المجلس العام لـ “PYD” يهنئ الشعب الكردي وعموم الشعوب في سوريا بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتأسيس الحزب
Buyer
هنأ المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي”PYD” الشعب الكردي وعموم الشعوب في سوريا، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الحزب.
وأكد خلال بيانا كتابيا أصدره اليوم الأربعاء، بالمضي قدماً لإنجاح مشروع دمقرطة سوريا في إداراتها الذاتية، وحل جميع قضاياها وقضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الكردية.
وجاء في نص البيان:
“يصادف يوم عشرين أيلول الحالي الذكرى الخامسة عشرة على تأسيس حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي جاء تأسيسه في وقت شهدت فيه المنطقة مرحلة جديدة من التطورات على مختلف الأطر والأوضاع الكردستانية منها والإقليمية والدولية؛ وفي ظل دخول نظام الهيمنة العالمية مستوى جديد منها. استوجبت تلك الأوضاع معايرة دقيقة وتشخيص بنّاء وبالتالي اتباع أسلوب أكثر ثورية يؤدي إلى تحقيق نتائج خادمة لحل القضيتين الوطنية السورية والقومية الكردية من خلال تحديد مكامن التغيير والتحول الديمقراطي في جانبيه النظري والعملياتي. فكانت تلك المقاربة الأولى لتأسيس حزبنا ومن أحد أهم دواعيه المتمثلة بأن الدولة القومية المركزية فشلت كنموذج وكصيغة في عموم الشرق الأوسط. وأن البديل الثوري لذلك يكمن في النضال لتحقيق المجتمع الأخلاقي السياسي؛ تحظى فيه المرأة الحرة بدور ريادي.
وفي الوقت الذي كان النظام البعثي السوري ينتهج سياسة استبدادية تجاه كافة مكونات شعب سوريا رافضاً وناكراً قضاياها وفي مقدمتها وجود قضية كردية في سوريا، من بعد أنْ أنهى في ذلك كافة مظاهر الحياة السياسية فكانت زنازينه ملآى بآلاف المناضلين من حزبنا ومن عموم المعارضة السورية؛ فإن حزبنا ناضل منذ تأسيسه أن يكون حل القضية الكردية غير منفصلٍ عن حل القضية الديمقراطية العامة في سوريا. لا بل زاد في هذا المنحى حينما اعتبر حلّها مدخلاً نوعياً لدمقرطة سوريا والشرق الأوسط برمته. وهذا ما يؤكده البرنامج السياسي التأسيسي للحزب في الترابط بين المسارات الثلاثة القومية والوطنية والإقليمية وضرورة التوازي بينها من باب الديمقراطية؛ وأنّ حل الواحدة منها تفضي بالضرورة إلى حل المسارات الأخرى وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. وبعكس مختلف صنوف المعارضة المشهودة لها بالتراجع وعدم قدرتها على تلبية تطلعات مكونات شعب سوريا وحقه المشروع في التغيير الديمقراطي، انطلق حزبنا منذ تأسيسه على تشخيص دقيق للأوضاع التي تعيشها شعوب الشرق الأوسط والإسهاب في دراسة الأسباب والدوافع وتحديد مكامن الخلل التي تعرقل النهوض المجتمعي، منها الأسباب الموضوعية بما فيه سلطوية الأنظمة الاستبدادية يضاف إليها أزمة النظام المهيمن وتمركزه الإقليمي ومحاولتها فرض سياساتها بشكل معاكس لقضايا الشعوب وتحريرها، ومنها الذاتية المتمثلة في أهم أسبابها إلى محاصرة القضية الكردية كنتيجة لاتباع عموم الأحزاب الكردية أساليب ووسائل لم تستطع أن تكون بالفاعلة لحل القضية الكردية وعموم قضايا المنطقة مؤدياً بذلك إلى إحداث انقسام في الشارع الكردي وتغليب الأجندة الضيقة على الأجندة الوطنية وأيضاً إحداث الشرخ الحاصل ما بين قضايا الحرية في سوريا وتقديم المشاريع الديمقراطية التي تحقق الانتماء فيتحقق النهوض المجتمعي.
قدّم حزبنا في طريق الحرية وعدالة القضية الكردية العديد من الشهداء في مقدمتهم مؤسسيه الأوائل أمثال الرفيقة شيلان كوباني ورفاقها، أوصمان دادلي وأحمد حسين (بافي جودي)، وفيما بعد عيسى حسو ومؤخراً الشهيد خالد كوتي، إضافة إلى المئات منهم. لقد تحولت قيم شهيداتنا وشهدائنا إلى ميراث فكري وتنظيمي حتّم أن يكون للحزب نظرة أكثر مسؤولية في الحراك الثوري السوري في آذار 2011 وانتهاجه الخط الثالث المعتمد أساساً على فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان في الأمة الديمقراطية والانتقال إلى الشرق الأوسط الديمقراطي واستتباب الأمن والاستقرار فيه وتحقيق العيش المشترك السلمي بين مختلف قومياته وثقافاته ومعتقداته، وهذا ما يشكل جوهر السياسة الديمقراطية وتمايز الخط الثالث بأنه ليس مع النظام الاستبدادي وليس مع المحسوبة على المعارضة المُشغِّلة للأجندة الخارجية إنما مع تحقيق تطلعات شعبنا السوري المشروعة. ووفق فلسفة الأمة الديمقراطية قامت ثورة 19 تموز 2012 وتم التأسيس للإدارة الذاتية الديمقراطية مع عشرات من الأحزاب والقوى السياسية الكردية والعربية والسريان الآشورية والعديد من مؤسسات المجتمع المدني وهيئات قانونية وثقافية. ومن المعلوم بأن مناطق روج آفا وشمال وشرقي سوريا تحولت بفضل هذه الإدارة وبفضل أحد أهم أساسياتها الاستراتيجية في الحماية الذاتية والدفاع المشروع ومن خلال وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية التي توجه هذه اللحظات ضربات تاريخية إلى التنظيم الإرهابي داعش في آخر معاقله بدعم من التحالف الدولي ضد الإرهاب ؛ تحولت إلى مناطق آمنة بالمقارنة مع عموم المناطق السورية التي تحولت بدورها إلى مناطق عنف وتدمير. وقد غدت قوى مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية بما حقق مكتسبات الشعب إلى شريك فاعل ضد الإرهاب وإلى لاعب أساسي لا يمكن أن يتحقق الحل السوري بدونه؛ بالرغم من الهجوم المستمر عليه منذ أكثر من خمس سنوات من قبل التنظيمات الإرهابية المدعومة بدورها من أنظمة الاستبداد الإقليمية وأوّلها النظام الفاشي في تركيا الذي أقدم على خطوة عدائية ضد الإنسانية وضد إرادة الشعوب الحرة في الشرق الأوسط استمراراً لسياساته الإرهابية ضد القضية الكردية في سوريا حينما أقدم على احتلال عفرين مع مرتزقتها في ظل تواطؤ دولي وإقليمي وسوري. مع العلم بأن تحرير عفرين هو مسألة وقت وعودتها كما سابقاً في صيغة الإقليم الديمقراطي الذي يدير نفسه بنفسه عن طريق مكوناته ومؤسساته الديمقراطية المدنية؛ باتت بالمسلّمة التي لا يصح الوضع السوري والقضية الديمقراطية إلّا من خلال تحرير عفرين قبل كل تحرير.
إن سوريا وعموم بلدان الشرق الأوسط التي تم ترسيمها قبل مئة عام منصرمة دون إرادة شعوبها وبالضد من تطلعاتها؛ هي اليوم على مفترق طرق، والأزمة السورية مثال هذه الأزمات، وكل يوم يتم فيه تأخير حل أزمتها على أساس مسارها السياسي الديمقراطي التفاوضي مضمونة فيها محاربة الإرهاب وتحقيق التغيير الديمقراطي في إنهاء أي شكل استبدادي وظهور الدولة القومية المركزية؛ يكون على حساب انهمار المزيد من الدماء السورية وتكريس الأزمة وعدم الاستقرار في سوريا والشرق الأوسط ويؤدي إلى أوضاع كارثية – ليست في وضع إدلب فقط وإنما عموم الوضع السوري- إذا لم يتم الوضوح في الحل الديمقراطي المناسب لإنهاء الأزمة السورية. وفي هذا فإن حزبنا من خلال نهج السياسة الديمقراطية يدعم استمرار اللقاءات ما بين مجلس سوريا الديمقراطية والسلطة في دمشق كما ندعم أن ترتقي إلى مستوى المفاوضة وتحقيق أفضل النتائج المحققة في انتشال سوريا من واقعها التقسيمي إلى اتحادها وحل القضية السورية في شكل الإدارة الذاتية الديمقراطية. هذا الحل الذي يلامس جوهر القضايا في سوريا والشرق الأوسط كخطوة نحو تحقيق كونفدرالية شعوبها المؤكدة لوحدة مصير هذه الشعوب وأخوَّتِها.
إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD وبمناسبة تأسيس حزبنا نهنئ الشعب الكردي وعموم الشعوب في سوريا وجميع القوى الديمقراطية في سوريا والشرق الأوسط والعالم، ونؤكد من خلال هذه المناسبة بالمضي قدماً على طريق شهداء الحرية المجتمعية وبذل كل ما وسعنا لإنجاح مشروع دمقرطة سوريا في إداراتها الذاتية الذي بات الحل الأمثل الوحيد للخلاص من الأزمة السورية وحل جميع قضاياها وقضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الكردية”.
المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
التعليقات مغلقة.