا إليها بعد استقرار الوضع في المنطقة». وتابع «(داعش) لم يدخل إلى مركز الناحية، لكنه اقترب من أطرافها، وهذا أدى بالسكان إلى الهرب خوفا من سيطرة التنظيم على الناحية، لذا نزحت جميع العوائل من القوش ولم يظل فيها سوى عدد قليل من الشبان المسيحيين المسلحين الذين حرسوا البيوت من السلب والنهب». وتابع: «أما الآن وبعد تقدم قوات البيشمركة في سهل نينوى وتحرير عدد من القرى في أطراف قضاء تلكيف، فقد بدأت العوائل المسيحية الهاربة من القوش بالعودة إليها، كما عاد نازحون إلى قرى بوزان وبيضان والمصيرية والجراحية القريبة من القوش، وكذلك 50 في المائة من سكان القرى الإيزيدية على الطريق الرابط بين ناحية برده ره ش، والبدرية، عادوا، وكذلك هناك عودة إلى القرى الموجودة بين القوش وقضاء شيخان».

وحول الوضع الأمني في هذه المناطق، قال إلياس: «قوات الأمن الكردية (الأسايش) والبيشمركة تحمي هذه المناطق مع تعاون من قبل عدد من الشباب المسيحيين المتطوعين الذي شكلوا فيما بينهم سرايا لحماية أمن واستقرار مناطقهم من الداخل».

من جانبه، أكد باسم بلو، مدير ناحية القوش، لـ«الشرق الأوسط» أن قوات البيشمركة استعادت لحد الآن السيطرة على أقل من 50 في المائة من مناطق سهل نينوى، موضحا بالقول: «هذه المناطق بحاجة إلى التطهير ومعالجة أمنية وعسكرية وتوفير الخدمات، فهذه المناطق تحتاج أولا إلى الجهد الهندسي لتنظيفها من المتفجرات والألغام التي زرعها مسلحو (داعش)، ومن ثم معالجة مشكلة الخدمات فيها من توفير مياه الشرب والكهرباء والخدمات الأخرى».

عن الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.