تفاؤل روسي باحياء «أندوف» بعد انسحاب طهران من الجنوب

48

الحياة_Buyerpress

تجدد التجاذب بين موسكو وتل أبيب حول الوجود العسكري الإيراني في سورية، بعد ساعات على استكمال النظام السوري سيطرته على الحدود المتاخمة للجولان المحتل. إذ أكدت روسيا العودة إلى خطوط «فض الاشتباك» (1974)، وإحياء مهمة قوات «أندوف» (التابعة للأمم المتحدة)، بعد انسحاب القوات الإيرانية لمسافة 85 كيلومتراً، لكن إسرائيل سارعت إلى رفض هذا الانسحاب باعتباره «غير كاف»، وتمسكت بتفكيك المنظومة العسكرية الإيرانية في كل أنحاء سورية.

وفيما أكد المبعوث الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، عقد قمة رباعية تجمع زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا في أيلول (سبتمبر) المقبل، ستبحث في ملف عودة اللاجئين، معرباً عن أمله بـ «مساعدة مالية من ألمانيا وفرنسا»، أستمرت أمس المواجهات بين قوات النظام وفصيل موال لتنظيم «داعش» في جيب متاخم لمنطقة حوض اليرموك (جنوب غربي سورية). وصعد «داعش» هجماته مستهدفاً مطاراً عسكرياً في البادية السورية، وقوات نظامية قرب دمشق ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفها بينهم ضباط.

وأكد لافرنتييف في تصريحات نقلتها وكالة «تاس» الروسية أمس أن القوات الإيرانية «سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً من مواقعها السابقة في المناطق المتاخمة لخط وقف النار في جنوب سورية، وستدخل هذه المناطق قوات من الأمم المتحدة برعاية روسية». ولفت الى أن عسكريين إيرانيين «مستشارين» ربما يكونون وسط قوات الجيش السوري. و «لكن لا توجد وحدات للعتاد والأسلحة الثقيلة يمكن أن تمثل تهديداً لإسرائيل على مسافة 85 كيلومتراً من خط ترسيم الحدود». ونبه إلى أن «هذا الاتفاق لا يزال حيز التنفيذ، وسحبت القوات الإيرانية لعدم إزعاج إسرائيل التي بدأت باللجوء إلى القوة عبر شن ضربات على مواقع منفردة للإيرانيين». وتوقع إطلاق العمل الشامل لقوة الأمم المتحدة لمراقبة «فض الاشتباك» (أندوف). وقال: «نأمل بأن يحصل ذلك في أقرب وقت ممكن وأن يؤدي المراقبون واجباتهم خلال فترة قريبة جداً».

في المقابل، تمسكت تل أبيب باستراتيجيتها لمواجهة الوجود العسكري الإيراني في سورية. وقال وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي: «ما وضعناه كخط أحمر هو التدخل وتعزيز الوجود العسكري الإيراني في سورية، وليس بالضرورة على حدودنا». وزاد أن «التهديد الأبعد مدى هو من الصواريخ أو الطائرات الإيرانية من دون طيار (درون) المتمركزة في سورية». واستبعد «تسويات أو تنازلات في هذا الأمر».

في غضون ذلك، شن «داعش» هجوماً أمس على مطار خلخلة العسكري، في ريف السويداء الشمالي، وأعلن تدمير طائرتين للنظام وست طائرات «درون» ومقتل 8 من العسكريين. وأفاد ناشطون بأن الهجوم انطلق من الجيب الذي يسيطر عليه التنظيم في البادية الشرقية للسويداء. وأشارت شبكات موالية للنظام إلى أن الهجوم جاء بعد عملية تسلل، فشلت قوات حماية المطار في صدها.

تزامن ذلك، مع مكمن للقوات النظامية نصبه «داعش» في منطقة الضمير شرق دمشق، وتمكن خلاله من قتل أربعة من عناصرها بينهم ثلاثة ضباط أحدهم برتبة عميد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتحدث ناشطون عن استهداف للمدنيين وعمليات قتل ونهب من قبل عناصر النظام والميليشيات التابعة له في الأودية المحيطة بحوض اليرموك (جنوب غربي سورية) حيث اضطر المدنيون للفرار مع اشتداد القصف. وأكدت مصادر معارضة أن النظام أخرج دفعات من قادة «داعش» الإرهابي والعناصر الأجنبية إلى مناطق في الأيام الأخيرة، ولم يبق في المنطقة سوى حوالى 100 مسلح من مجموعات محلية التحقوا بالتنظيم أخيراً، ويرفضون الانسحاب أو الاستسلام بعد تنفيذ القوات النظامية وحلفائها إعدامات جماعية لمسلحين قرروا الاستسلام وعائلاتهم أول من أمس.

التعليقات مغلقة.