السيد سعود الملّا يثير سجالاً سياسياً / م.رشيد

25

575  السيد سعود الملا يثير سجالاً سياسياً

 

 

 

 

 

 

 

 

خاص BUYERPRESS

يُعرف السيد سعود الملّا بأنه كان عموداً رئيسياً في حزبه السابق (البارتي)، ورقماً صعباً فيه يستحيل تجاوزه, فهو حزبيٌ مخضرم من الرعيل الثاني, خبيرٌ في الشؤون المالية, ومحنكٌ في الأمور التنظيمية، وعادةً ما يحدد مواضيع البحث والنقاش في مجالسه الرسمية ويمررها كما يرغب بهدوء ودهاء عبر رفاق ووسطاء بدون مواجهة أو عداء, وهذه سمة يتميز بها عن غيره من القيادات الحزبية، وبعد أن أصبح سكرتيراً لـ: PDK-S بدأ يظهر في وسائل الإعلام التي كان دائماً يتجنب الوقوف أمام أضوائها.

أثار لقاؤه مع صحيفة Bûyerpress سجالاً واسعاً في الأوساط السياسية الكردية, وخلق ردوداً مختلفة تراوحت بين استغرابٍ واستفهامٍ و تأسفٍ واستهجان ..، للشكل والأسلوب الذين تناول بهما المواضيع المطروحة عليه, فقد اضطر من سمّاهم في حديثه تشهيراً أو تصغيراً بالرد عليه تحريرياً عبر توضيحاتٍ وتصريحات رسمية متفاوتةً في اللهجة والحدّة, دفاعاً عن أنفسهم, وتفنيداً لما طالهم من توصيفٍ وتقييم.., بالرغم من اعتذاره الخطي والشفهي الذي اعتبره البعض تأكيداً لمضمون مقالته.

قد يتفق الخاصة والعامة من القراء والمهتمين في ملاحظاتهم عن سبب المقابلة وتوقيتها والغاية منها وكيفية إجرائها, ولكن يختلفون في رؤاهم تجاهها، فمنهم من يرى في حديثه الجرأة والصراحة والصدق وتسمية الأمور بمسمياتها، فلم يستثن حتى نفسه فهو لم يظلم أحداً(من ساواك بنفسه ما ظلم)، ومنهم من يجد فيه التحامل ومجانبة الحقائق والخروج عن السياقات المهنية واللباقة السياسية والدبلوماسية, ومنهم من يعتبره زلّة لسانٍ تفتقر إلى التوثيق والبرهان.

يستشف البعض من لقائه نبرة الأخ الكبير الوصيّ والوريث الشرعيّ, فقد تعمد في شكل اللقاء ومضمونه عن سابق وعي وتصميم تنفيذاً لأجنداتٍ محددة تمهّد لترتيباتٍ مستقبلية على الساحة السياسية الكردية ضمن تفاهماتٍ جارية (محلية- كردستانية), والبعض الآخر يعتبره تهرباً من الاستحقاقات النضالية (قومياً ووطنياً) في مواجهة التحديات ومواكبة التغيرات ضمن المرحلة التاريخية المفصلية الراهنة، بمعنى أنه تصديرٌ للأزمة الداخلية التي يعانيها حزبه الجديد وتبريرٌ لعجزه وتغطيةٌ لفشل قياداته ..، ومنهم من ذهب أبعد من ذلك فنعتوا مقابلته بالمسمار الأخير في نعش كلٍّ من المجلس الوطني الكردي واتفاقية هولير(عنوانيْ وحدة الصف والخطاب الكرديين). وهناك من رأى فيها جملةً من التناقضات والمهاترات والإساءات والاتهامات التي كالها بحق الأحزاب الكردية الشقيقة والحليفة، تهدف مجملها إلى خلق صراعات جانبية عقيمة، ومعارك هامشية تبعد الحركة الكردية عن مهامها الأساسية، وتزرع اليأس في النفوس والتشتت في الصفوف والتوه عن المطلوب.

إنّ قراءة المقابلة من منظارٍ آخر يُظهر السيد الملا قارعاً جرس الإنذار والإخطار ليعرف كل كيانٍ حجمه ووزنه, ويعرف ما له وما عليه، على أن الأوضاع خطرة وحساسة وصلت إلى حدود لا تطاق، ولا بد من المكاشفة والمصارحة ونشر الوقائع والحقائق, لوضع النقاط على الحروف، وجعل الأمور في نصابها.

ربما وقع السيد الملا في مصيدةٍ نصبت له بعد المقابلة من قبل متربصين لتشويه صورته وتثبيط عزيمته وبالتالي التبرير لإزاحته عن موقعه, إشباعاً لأنانياتهم الشخصية وتصفيةً لحساباتهم الحزبية, أو تنفيذاً لأجندات مشبوهة وتوجهاتٍ عدوانية تهدف إلى تقزيم الحركة الكردية (المتمثلة بالمجلس الوطني الكردي) وتمييعها وإفراغها من محتواها النضالي, وبالتالي تجريدها من مهامها ومسؤولياتها الواقعة على عاتقها, وإلغاء دورها المنوط بها ضمن الظروف والأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها شعبنا والمنطقة، الحبلى بالمفاجآت والتحولات الهائلة والسريعة ولا أدلَّ على ذلك تعاظم شأن المجاميع الإرهابية المسلحة وخطورة هجماتها.

إن السيد سعود الملا رجلٌ رزينٌ ومتزنٌ يعوَّل عليه في تلطيف الأجواء وتخطّي العثرات وتحقيق التوافقات بالتعاون والتنسيق مع الغيارى والمخلصين من العقلاء، وإجراء مراجعة نقدية جادة وإعادة ترتيب الأفكار والمواقف, والعودة إلى جادة الصواب من خلال الاهتمام بالمجلس الوطني الكردي وتقويته وتفعيله لأنه السبيل الأسهل والأنجع لسد الطريق أمام الأعداء وأدواتهم الطّيّعة الرخيصة من القائمين على المكر والغدر والقهر والمصطادين في الماء العكر، وإفشال مؤامراتهم الدنيئة والخبيثة, المعادية لتطلعات شعبنا وطموحاته في العيش بحرية وكرامة وسلام.

التعليقات مغلقة.