عفرين..” إلى الرسولة… رسولة روج آفا “

80

 

طه خليل

 

يرسل الطوراني كلاب صيده، ومن كل الأمم

فتضحك الغزالة الكردية، وتخضر القمم

يرسل الفاشي ما تبقى من سلاجقة استوطنوا أرض اليونان

أولاد زنا يصححون نسبهم بآيات الله.. فيرضى عنهم الله.

يرسل الفاشي رهط الغربان، يعيثون في عفرين

ويضمدون ساق التاريخ بجبس البلاغة.

عفرين يا عفرين..

عفرين وا عفرين.!

النهار لحديد السماء، والسماء غادرة على الكرد

الليل للضفائر تلتفّ على أعناق الغزاة … ويصدح حجر عفرين.

عفرين كثيرة في وحدتها، وفي عزلتها ينقر الحجل حواف الموت.

تلك حرب، ونحن وحيدون كآلهة ضلت عبادها

وحيدون نجادل فتاوى المسلمين، ونكتشف اننا للمذبحة.

وحيدون كطيور الماس، نرسل بريقنا لأمم ذاهلة

ولا يصل الصوت.

يفتح الصوت باب الكهف على الرسولات الكرديات، فتجيء طائرات الغادرين.

يرمق الصبي العفريني في عفرين، وهو على جبل ليلون.. يسحب عفرين نحوه..

وعفرين ثقيلة لا تتحرك.

يرمق السفح بناته، يتركن ضفائرهن وديعة ويرتفع البارود.

واعفرين.. تسوّرك القلوب، وماذا تفعلين بالقلوب.؟

عفرين وحدها في مواجهة الله

الله الذي يسدل على سدرته جلباب نبيه الأقرب

الإله الذي لا يفهم لغة عفرين، وعفرين لا تتقن لغته.

يرسل الله، والسلجوقي كلابا من حديد أمريكي إلى عفرين.

تجلس عفرين على صخرة، وتحدق بالضباع.

تلك ليست دموعاً.

هي الريح تعوي على صدر عفرين.

واااااااا ….. عفرين.

يركب الطوراني أعراب الرذيلة، ليقطف الزيتون

ولم يخطر ببال مقاتل أن يسمّم القرآن

فيسّاقط رطبا، على المؤمنين من الأعراب.

يستطلع المقاتل الكردي الجهات.. وتتقدم إليه الجهات حمماً من حوافر جيوش المسلمين.

المقاتل الكردي واقف بصدره العاري، وترميه الطائرات يا الله.

تقف المقاتلة الكردية بضفائرها العارية فتقصها سكاكين الخيانة يا الله.

وكنت ترى كل شيء..

كل شيء كان واضحا، كما لو أنك تتقرى كفّ نبيك يا الله، فلماذا ما هبطت يوماً، ولا انحنيت لما بتر من زين وزينبا.؟

ارم قناعك يا الله، لقد اكتشف أبناء زين وزينبا ما أخفيته في سورة فتحك.!

وأنت.!

يا أنت الذي أقنعتنا بأخوة العدم، عدْ إلى عتبة الرماد، تحسّس ظلّ الشهداء، واستمع لما يقوله لك ألم الشهيد قبل إغماضته الأخيرة.!

الشهيد الذي أخذ معه ضفيرة أفستا، الضفيرة التي ظلت تحوم في السماء كطائر الرخّ، الضفيرة التي ظللت كل زيتون الجبال.

ويا عفرين… واااااا عفرين

كم ضفيرة تدلّت من أعناق الزيتون، ومرّت عليها الشمس خجولة..؟

وأنت.؟! ألا ترى الأعراب في بلدي يرطنون بلغة نجد، حاملين جيفة نبيهم وصحابته الزناة.؟

ألا ترى كيف لا يسلم الريش منهم، ويثأرون للضحاك.. يثأرون لضحاك الفرس إذ يطلقون الرصاص على حجر كاوى، يسحلونه على حواف تاريخ طعين.؟ تاريخ تناثر على جيايى كرمينج كحبات الرمان، الرمان الذي شقّق روح زينبا وفستانها.؟

إذاً..! تعال لنتجادل.!

أربع وثلاثون سنة ونحن نطلق الرصاص على ظلال العثمانيين، والظلال بيننا، أربع وثلاثون سنة وتأكل الجبال عيون الغزالات الكرديات، ولا يأتي لنجدتنا أحد.. أربع وثلاثون سنة ولم نصل لظل أخوة جاحدة، وأبناء جاحدين، أبناء يطلقون الرصاص مع الترك والأعراب على حجر كاوى في عفرين، وتتوجّع خاصرة عفرين، يتألم الزيتون بين أسنان الكلاب، وتئن أسود عندارا، أربع وثلاثون سنة، ولم نهدّ ما بناه عياض بن غنم حول قلب آمد.! لكننا أعطينا للأرض هويتها، والأرض تئن من العزلة، ومن حوافر بني سلجوق.

أربع وثلاثون سنة وعفرين تقاتل لوحدها.

ويا عفرين…. و وااااا عفرين.!

أهلوك في ملاذكرد هم من وضع الفخاخ لرومانوس البيزنطي، ونسوا فخاخهم ثم ناموا، وكان لصوص السلاجقة هناك، فاخذوا رومانوس وأخذوا الفخاخ وارمينيا وكردستان، وقيدوا أجدادك بسلاسل فخاخهم .. حتى وصلوا اليوم إليك يا عفرين.

اليوم يثأر الأعراب لضحاك الفرس

ويثأر الروم لروموناس ولريشارد أورشليم.

ويثأر زبانية الترك لضرطة التاريخ.. الضرطة التي رمتهم في بلاد الشرق.

تعال… تعال لنتجادل مرة أخرى:

من أعطاك الحق لتشرع لأولاد ضرطة التاريخ وجوداً، وتقنعني بأخوة معهم.؟

من أعطاك هذا البهاء، لترتقي على عظام الشهداء في گليێ زيلان وكوج كيري وتتغزل بقوادي التركمان، ولصوص الحضارة.؟ من.؟

تعالوا لأحدثكم قليلا:

” أحدثكم عن شجرة  تقطعت أغصانها، ومدّت بوجه العدو جذورا، وعن صبية توقف نزف حبيبها بضفيرة جدلتها الريح، وعن خيول رافقت ظلال مقاتلين في باكوك وبوطان وآغري، حتى انمحت سنابكها على الصخور، وعن شجر الغيم ينحني على أبناء ميديا ويحميهم من طائرات أولاد الزنا من الترك والاسلاميين، وعن أحفاد تتبعوا مسير البرزاني القديم واقتفوا آثار أقدام على الثلج حين احترقت مهاباد، وأحدثكم من جديد عن قاضي محمد وقاسملو ومظلوم، وعن رهين أيمرالي إذ يخجل منه ملح البحر ويعتذر من عزلته، وأحدثكم عن البيشمركي يربط رجله منثنياً على جراحه على تخوم كركوك، وعن بنات شنغال في أسواق سبي شرعنها نبي الاعراب، فهبّت لنجدتهن غزالات روج آفا، ليثأرن لأربعة عشر قرناً من زحمة الرجم وتقبيل حجر دنسته شفاه المخصيين.

وأحدثكم عن طيور روج آفا إذ ضربت بقوادمها ريح السواد فاستفاق الكرد على زغاريد الأمهات، فجمعوا الكون، لنساء دهنن الكواكب بحناء الكرد الغابرين، وأحدثكم عن صبيان الدول رابطوا على حدود روج آفا كالضباع، منتظرين غيمة الليل، وكان ضوء روج آفا عاليا، ورسولتها تهدي المؤمنين على أخاديد الأرض، من تل كوجر وتل حميس وتل براك وجبل كزوان و واشوكاني ومنبج حتى صفين الرقة رصفوا الأرض ورمموا البلاد لأخوة الندم وكانت عفرين تحدّق بعينيها لضباع الأرض اذ سوروها بحديد الناتو اللعين.

ثمانون مليونا من سلاجقة الرماد يحرسون وقتهم من أوجلان رهين البحار، وما اطمأنوا، فتتبعوا خطواته حاملين مصاحف محمد يفتي لهم بذبح الكرد.

واااااا عفرين.!

أتسمعين الصوت والمنادون في حضنك..؟

أنت لزين وزينبا، ولست لبغاة الدمن ..

سلاماً إذ تتطاير صفحات الذل من على منكبيك.

سلاما زين وزينبا.. وأنت في حضن الرسولة.

وسلاماً للرسولة تمنح مؤمنها فاتحة الشعر لعفرين..

سلاما وهي تسد عليه الهواء..

وتهب من عفرين.. سلاما.

نشرت هذه القصيدة في العدد /77/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/4/2018

التعليقات مغلقة.