الإنسان هو الأساس والمحور لأي عملية….؟!/ سلمان بارودو

22

300الإنسان هو الأساس والمحور لأي عملية. - سلمان بارودوrtf

 

 

 

 

 

 

خاص BUYERPRESS

إن جميع الأديان السماوية والنظريات المختلفة قديماً وحديثاً ركزت على بناء الإنسان كونه العمود الفقري وأساس التقدم والتطور لأي مجتمع أو دولة، لذلك أن بناء الإنسان أصعب بكثير من المباني الشاهقة الطول، فلا يتخيل التطور إن لم يكن الإنسان نفسه متطوراً ومتقدماً وقابلاً لتطوير قدراته وتنميتها، ولا يمكن أن نتصور تغييراً في أي مجتمع إن لم يقابله تغيير في العقل والفكر، لأن الإنسان محور كل تقدم حقيقي مستمر.

فالإنسان هو الفاعل والمحرك الذي يصنع التغيير ويدوّن التاريخ ويحرك الأحداث، سواء في اتجاه الشر، أو الخير. لذلك فان المقدمات الصحيحة لأي فعل حضاري لن تتحقق إلا من خلال العمل المتواصل والاستثمار في بناء الإنسان المنتج والفاعل، والمفعم بالقيم الانسانية النبيلة، ليكون بذرة فاعلة في البناء الإنساني الصحيح، والقائم على أساس الاعتراف بالآخر، لأجل أن يسود السلام والأمن.

والإنسان هو الركن الأساس الذي يبنى عليه الحضارة، وهو الركيزة الأساسية في بناء المعمورة. إننا اليوم بحاجة إلى إنسان ذو مواصفات حسنة نجد في شخصيته المدافع الحقيقي عن حقوق الإنسان وحرياته في العيش بسلام وأمان.

لذلك نجحت الكثير من الشعوب في مساعيها, فاستطاعت الوصول إلى مراحل متقدمة في هذا الشأن, ليس فقط عبر بناء الإنسان بل عبر تهيئة البيئة التنظيمية والحقوقية التي تتيح لذلك الإنسان أن يصبح منتجاً ومنافساً.

وعندما يفقد الإنسان قيمة العلم والثقافة والمعرفة، لن يكون في استطاعته المشاركة في بناء مجتمعه والسعي به إلى مصاف المجتمعات المتطورة.

لدينا قصور وفوبيا واضحين في كثير من المفاهيم ، وما نشاهده اليوم من الهجرة وترك الأوطان وما يصنعه العنف والقتل والدمار والحروب وآثارها على الشعوب، ما هو إلاّ انعكاسات سلبية على الأجيال القادمة وأيضا فلتان وتسيّب واضحين قوميا ووطنيا للجيل الناشئ وغيره، لذا لا بد من الوقوف بجدية وحزم وبروح مسؤولية تجاه ما يجري بحق العباد والبلاد.

لقد أثبتت جميع تجارب الشعوب والأمم أن الإنسان هو الأساس في كل نجاح وأن الأوطان تبنى بالإنسان الواعي المتسلح بالعلم والمعرفة والمدرك لقضايا الشعوب والأمم.

 

التعليقات مغلقة.