صالون ميتا الأدبي.. على قدر الحُلم تتسّعُ الأرضُ بنا

52

Buyer

يجتمعون في كل شهر حولَ طاولةٍ لمناقشة روايةٍ اتفقوا على قراءتها، ويدور الحديث حولَ آراء الحضور من حيث الأفكار، والأسلوب، واللغة.

قراءة في كتابٍ، بقعةُ ضوءٍ في مدينة تنقطعُ فيها الكهرباءُ عشرينَ ساعةً في اليوم، ومُتنفّسٌ للروح، والذهن في زمن الحرب والتفجيرات.

تدورُ بينهم النقاشات، وكأنها صلواتٌ إلى إلهٍ مجهول، وتعاويذُ سحريّة يتلونها ويبعثرونها في الهواء حتى لا يختنقون. يستبطنون العالمَ الداخلي للشخصيات والأحداث وكأنهم يحتمون باجتماعهم من الموتِ والحصار والليل والتُرهّاتِ التي تُمزّقُ القلبَ. هنا في قامشلي, ما زالَ للحُلم مُتّسَعٌ, وعلى قدر الحُلم تتسّعُ الأرضُ بنا. نعم، ما زالَ على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة.

كانَ المشروعَ حلماً لمجموعةٍ من الأصدقاء، أن يفعِّلَوا صالوناً أدبيّاً أو مُلتقىً للكُتّاب والمثقّفين.

فالسنواتِ السبعِ السوداءَ التي مرّت على سوريا ، أثّرت كثيراً على الحالة النفسيّة.

يلتقي روّاد الصالون من المكوّن العربيّ والمسيحيّ والكُرديّ مرّةً كلَّ شهرٍ، يناقشون روايةً اتفق عليها مُسبقاً.

كانت الجلسةُ السابعة هذا الشهر روايةَ الخيميائي لباولو كويلو. وناقشنا سابقاً كتباً أخرى، منها “الأمير” لميكافيلي، “ظلّ الأفعى” ليوسف زيدان، “القوقعة” لمصطفى خليفة، و”موسم الهجرة إلى الشمال” للطيب صالح، وغيرها.

لا يحتاج الصالون إلى مساعدات ماديّة، بقدر ما يسعى إلى مشاركةٍ أكبر عدد من الحضور في كلّ مرّة ليوصلَ رسالةً للمجتمع السوريّ، بأنه لا يزالُ هنا مَن يريد أن يشعلَ ضوءاً أو يفتحَ نافذةً على المستقبل. الحربُ لا بدّ لها أن تتوقّفَ يوماً.

نشرت هذه المادة في العدد /80/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/7/2018

 

التعليقات مغلقة.