تقرير : بارزاني رفض عرضا إيرانيا بإرسال قوات برية إلى كوردستان لمواجهة المتطرفين

26

تنزيل (1)

 

 

 

 

 

 

 

قال قيادي رفيع في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, إن واشنطن لعبت دوراً محورياً في استبعاد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. موضحا أن المالكي كان بدأ اتصالات سياسية مكثفة بعد العاشر من يونيو/ حزيران الماضي عندما سقطت مدن كبيرة مثل الموصل وتكريت وأجزاء واسعة من ديالى و كركوك بيد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”, مع طهران ودمشق وموسكو وأظهر استعداده الكامل لإقامة تحالف عسكري رباعي عراقي – ايراني – سوري – روسي للتصدي للتنظيم, الا ان الولايات المتحدة باغتته وأرسلت مستشارين عسكريين الى العاصمة بغداد ، مضيفا حتى ان المالكي شعر بامتعاض كبير من الخطوة الاميركية. ونقلت صحيفة (السياسة) الكويتية في عددها الصادر  ، عن القيادي الصدري الذي لم تكشف عن اسمه اشارته ، الى أن خطة المالكي كانت تتركز على استنساخ تجربة الرئيس بشار الأسد في سورية بكل تفاصيلها, بمعنى استقدام قوات برية من “الحرس الثوري” الإيراني, ومقاتلي “حزب الله” اللبناني لحماية بغداد, ثم الانتقال الى شن معركة واسعة ضد مسلحي “داعش”, كما حصل بالضبط في المدن السورية.
وأكد أن المالكي والنظامين السوري والإيراني لا يريدون ولا يمكنهم أن يقبلوا بتدخل غربي واسع بقيادة اميركية, حتى وإن تعلق الأمر بمواجهة تنظيم “داعش”, وأن كل ما يجري في الوقت الراهن من تحركات لتأسيس تحالف دولي هو أمر مقلق جداً لطهران ودمشق بشكل خاص, ولذلك فالولايات المتحدة نجحت بالفعل باستثمار خطر الإرهاب سياسياً لإحراج القيادتين الايرانية والسورية وحلفاءهم في المنطقة وفرض واقع جديد من التحالف الدولي عليهما.
وكشف القيادي العراقي الشيعي للمرة الاولى أن المالكي عارض شن غارات جوية اميركية عندما اقترب تنظيم “داعش” من مدينة أربيل , عاصمة اقليم كوردستان في السابع من شهر أغسطس/ اب الماضي, كما أن النظام الايراني سارع للاتصال برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لتزويد قوات البيشمركة الكوردية بالسلاح الايراني وإرسال قوات برية ايرانية اذا لزم الأمر, أو السماح لقوات الجيش العراقي بدخول كوردستان واربيل بأسلحتها الثقيلة للتصدي لخطر “داعش”, غير ان بارزاني تصرف بذكاء ورفض كل هذه العروض, لأنه أدرك ان المالكي والنظام الايراني يريدان استغلال الوضع الخطير على اربيل لفرض واقع عسكري وسياسي جديد في الإقليم الكوردي الذي يحظى بحكم شبه مستقل عن بغداد.
وبحسب معلومات القيادي في التيار الصدري, فإن المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي حمل المالكي ومسؤول الملف العراقي السابق في ايران قاسم سليماني مسؤولية عودة الاميركان الى العراق مجدداً, بعدما لعب الرجلان دوراً رئيسياً في ابرام اتفاق الانسحاب الكامل للقوات الاميركية نهاية العام ,2011 وربما تكون هذه التطورات مثيرة للدهشة أن يكون الرجلان هما من ساهما في اخراج الاميركيين ثم عودتهم بسبب الأخطاء التي ارتكبت في الملفين الأمني والسياسي.
وتوقع القيادي العراقي الشيعي ان يواجه رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي ضغوطاً كبيرة من حزب “الدعوة” الذي بقي يرأسه المالكي والنظام الايراني, لمنعه من التجاوب مع أي طلبات من الولايات المتحدة أو حلف “الأطلسي” للتدخل الجوي الواسع في العراق بذريعة متطلبات الحرب ضد “داعش” أو اقامة قواعد عسكرية بشروط محددة.

عن باسنيوز

التعليقات مغلقة.